الولايات المتحدة تعتزم إرسال منظومة «باتريوت» لأوكرانيا.. ما تبعات الخطوة؟

محمد النحاس

منذ أشهر تطالب أوكرانيا الغرب إرسال منظومات دفاع جوي متطورة لصد الضربات الروسية.. لماذا تغير الموقع الأمريكي؟


في تطورٍ ملفت، تعتزم الولايات المتحدة إرسال منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” إلى أوكرانيا، في وقتٍ تتزايد فيه معدل الهجمات الجوية الروسية.

ويشنُ الجيش الروسي يوميًّا ضرباتٍ صاروخيّة وهجماتٍ بالطائرات المُسيرة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما دفع كييف لطلب أنظمة دفاع جوي متطورة، فما مدى فاعلية الخطوة؟ وهل تساهم بتقويض الضربات الروسية؟

اللمسات الأخيرة

تضع الولايات المتحدة الأمريكية “اللمسات الأخيرة” على خطط لإرسال منظومة الدفاع الصاروخية “باتريوت” عالية التقنية لأوكرانيا، ومن المتوقع أن يُعلن عنها رسميًّا نهاية الأسبوع الحالي.

وستشحن الولايات المتحدة المنظومة الدفاعية، خلال الأيام المقبلة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، حسب ما نقل موقع شبكة “CNN” الأمريكية، أمس الثلاثاء 13 ديسمبر 2022، عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لم تسمه.

 موافقة مرتقبة

ما زالت الخطوة في انتظار موافقة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستين، إلا أن المصادر التي تحدثت لـ”CNN” رجحت إقراره للخطة، متوقعين إرسال المنظومة الدفاعية هذا الأسبوع.

وعلى مدار الأشهر الماضية، أرسلت الولايات المتحدة لأوكرانيا أنظمة دفاع أرض – جو متوسطة المدى، إلا أنها كانت محدودة الفاعلية أمام كثافة الهجمات الروسية، التي استهدفت قطاعات حيوية بالداخل الأوكراني.

حقائق المعارك تفرض الصفقة

منذ أشهر تطالب أوكرانيا الغرب بإرسال منظومات دفاع جوي متطورة، لصد الضربات الروسية، وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء، دينس شيميهال، إن بلاده تحتاج منظومة “باتريوت” لوقف مساعي روسيا لإغراق أوروبا باللاجئين الأوكرانيين، وفق ما نقله تقرير لـ”وول ستريت جورنال” عن إذاعة ”LGI” الفرنسية.

وتواجه الصفقة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، مصاعب لوجيستية ترتبط بعمليات التسليم والتشغيل وتدريب الأوكرانيين على استخدام المنظومة، التي تتطلب عشرات العناصر لتشغيلها، ويستغرق التدريب عليها شهورًا في الظروف الطبيعية.

مع ذلك، دفعت “الحقائق على أرض المعركة” إدارة الرئيس جو بايدن لتلبية المطالب الأوكرانية، وسيخضع الأوكرانيون للتدريب على استخدام المنظومة في قاعدة أمريكية بألمانيا.

خبراء يشككون

شكك الخبير العسكري المصري، اللواء تامر الشهاوي، بتسليم المنظومة الدفاعية لأوكرانيا، بفعل الصعوبات اللوجيستية، ولفت إلى أن “روسيا، التي تعمل أقمارها الصناعية في سماء أوكرانيا، لن تسمح بعبور مُعدّاتٍ عسكرية من شأنها تغيير موازيين القوى على أرض المعركة” ومتوقعًا أن لا تتم هذه الخطة.

وفي حديث مع شبكة رؤية الإخبارية، قال الخبير العسكري إنه “من العسير إتمام هذه الصفقة، في ظل التفوق العسكري الروسي”، لافتًا إلى أن “الولايات المتحدة تشن حربًا إعلامية على روسيا”، أما ميدانيًّا “منعت واشنطن بولندا من إرسال طائرات إلى أوكرانيا”.

