دراسة تحذر: مستويات الزئبق في التونة لم تتغير منذ 50 عامًا

دراسة فرنسية: عوامل متغيرة تدفع مخزون الزئبق إلى المياه الضحلة وتؤثر على سمك التونة

بسام عباس
طبق من التونة

تعتبر التونة غذاءً أساسيًّا للملايين في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك استمرت مخاوف التعرض للزئبق من تناول التونة لسنوات طويلة.

وتشير أبحاث حديثة إلى أن مستويات تلوث سمك التونة في جميع أنحاء العالم ظلت ثابتة، رغم نجاح السياسات في تقليل انبعاثات الزئبق منذ سبعينيات القرن الماضي.

آثار مثيرة للقلق

أوضح موقع “Study Finds” أن النتائج التي توصل إليها العلماء في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا لها آثار مثيرة للقلق، ما يشير إلى أن أسماك التونة الحديثة تعكس سنوات طويلة من التلوث العالمي الذي أشبع مياه المحيطات، ما يعكس الحاجة الماسة إلى أهداف أكثر صرامة للانبعاثات ومراقبة المأكولات البحرية.

Canned tuna in a bowl

لا تزال التونة واحدة من أكثر الوجبات شعبية في العالم، ومع ذلك لم تتغير مستويات الزئبق منذ 50 عامًا

وأضاف، في تقرير نشره الأربعاء 21 فبراير 2024، أن الفريق الدولي جمع بيانات الزئبق في أسماك التونة من المحيط الهادئ والمحيط الأطلنطي والهندي والتي يرجع تاريخها إلى عام 1971، وحلَّل عينات الأنسجة العضلية من نحو 3 آلاف سمكة تونة على مدى 50 عامًا.

ومن خلال التركيز على أنواع التونة الاستوائية ذات النطاقات الأكثر تقييدًا، كشف الباحثون عن اتجاه عالمي مفاجئ في الحد من انبعاثات الزئبق، ورغم السياسات التي عملت على ذلك منذ السبعينيات، إلا أن مستويات التلوث في أسماك التونة الاستوائية ظلت ثابتة إلى حد كبير لمدة 50 عامًا.

سمك التونة المقلي على طبق

سمك التونة المقلي على طبق

رابط التلوث الصناعي

تساءل الموقع عن أسباب فشل سنوات من الحماية البيئية في تغيير مستويات الزئبق في سمك التونة، لافتًا إلى أن الباحثين يرون أن التلوث الصناعي بالزئبق من العصور السابقة قد خلق “إرثًا” تاريخيًّا في المحيطات، وأن انبعاثات الزئبق القديمة ربما تكون قد غرقت واختلطت بمياه المحيط العميقة.

وأضاف ان التحليلات الأخيرة وجدت أن نحو ثلثي إجمالي الزئبق الموجود في أعلى ألف متر من سطح البحر قد ترسَّب قبل الثورة الصناعية، وأن عوامل متغيرة يمكن أن تؤدي إلى إعادة بعض هذا الخزان الموجود تحت سطح الأرض من الزئبق القديم إلى المياه الضحلة.

الثورة الصناعية أدت إلى زيادة تلوث المحيطات بالزئبق، ما أدى إلى ارتفاع هذه المستويات في سمك التونة

الثورة الصناعية أدت إلى زيادة تلوث المحيطات بالزئبق، ما أدى إلى ارتفاع هذه المستويات في سمك التونة

مراقبة أكثر صرامة

شدد الباحثون على أن نماذجهم لا تأخذ في الاعتبار جميع المتغيرات المعقدة، داعين إلى مزيد من البحث للوصول إلى سبل أفضل لعزل الزئبق في المحيطات ونقله وتراكمه البيولوجي وسميته، لافتين إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تظهر بوضوح الحاجة الملحة لسياسات أكثر صرامة إزاء الزئبق في المستقبل.

وقالوا إن تحقيق انخفاضات قابلة للقياس في تركيزات الزئبق في الأسماك البحرية المستهلكة بكثرة في المستقبل القريب، يعتمد على تخفيضات قوية في الانبعاثات ومراقبة طويلة الأجل ومستمرة للزئبق في الكائنات الحية البحرية، ومع ارتفاع استهلاك سمك التونة في مختلف أنحاء العالم، فإن المراقبة المستمرة لتلوث المأكولات البحرية ستشكل أهمية بالغة للمساعدة في موازنة المخاطر الصحية.

ربما يعجبك أيضا