بعد التصعيد النووي.. هل استجابت طهران إلى شروط واشنطن للتهدئة؟

يوسف بنده

مع ارتفاع وتيرة التهديد بإمكانية توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، يبدو أن طهران بدأت في الاستجابة إلى الضغوط الأمريكية في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعايشها.


تشير التحركات الإيرانية إلى أن طهران قد استجابت إلى جانب من مطالب التهدئة الأمريكية، في ظل تعطل المحادثات النووية بين الطرفين.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، قد أعلن أنه تلقى رسالة من واشنطن، عبر وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين الذي استقبله في بغداد نهاية الأسبوع الماضي، وكان قادمًا لتوه من واشنطن.

آمریکاوایران

بنود أمريكية للتهدئة

حسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، 28 فبراير الماضي، فإن مضمون الرسالة التي بعثت بها واشنطن إلى طهران، والتي تشمل 6 بنود، أولها: تضمن استعداد الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق، وفقًا لمسودته التي جرى التوصل إليها في فيينا خلال مارس الماضي، بشرط أن تبدأ إيران على الفور تنفيذ تعهداتها من دون قيد أو شرط.

وبحسب المصدر، أبدى الجانب الإيراني استعداده لتنفيذ تعهداته، مطالبًا الطرف المقابل بالمثل. وحسب تقرير الصحيفة، فإن عبداللهيان طلب كذلك إغلاق ملف الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل توقيع أي اتفاق جديد.

وتشمل باقي البنود: حلّ أزمة الدولار مرهون بالتعاون مع واشنطن، واستئناف الحوار مع الخليج، وتبادل السجناء مع واشنطن، والتفاوض حول الخلافات غير النووية، وخفض التعاون العسكري مع روسيا والصين.

Screenshot 2022 06 07 134725 720x470 1

استجابة طهران

تمثل زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي لطهران، استجابة إيرانية إلى المطالب الأمريكية، فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، التوصل إلى تفاهمات جيدة مع الوكالة، يمكن أن تمهد لحل القضايا التقنية العالقة.

وجدد كنعاني استعداد بلاده العودة إلى المفاوضات النووية، في حال وافقت كل الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة، على ذلك، ومشددًا على أن التواصل مع واشنطن مستمر عبر قنوات متعددة. وقال جروسي، الاثنين 6 مارس، توجد فرصة جدية في ما يتعلق بملف إيران النووي.

وأضاف: “حاليًّا لا يمكنني أن أضمن أي شيء”. وبموجب التفاهمات ستسمح إيران بإعادة تركيب أجهزة المراقبة الإضافية التي كانت موجودة بموجب الاتفاق النووي عام 2015، ولكنها أزيلت العام الماضي، مع انهيار الاتفاق في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

Gen. Hatami get acquainted with S 400 during Arms Expo in Russia 780x470 2

 

بين الاستجابة والتجاهل

يبدو أن طهران قد استجابت إلى مطالب خفض التعاون العسكري مع روسيا أيضًا، فحسب وكالة مهر، الاثنين، شدد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، على أن بلاده ليست بحاجة إلى شراء منظومة S400 الصاروخية الدفاعية من روسيا، وطهران لم تتسلم أي معدات أو طائرات مقاتلة من طراز سوخوي 35 الروسية المتطورة.

وقد رحب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بجهود المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في حل المسائل المعلقة مع إيران.

وفي المقابل شدد برايس على أن العودة إلى الاتفاق النووي ليست على جدول أعمال الإدارة الأمريكية، فعلى جدول الأعمال ثلاثة مواضيع أساسية: العنف والقمع، وتزويد إيران بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار لروسيا، ثم استمرار إيران في ممارسة الاعتقال غير المشروع لأمريكيين في إيران.

Screenshot 2022 01 17 165457 720x470 1

تحييد نووي إيران

تأتي الضغوط الأمريكية على طهران من أجل تحييد النووي الإيراني عن الوصول إلى العتبة الحرجة، فحسب تقرير قناة الشرق، أمس 7 مارس، أكدت الولايات المتحدة وإسرائيل، التزامهما بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، والتصدي لأنشطتها العدائية في المنطقة، في ختام اجتماعات اللجنة الاستراتيجية الاستشارية في البيت الأبيض.

وترفض إسرائيل تأكيدات إيران بأن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، وقالت إنها ستتخذ أي خطوات ضرورية لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية. وقد ذكرت قناة فوكس نيوز أن إيران أبرمت صفقات سرية مع روسيا لضمان تسليم اليورانيوم الذي حصلت عليه موسكو من طهران، بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015.

ربما يعجبك أيضا