ما هي منظومة باتريوت؟

منظومة “باتريوت” هي نظام صاروخي دفاعي أرض جو، يتضمن أنظمة رادار حديثة، تستطيع رصد 50 هدفًا في آن، وتطلق أول صاروخ بعد اكتشاف الهدف بـ9 ثوانٍ، وتصيب أهدافًا جوية على نطاق 160 كيلومترًا، والصورايخ الباليستية على مدى 75 كيلومترًا.

وتعد المنظومة الدفاعية أحد أكثر الأنظمة الفاعلة ضد الصواريخ البالستية وصواريخ كروز وبعض أنواع الطائرات، ويستخدمها بعض حلفاء الولايات المتحدة بأوروبا الشرقية والخليج، وفقًا لـ“CNN”، وذاع صيت المنظومة خصوصًا بعد حرب الخليج الثانية.

R

تواصل الدعم الغربي

في غضون ذلك، يتواصل تدفق الدعم الغربي لأوكرانيا، وعقدت دول مجموعة الـ7 الاقتصادية، يوم الاثنين، قمة افتراضية شددوا خلالها على دعم كييف على الأصعدة كافة، وشجبوا “العدوان الروسي” ووعدوا الرئيس فلاديمير زيلنسكي بالعمل على تعزيز دفاعات بلاده الجوية، ما يطالب به الأوكران منذ ما يزيد على شهر.

وفي حديثٍ عبر الهاتف بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني، يوم الأحد، شدد بايدن على التزام بلاده بتزويد كييف بجميع أنواع المساعدات، في مواجهة “العدوان الروسي”. وشكر زيلنسكي نظيره الأمريكي على “الدعم غير المسبوق لسيادة أوكرانيا”، وأقرت واشنطن، الأسبوع الماضي، حزمة بـ53 مليون دولار لدعم قطاع الطاقة الأوكراني.

هل تغير موقف واشنطن من إرسال أسلحة متطورة؟

الشهر الماضي، تسلمت أوكرانيا نظام “نيسمس” الأمريكي المتطور، و 20 قذيفة من نظام “هيمارس” الصاروخي، الذي يصل مداه إلى 80 كيلومترًا، وهو عبارة عن راجمات صاروخية دقيقة الإصابة، علاوةً على ذلك، أقرت واشنطن على مدار أشهر الحرب، التي بدأت فبراير 2022، مساعدات أمنية وعسكرية بمليارات الدولارات.

ورغم مناشدات كييف المستمرة، ترفض الولايات المتحدة إرسال أسلحة هجومية بعيدة المدى وعالية التقنية، وطائرات مسيرة متطورة، حتى لا تشن أوكرانيا هجمات تطال العمق الروسي، ما قد يؤدي إلى تصاعد النزاع، ووفق “وول ستريت جورنال” فإن منظومة “باتريوت” لا تمثل خطرًا على الداخل الروسي، لأنها تسختدم لأغراض دفاعية وحسب.

انتقادات للصفقة

انتقد مسؤولٌ في الكونجرس الخطوة المرتقبة، مثيرًا مخاوف تتعلق بـ”التكلفة التي ستتحملها الميزانية الأمريكية” لتزويد أوكرانيا بالمنظومة الدفاعية، في وقتٍ “تُحدّث فيه الصين جيشها، وتصعد موقفها العدائي تجاه تايوان”.

وأقر المسؤول الأمريكي بأن “الجميع يريد مساعدة أوكرانيا ضد الهجمات الصاروخية الروسية”، إلا أنه أشار إلى أنّ الولايات المتحدة لا تمتلك عددًا كافيًا من المنظومة الدفاعية، عالية التكلفة، ما يضع ضغوطًا إضافية على بلاده، التي تكافح لتخفيف التضخم، ومعالجة الآثار الناجمة عنه، وفقًا لما نقلته “وول ستريت جورنال”.

ربما يعجبك أيضا