في إطار سياسة المُقايضة.. إيران تتقارب مع سريلانكا

أجرى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الأربعاء 24 أبريل 2024، زيارة إلى العاصمة السيرلانكية، كولومبو، في إطار تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.

ويبدو أن حكومة الرئيس الإيراني تعتزم توسيع علاقات طهران في دول أسيوية جديدة، في إطار سياسة أطلقتها تحت مبدأ “أولولوية دول الجوار”، إذ تأتي زيارته إلى سيرلانكا بعد عودته من دولة باكستان الجارة الشرقية لبلاده.

زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى سيرلانكا

سياسة المقايضة

تعتمد إيران سياسة المقايضة في تعاملاتها مع سيرلانكا، وذلك بهدف إيجاد آلية لتخطي العقوبات الغربية على بنكها المركزي، التي تمنع طهران من الحصول على مبيعاتها النفطية في الخارج.

بجانب أيضًا الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها سيرلانكا التي تقع في شمال المحيط الهندي جنوب شبه القارة الهندية، في جنوب قارة آسيا، وهو ما يدفعها إلى الاستفادة من النفط الإيراني الرخيص والذي يباع بسياسة المقايضة.

وكانت سريلانكا وهي تعاني من نقص في العملات الأجنبية، قد كشفت في فبراير 2024، عن تصدير شاي بقيمة 20 مليون دولار إلى إيران لتسديد جزء من ديونها النفطية البالغة 251 مليون دولار.

مشروع سد أوما اويا بطاقة 220 ميجاواط

مشاريع استثمارية

كشفت زيارة رئيسي اليوم إلى كولومبو، عن استثمارات إيرانية واسعة في سيرلانكا، فقد دشن الرئيس الإيراني مشروع سد أوما اويا بطاقة 220 ميجاواط، الذي يضم سدين خرسانيين وأنبوب نقل مياه بطول 19 كيلومترا وإنشاء محطة لتوليد الكهرباء.

ويعتبر أحد أكبر المشاريع في مجال تصدير الخدمات الفنية والهندسية لإيران، وتبلغ تكلفته حوالي 500 مليون دولار، وقد لعب أكثر من 400 مهندس إيراني دورًا في بنائه.

وقد تم خلال هذه الزيارة، توقيع 5 وثائق للتعاون بين أعضاء الوفد رفيع المستوى المرافق للرئيس الإيراني ونظرائهم السريلانكيين.

مجموعة بريكس الاقتصادية

الانضمام إلى بريكس

أيضًا تعزز علاقة سيرلانكا بإيران- المقربة من دول مجموعة دول بريكس لا سيما روسيا-، إمكانية الانضمام إلى مجموعة “بريكس” الاقتصادية، فحسب وكالة تاس الروسية، اليوم الأربعاء، أعلنت سفيرة سريلانكا لدى موسكو، لياناج، أن بلادها تخطط لتقديم طلب للانضمام إلى مجموعة “بريكس+”

وأشارت سفيرة كولومبو، إلى إن هذا سيسمح لبلادها بالتطوير في مجال النقل والأمن الغذائي، إذا يمكن لسيرلانكا الوصول بحرًا إلى موانئ إيران الجنوبية، ومن ثم الوصول إلى روسيا شمالًا.

زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى سيرلانكا

حذّر من العقوبات

لم يشارك وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، في زيارة رئيسي إلى سيرلانكا، وذلك بعدما طلبت الأرجنتين من باكستان وسريلانكا إلقاء القبض على وحيدي، بتهمة ضلوعه في التفجير الذي استهدف مركزًا يهوديًا في بوينوس آيرس عام 1994، حسبما نشرت وكالة فرانس برس، الأربعاء.

وتأتي تلك الخطوة في إطار الحذر الإيراني من العقوبات الغربية والإنتربول الدولي، فقد ذكرت وكالة إرنا الإيرانية، الأربعاء، أن وزير الداخلية عاد إلى إيران أمس الثلاثاء، للمشاركة في مراسم تنصيب حاكم منطقة.