تفكيك «وحدة الساحات».. هل تستجيب طهران للدبلوماسية مع واشنطن؟

إيران لن تؤجل مصالحها حتى تتوقف حرب غزة

يوسف بنده

لا تريد إيران الذهاب في سياستها الخارجية بعيداً تجاه ما تريد إسرائيل، خاصة أنها لم تختار توقيت الحرب المشتعلة في غزة، وإن اندلاع حرب جديدة في لبنان يضعها أمام مسئولية أكبر.


لا هدنة في قطاع غزة تلوح في الأفق، هذا ما كشفت عنه وكالة “رويترز”، ما يعني أن المنطقة لن تنتظر حتى ينتهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مغامرته.

وحسب تقرير “رويترز” اليوم الأربعاء 14 فبراير 2024، انتهت المحادثات التي ضمت الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن هدنة في غزة دون تحقيق انفراجة، يوم أمس الثلاثاء 13 فبراير.

اقرأ أيضًا: من أجل رفع العقوبات.. هل تلوح طهران بقدراتها النووية؟

رفح الفلسطينية

رفح الفلسطينية

أزمة مُمتدة

كتبت صحيفة “آفتاب” الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن الأزمة في الشرق الأوسط قد تمتد حتى شهر نوفمبر القادم خلال العام 2024.

وأوضحت الصحيفة أن أزمة غزة تم ربطها بالانتخابات الأمريكية، ما يعني الإبقاء على حكومة نتنياهو حتى الانتهاء من هذه الانتخابات، وذلك من خلال استمرار التوتر في منطقة الشرق، وأن ما تسعى له الإدارة الأمريكية الآن هو استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية، بما يساعد على عودة سكان مستوطنات تلك الجبهة، وبما يمنع من اتساع دائرة الحرب.

اقرأ أيضًاعبداللهيان في دمشق.. تأكيد لاستمرار الحرس الثوري بسوريا وتهديد لأمريكا

14021121000477 Test PhotoN

جولة وزير الخارجية الإيراني من بيروت إلى دمشق وصولًا إلى الدوحة

تفكيك وحدة الساحات

يبدو أن إيران تتجاوب مع الولايات المتحدة الأمريكية في عدم اتساع دائرة الحرب، ودلت تصريحات وزير الخارجية الإيرانية، حسين عبداللهيان، خلال جولته الإقليمية الأخيرة، أن هناك تواصل مستمر بين واشنطن وطهران وأن بلاده لن تنصاع لسياسة نتنياهو التي تسعى إلى جر قدم إيران نحو مستنقع الحرب.

اقرأ أيضًاجولة عبداللهيان الإقليمية.. إيران تبحث عن دور في تسوية غزة

وقد كشفت صحيفة “الجريدة” الكويتية، أمس الثلاثاء 13 فبراير، أن مسار التواصل الأمريكي ـ الإيراني نجح في تفكيك مبدأ «وحدة الجبهات» المستمد من شعار «وحدة الساحات» الذي رفعه حلفاء إيران في المنطقة، قبل 7 أكتوبر الماضي، موعد هجوم حركة حماس على إسرائيل، وواجه حينها اختبارات قاسية.

وأفاد تقرير الصحيفة، أن تفكيك وحدة الساحات سيمنع اندلاع حرب إقليمية شاملة، خاصة أن إسرائيل بدأت تقلق على مستقبلها الأمني، وهو ما يُعزز من إشعال حرب جديدة مع حزب الله اللبناني في الجنوب.

اقرأ أيضًااستمرار تصعيد الحوثي.. مخاوف من ارتكاب خطأ

غارة إسرائيلية جنوب لبنان

غارة إسرائيلية جنوب لبنان

إبعاد حزب الله عن الجنوب

تضغط إسرائيل على لبنان لتفعيل القرار الأممي 1701، الذي ينص على إبعاد حزب الله عن الحدود مع الأراضي المُحتلة.

وتهدف إسرائيل في إطار محاولة الانتصار في غزة، عودة سكان مستوطناتها الشمالية إلى منازلهم، بعدما نزحوا إلى المخيمات، خشية ضربات حزب الله.

اقرأ أيضًاجولة عبداللهيان الإقليمية.. إيران تبحث عن دور في تسوية غزة

ميقاتي

جولة وزير الخارجية الإيراني من بيروت إلى دمشق وصولًا إلى الدوحة

مبادرة فرنسية

يبدو أن هناك تحركات غربية لمساعدة إسرائيل في تحقيق ذلك، فحسب تقرير “رويترز” أمس الثلاثاء، قدمت فرنسا اقتراحًا مكتوبًا إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وكذلك دعوة مقاتلي حزب الله، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة له، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود.

اقرأ أيضًاعودة العلاقات مع السودان.. إيران تسعى لاستكمال محورها في المنطقة

يبدو أن لبنان سيتجاوب مع هذه المقترحات في إطار تجنب ويلات الحرب، وفي إطار العودة لتوزيع المكاسب السياسية بين أجنحته، فيما يخص ملف الرئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة المعطل بفعل حرب غزة.

وحسب تقرير صحيفة “الديار” اللبنانية، اليوم الأربعاء، فقد قال وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب: “نواصل اتصالاتنا لتهدئة الوضع في الجنوب، ولدينا تصور متكامل ومتوازن لتطبيق القرار ١٧٠١ وتعزيز قدرات الجيش اللبناني”.

اقرأ أيضًافي السباق الانتخابي الأمريكي.. إيران نقطة دعاية لترامب أمام بايدن

عبداللهيان في قطر

عبداللهيان في قطر

عبداللهيان في قطر

ختم وزير الخارجية الإيراني جولته الإقليمية، بزيارة قطر، وهناك التقى بالأمير تميم بن حمد، وكذلك التقى برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وأكد من الدوحة أهمية الجهود الدبلوماسية لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، حسبما نشرت كالة “تسنيم” الإيرانية، أمس الثلاثاء.

اقرأ أيضًاقصف أربيل وإدلب.. هل تنتقم إيران لحادثة كرمان؟

وتدل هذه المحطة الدبلوماسية، أن إيران لا تريد الذهاب في سياستها الخارجية بعيدًا تجاه ما تريد إسرائيل، خاصة أنها لم تختار توقيت هذه الحرب المشتعلة في غزة، وأن اندلاع حرب جديدة في لبنان سيضع إيران أمام مسئولية أكبر.

وخلال اجتماع مع أمير قطر الثلاثاء الماضي، شكر عبداللهيان دور قطر ووساطتها في بعض القضايا المتعلقة بإيران، وهو ما يشير إلى الدور القطري في التواصل بين واشنطن وطهران، في إطار المحادثات النووية والتفاهمات الإقليمية، إذ تسعى طهران إلى الحصول على مكاسب إضافية من سياستها الخارجية، خاصة فيما يتعلق بملف رفع العقوبات عن كاهلها.

اقرأ أيضًاتصاعد التوتر في البحر الأحمر.. واشنطن تطالب بكين بالضغط على طهران

ربما يعجبك أيضا