جروسي إلى موسكو وطهران.. «الذرية الدولية» في مهمة للاطمئنان النووي

«الذرية الدولية» قلقة من تصاعد التوتر.. جروسي إلى موسكو وبعدها يزور طهران

يوسف بنده

التخصيب بنسبة 60% يجعل اليورانيوم قريبًا من درجة صنع الأسلحة، وهو ليس ضروريًّا للاستخدام التجاري في إنتاج الطاقة النووية.


سياسة خفض الالتزام النووي التي اتبعتها إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي عام 2018، أدت إلى زيادة غموض برنامجها النووي.

فقد رفعت إيران من معدل تخصيب اليورانيوم في مقابل الانسحاب من البروتوكول الإضافي الذي علق جزء من عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحرم مفتشيها من حرية التفتيش في المنشآت النووية ومنعهم من الوصول إلى كاميرات المراقبة.

اقرأ أيضًا: من أجل رفع العقوبات.. هل تلوح طهران بقدراتها النووية؟

51752714538 e401d502f6 k 720x470 1

رافائيل جروسي يمسك بكاميرا مراقبة نووية

تخصيب عال

حسب وكالة رويترز، الاثنين 19 فبراير، فقد قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز بكثير احتياجات الاستخدام النووي التجاري رغم ضغوط الأمم المتحدة لوقف ذلك، مشيرًا إلى أن معدلات التخصيب قد زادت بشكل ملحوظ وبمعدل يقارب سبعة كيلوجرامات من اليورانيوم شهريا وبنسبة نقاء 60 %.

وجاءت هذه الزيادة بعد وقت قصير من قيام طهران بمنع ثلث فريق التفتيش الأساسي التابع للوكالة، ومنهم كبار الخبراء، من المشاركة في المراقبة المتفق عليها لعملية التخصيب.

اقرأ أيضًا: زيادة تخصيب اليورانيوم.. ضغوط إيرانية على أمريكا للعودة للمفاوضات

مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد المحطة النووية في نطنز 20 يناير 2014

مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد المحطة النووية في نطنز 20 يناير 2014

نسبة خطرة

التخصيب بنسبة 60 % يجعل اليورانيوم قريبا من درجة صنع الأسلحة، وهو ليس ضروريا للاستخدام التجاري في إنتاج الطاقة النووية. وتنفي إيران سعيها للحصول على أسلحة نووية لكن لم تقم أي دولة أخرى بالتخصيب إلى هذا المستوى دون إنتاجها.

اقرأ أيضًاعبداللهيان في دمشق.. تأكيد لاستمرار الحرس الثوري بسوريا وتهديد لأمريكا

وبموجب اتفاق عام 2015 مع القوى العالمية، والذي لم يعد ساريًا، كان على إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 % فقط. وبعد أن سحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في عام 2018 وأعاد فرض العقوبات على طهران، انتهكت إيران القيود النووية للاتفاق وتجاوزتها.

وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية عام 2023 من أن طهران لديها بالفعل ما يكفي من المواد لصنع ثلاث قنابل نووية إذا خصبت اليورانيوم إلى أكثر من 60 بالمئة.

اقرأ أيضًا: سؤال عن قنبلة إيران الذرية على الهواء.. ما الرسالة؟

جروسي

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، خلال حديثه في القمة العالمية للحكومات في دبي

بين موسكو وطهران

أعلن جروسي انه يعتزم زيارة طهران في شهر مارس القادم للوقوف على الأمر، لكن قبلها يزور روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث ملفات إيران والشرق الأوسط وأوكرانيا.

وقال جروسي “لروسيا دور تلعبه بشأن إيران. لقد لعبت في الماضي دور الدولة الطرف في خطة العمل الشاملة المشتركة لكن في الظروف الحالية، ومع تفكك الاتفاق النووي، يجب أن يملأ شيء ما هذا الفراغ”.

وأضاف أن القلق تزايد بسبب ما وصفه بالظروف الحالية في الشرق الأوسط، في إشارة إلى التوتر الناجم عن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المدعومة من إيران.

اقرأ أيضًامن أجل رفع العقوبات.. هل تلوح طهران بقدراتها النووية؟

ستاكسنت

مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد المحطة النووية في نطنز 20 يناير 2014

رفض إيراني

طلب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس الثلاثاء 20 فبراير، من مدير الذرية الدولية، جروسي بعدم الادلاء بتصريحات سياسية خارج نطاق مهامه.

وحسب تقرير وكالة مهر الإيرانية، قال كنعاني في مؤتمره الصحفي الاسبوعي: “لقد جاء في خمسة عشر تقريرًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأنشطة النووية الإيرانية سلمية الطابع وتتم في إطار اتفاق الضمانات، مؤكدًا: “إن امتلاك الأسلحة النووية لا مكان له في العقيدة الدفاعية الإيرانية”.

اقرأ أيضًامن أجل رفع العقوبات.. هل تلوح طهران بقدراتها النووية؟

ورد كنعاني على مخاوف الوكالة من تزايد مستوى التخصيب مع ارتفاع مستوى التوتر في الشرق الأوسط، قائلًا: “إن أولئك الذين يعتبرون الأنشطة النووية الإيرانية تهديدا، لديهم غالبا ترسانات نووية خارجة عن مراقبة واشراف الوكالة الدولية، أو لديهم تاريخ في استخدام الأسلحة النووية ضد الشعوب، وبالتالي فإنهم هم أنفسهم المتهمون الرئيسيون”.

اقرأ أيضًا: بعد قصف حزب الله صفد.. هل يفلت الزمام من يد إيران؟

نووي وخامنئي

هل يشترط الاتفاق المؤقت بين واشنطن وقف حرب غزة؟

دعم روسي للاتفاق النووي

روسيا هي إحدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، إلى جانب الولايات المتحدة والصين، وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وكتب مندوب روسيا الأممي، ميخائيل أوليانوف، في تغريدة أمس الثلاثاء على حسابه بمنصة اكس، “قبل عام، أثار المحللون الغربيون ومعظم المسؤولين الكثير من التكهنات حول الخطة الثانية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

وأضاف: “لقد أعربت روسيا دائمًا عن وجهة نظر مفادها أنه لا يوجد بديل لخطة العمل الشاملة المشتركة، الآن نرى أن روسيا كانت على حق”.

اقرأ أيضًاتفكيك «وحدة الساحات».. هل تستجيب طهران للدبلوماسية مع واشنطن؟

1029263 864

منشأة نطنز النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران

نووي روسيا

حسب تقرير رويترز، فإن زيارة جروسي إلى موسكو، تركز أيضًا على أزمة محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وتشهد عمليات عسكرية في محيطها.

وكانت المخاوف من وقوع حادثة نووية خطير ةمرتفعة عندما سيطرت القوات الروسية على المنشأة في عام 2022، ومرة ​​أخرى بعد تدمير سد كاخوفكا العام الماضي.

اقرأ أيضًاجولة عبداللهيان الإقليمية.. إيران تبحث عن دور في تسوية غزة

كذلك يحجم الاتحاد الأوروبي حتى الآن عن فرض عقوبات على شركة روساتوم النووية المملوكة للدولة الروسية أو أي من الشركات التابعة لها على الرغم من الدعوات العديدة لاستهدافها. ولا تزال أوروبا تعتمد بشكل كبير على شركة روساتوم التي تزود العالم بحوالي 50 % من اليورانيوم المخصب.

اقرأ أيضًاعبداللهيان في دمشق.. تأكيد لاستمرار الحرس الثوري بسوريا وتهديد لأمريكا

ربما يعجبك أيضا