غرفة تجارة مشتركة.. المصالحة الإيرانية السعودية على خطى ثابتة

يوسف بنده

يأتي اتفاق المصالحة السياسية بين السعودية وإيران بتغييرات إيجابية تنعكس على العديد من القضايا والأزمات بالشرق الأوسط.


منذ إعلان اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، مطلع مارس الماضي، طغى التساؤل عن مدى جدية المصالحة بين البلدين.

ونص بيان الاتفاق على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ما يعني انفتاح الحوار الإيراني على دول أخرى في إقليم الشرق الأوسط، خصوصًا مع تفسير بعض المحللين للخطوة التصالحية الإيرانية على أنها تأتي في إطار الاستجابة إلى ضغوط أمريكية.

غرفة تجارة مشتركة

أعلن عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية، كيوان كاشفي، تأسيس الغرفة التجارية المشتركة مع السعودية قريبًا، معتبرًا ذلك خطوة مفيدة للنهوض بالاقتصاد في البلدين. وحسب تقرير وكالة فاروس، اليوم الاثنين 3 إبريل 2023، وصف رئيس غرفة تجارة كرمانشاه عودة الهدوء والاستقرار إلى الأسواق المالية، بما في ذلك العملة الصعبة والذهب، بأنه إنجاز إيجابي لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وأوضح كاشفي أن إيران والسعودية بلدان كبيران ومهمان في المنطقة، مضيفًا أن التعاون السياسي والاقتصادي هو أساس الاستقرار في المنطقة. وأن القطاع الخاص بدأ بالفعل الإجراءات اللازمة للتعاملات الاقتصادية مع السعودية وغرفة التجارة فيها، خصوصًا أن السعودية من الدول القليلة في المنطقة التي لا تملك إيران غرفة تجارة مشتركة معها.

n00191456 b

أهمية الغرفة المشتركة

كشف عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية عن خطط لبدء تبادل زيارات وفود رجال الأعمال فور إعادة فتح السفارات بين إيران والسعودية. مشيرًا إلى أن السعودية اقتصاد كبير لم يجر الاستفادة من إمكاناته كما ينبغي جتى الآن، خصوصًا أن ذروة التبادل التجاري بين البلدين، التي كانت في العام 2011، لم تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار.

وأشار إلى التجارة الخارجية للسعودية البالغة حجمها 300 مليار دولار، يمكن أن تفتح لإيران سوقًا لا تقل عن 2 إلى 3 مليارات دولار في السنوات المقبلة. وحسب كاشفي، فإن ايران والسعودية لديهما الكثير من أرضيات التعاون في مختلف مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والعلوم المعرفية، ويجب الاستفادة من هذه الإمكانات.

4407556

«رئيسي» في موسم الحج

في إطار تثبيت المصالحة بين طهران والرياض، أعلنت إيران، أمس الأحد، أن الرئيس إبراهيم رئيسي سيلبي دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، لزيارة البلاد. وقفق ما نقلته وكالة مهر الإيرانية عن النائب الأول للرئيس، محمد مخبر.

وأوضح مخبر أن الاستراتيجية الأساسية للرئاسة الإيرانية هي تلطيف وتحسين العلاقات مع دول المنطقة، مشيرًا إلى أن الجميع تابع هذا الأمر منذ اليوم الأول لفوز رئيسي، وما يحدث من التقارب في العلاقات ليس محض صدفة، بل جرى التخطيط له، وكان يجب أن يحدث في الوقت المناسب.

وحسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، 2 إبريل، نقلًا عن مصدر في الخارجية الإيرانية، أن طهران تسعى لأن يزور الرئيس إبراهيم رئيسي المملكة خلال موسم الحج، آخر يونيو المقبل، ليؤدي فريضة الحج، ويجري لقاءات مع العاهل السعودي وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان.

538732 505

مصالحة البحرين

حسب الصحيفة الكويتية، شدد المصدر على أن وفداً من مملكة البحرين سيزور طهران قريبًا للكشف عن الممتلكات الدبلوماسية البحرينية في إيران، تمهيدًا لعقد لقاء على مستوى المديرين السياسيين لوزارتي الخارجية في البلدين، والتفاهم على إعادة العلاقات بينهما.

ومن المقرر أن يزور وفد بحريني طهران لتقييم الأضرار التي لحقت بالمقار الدبلوماسية، على أن تتولى الحكومة الإيرانية إصلاح كل الأضرار. وحسب تقرير صحيفة دنياي اقتصاد، 3 إبريل، أوضح وزير الخارجية، حسين عبداللهيان، أن سلطنة عمان لعبت دورًا في الوساطة بين إيران والبحرين، وأن الوفود المتبادلة بين طهران والمنامة تعقد المباحثات الفنية بشأن وضع مقر البعثات الدبلوماسية.

14011220000520 Test PhotoN

قمة صينية خليجية منتظرة

ذكر المصدر الإيراني للجريدة الكويتية، أنه بعد عودة العلاقات بين طهران والرياض من المرتقب أن تبدأ الصين استعدادات لاستضافة قمة عربية  إيرانية، أو خليجية  إيرانية، على أمل توقيع معاهدة للتعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأوضح المصدر أن بكين اقترحت في البداية عقد قمة خليجية إيرانية، إلا أن الدبوماسية الصينية ترى أن الأوضاع في المنطقة تشجع على توسيع اللقاء لضم دول عربية، وبذلك ترد بالمثل على القمة العربية الصينية، التي استضافتها الرياض.

ربما يعجبك أيضا