تأتي زيارة الرئيس الإيراني لسوريا في ظل تحولات إقليمية، منها المصالحة الإيرانية-السعودية والتقارب بين أنقرة ودمشق، ما يعني أن طهران تسعى لجني ثمار دعمها لدمشق عسكريًّا وأمنيًّا.
وصل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء 3 مايو 2023، العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية تستغرق يومين.
وحسب تقرير وكالة إرنا، ضم الوفد المرافق للرئيس الإيراني كلًّا من وزير الخارجية، حسين عبداللهيان، ووزير الطرق وبناء المدن ورئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة، مهرداد بذرباش، ووزير الدفاع محمد رضا آشتياني، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الاتصالات عيسى زارع بور.
اقرأ أيضًا: هل تستعد طهران للخروج من سوريا أم للانتقال إلى مرحلة جني المكاسب؟
وصول الرئيس الإيراني إلى دمشق
زيارة استراتيجية
حول أهمية هذه الزيارة، كتب وزير الخارجية الإيراني، في تغريدة على تويتر، 2 مايو، أن زيارة رئيسي لسوريا لها جوانب سياسية واقتصادية وأمنية. وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول إيراني في هذه المنصب إلى سوريا، منذ عام 2010م.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، قد قال في طهران، حسب وكالة إرنا أمس الثلاثاء، إن الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من الأسد، تكتسب أهمية استراتيجية للبلدين، وأن هدفها “اقتصادي”.
اقرأ أيضًا: وزير خارجية إيران في بيروت.. فما أهداف الزيارة؟
وحسب تقرير موقع فردا نيوز، اعتبر نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية، محمد جمشيدي، أن زيارة رئيسي لسوريا استراتيجية وتاريخية، وقال إن الوثائق التي سيجري التوقيع عليها بين الرئيسين الإيراني والسوري لها بعد اقتصادي. وأوضح جمشيدي أن طهران مصممة على الوجود الاقتصادي في منطقة ساحل البحر المتوسط.
اقرأ أيضًا: الرئيس الإيراني إلى دمشق.. ما الرسالة؟
رئيسي في دمشق
اتفاقيات اقتصادية
نقلت صحیفة «الوطن» السورية عن مصادرها، أن الحكومة في دمشق تُرتب لتوقيع اتفاقيات جديدة مع إيران في مجالي الطاقة والكهرباء، وأن مفاوضات ستجري خلال زيارة الرئيس الإيراني، حول خط ائتماني إيراني جديد، يجري استثماره في قطاع الكهرباء، بهدف مساعدة سوريا في تحسين واقع الكهرباء الذي تعانيه منذ أكثر من 10 سنوات.
اقرأ أيضًا: إيران تسعى للوصول إلى البحر المتوسط عبر ميناء اللاذقية السوري
وعلى مستوى اجتماع اللجنة السورية ـ العراقية المشتركة، فهو يأتي بعد أقل من أسبوع على عقد اجتماعات اللجنة الاقتصادية السورية ـ الإيرانية المشتركة في دمشق، التي جرت خلالها مناقشة إعادة تفعيل خط سكة حديد بين كل من إيران والعراق وسوريا، وتفعيل سكة حديد الشلمجة – البصرة بمساعدة الجانب العراقي.
وتسعى إيران للحصول على 5 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية السورية، لإجراء تجارب زراعية ونقل خبراتها في هذا الخصوص إلى الجانب السوري.
اقرأ أيضًا: ما غاية إيران من الربط السككي مع مدينة البصرة العراقية؟
استقبال الرئيس الإيراني في سوريا
تسديد مستحقات إيران
حسب تقرير موقع تجارت نيوز، 2 مايو، علق رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، على زيارة رئيسي لسوريا، بأن طهران تسعى للحصول على مستحقاتها لدى سوريا، التي تقدر بـ30 مليار دولار، وأنه يأمل في أن يجري حل ملف هذه الأموال خلال زيارة رئيسي لدمشق.
وأكد فلاحت بيشه، أنه يخشى من عدم وفاء سوريا بتعهداتها حيال تسديد أموال طهران، إذ يجري تجاهل مصالح إيران الاقتصادية، بعد أن وصلت سوريا إلى الاستقرار النسبي في ظل الأموال الهائلة التي أنفقتها طهران عسكريًّا وسياسيًّا.
اقرأ أيضًا: ليس حبًّا في سوريا .. إيران تجني الثمار وتناوش أمريكا من الخليج إلى الكاريبي
استقبال الرئيس الإيراني في سوريا
جني ثمار إعادة الإعمار
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، حسب وكالة فارس، 1 مايو، إن سوريا دخلت مرحلة إعادة الإعمار، وإيران جاهزة لتكون مع الحكومة السورية في هذه المرحلة أيضًا، كما كانت إلى جانبها في القتال ضد الإرهاب.
وحسب صحيفة الجريدة الكويتية، 3 مايو، فإن إيران تطرح نفسها بقوة كمساهم في مرحلة إعادة الإعمار، وأن زيارة رئيسي تستهدف التركيز على استراتيجيات اقتصادية بعيدة المدى.
ولدى طهران اهتمام بالوجود على سواحل البحر المتوسط في طرسوس واللاذقية، وكان يوجد وفد اقتصادي ترأسه وزير الطرق الإيراني، قد سبق رئيسي إلى دمشق، للتحضير لاتفاقيات تتعلق بإعادة الإعمار والمصالح الاقتصادية لإيران.
اقرأ أيضًا: هل تنشئ إيران ميناء الخليج الكبير لمنافسة الفاو العراقي؟
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1503033