اكتشف علماء من جامعة طوكيو أن الأسماك في غرب شمال المحيط الهادئ أصبحت أخف وزنًا، لأن المياه الدافئة تؤثر على إمداداتها الغذائية.
ولهذه النتيجة آثار كبيرة على صناعة صيد الأسماك المحلية وأسواق المأكولات البحرية العالمية، حيث تعد المنطقة مساهما رئيسيا في صيد الأسماك في العالم.
تأثير تغير المناخ
أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الخميس 29 فبراير 2024، أن الباحثين حللوا الوزن الفردي والكتلة الحيوية الإجمالية لـ 13 نوعًا من الأسماك خلال فترتين حرجتين: الثمانينيات والعقد الأول من القرن الـ21، وأشارت النتائج إلى أن أوزان الأسماك كانت أقل في كلتا الفترتين مقارنة بالسنوات الأخرى.
وشهدت الثمانينيات انخفاضًا في وزن الأسماك بسبب وفرة السردين الياباني، ما أدى إلى زيادة المنافسة على الغذاء، وعلى الرغم من ارتفاع أعداد السردين الياباني والماكريل بشكل معتدل، إلا أن الشاغل الرئيسي كان تأثير تغير المناخ، وأدى ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات إلى التقسيم الطبقي الذي منع المياه الباردة والغنية بالمغذيات من الارتفاع إلى السطح.
ديناميكيات النظام البيئي
ذكر الموقع إن هذه الظاهرة لها آثار أوسع تتجاوز حجم السمكة، وأن اليابان، المعروفة بثقافة المأكولات البحرية الغنية، من السوشي إلى الماكريل المشوي، تواجه تراجعا في الاكتفاء الذاتي من المأكولات البحرية، وتواجه تحديات مثل انخفاض المبيعات، ونقص العمالة، وارتفاع تكاليف إدارة مصايد الأسماك.
وتعد منطقة غرب شمال المحيط الهادئ، المتاخمة للساحل الشرقي لليابان، منطقة بحرية حيوية تمثل ما يقرب من ربع إجمالي الأسماك العالمية في عام 2019، وفقًا لما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. وأظهر العلماء أن الأرصدة السمكية في هذه المنطقة تتناقص في الوزن وتواجه تحولًا في ديناميكيات نظامها البيئي.
صلة واضحة
قال مؤلف الدراسة وأستاذ الغلاف الجوي والمحيطات في معهد أبحاث المحيطات بجامعة طوكيو، شين إيتشي إيتو، إن مع ارتفاع درجات الحرارة، تصبح الطبقة العليا للمحيطات أكثر طبقية، وأن الأبحاث السابقة أظهرت أنه يتم استبدال العوالق الأكبر حجمًا بعوالق أصغر وأنواع جيلاتينية أقل تغذية، مثل قناديل البحر.
وأضاف أن تغير المناخ يمكن أن يغير توقيت وطول ازدهار العوالق النباتية، النمو المتفجر للطحالب المجهرية على سطح المحيط، والتي يمكن ألا تتماشى مع الفترات الرئيسة لدورة حياة الأسماك، كما تبين في دراسات أخرى أن هجرة الأسماك تتأثر، ما يؤثر بدوره على تفاعل الأسماك وتنافسها على الموارد.
وأوضح أن هذه الدراسة تسلط الضوء على وجود صلة واضحة بين تغير المناخ وصحة النظام البيئي البحري، مع التركيز على الحاجة إلى أساليب إدارة مبتكرة للحفاظ على أعداد الأسماك.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1777258