كيف تواصل الهند تجارتها مع روسيا رغم العقوبات؟

وسط وابل من العقوبات الغربية ضد روسيا بعد غزوها أوكرانيا، تعمل الهند على إنشاء نظام مدفوعات بديل من خلال تحديد بنك محتمل للحفاظ على علاقاتها التجارية مع روسيا.

أفادت صحيفة هندوستان تايمز بأن إحدى اللجان الوزارية العليا التي تدرس المسألة، أوصت بأن على الحكومة إعطاء الأولوية لواردات زيت الطعام والأسمدة من روسيا، وكذلك المدفوعات المستحقة للهند.. فما طريقة التبادل التجاري بين البلدين في ظل العقوبات على موسكو بسبب حرب أوكرانيا؟

هل أثرت العقوبات على الهند

كُلفت اللجنة الوزارية العليا بفحص تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا على اقتصاد الهند، ويقودها وزير الشؤون الاقتصادية، أجاي سيث، وتضم وزارات الغذاء وشؤون المستهلك والأسمدة والتجارة والشؤون الخارجية والبترول، وأثرت العقوبات بالفعل على الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء، ما أدى إلى خفض قيمة عديد من العملات، بما في ذلك الروبية الهندية.

وفي هذا السياق، أدى ارتفاع أسعار النفط وتعطيل سلاسل التوريد وزيادة المخاوف من التضخم إلى تآكل دخل الأسر، لذلك ستعطي حكومة الهند الأولوية لواردات زيت الطعام والأسمدة، فمن شأن أي نقص في هاتين السلعتين، التي تعد الهند مستوردًا صافيًا لهما، أن يؤدي إلى تضخم أسعار المواد الغذائية وتعطيل القطاع الزراعي قبل فصل الصيف أو موسم الخريف.

ما آلية الدفع الجديدة؟

قال مسؤول مطلع على التطورات، فضل عدم ذكر اسمه، لصحيفة هندوستان تايمز، أجريت مشاورات مع ممثلين عن بنك الاحتياطي الهندي والبنك المركزي في البلاد، والهند قد تكون قادرة على التفاوض على سعر أفضل لحصتها من واردات النفط والغاز الروسية منذ تقلص سوق النفط الروس.

ستكون آلية الدفع مماثلة لتلك التي أنشأتها الهند لاستيراد النفط الإيراني عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ذلك البلد. بعد ذلك، أنشأ بنك يو سي أو، ومقره كولكاتا ما يسمى حساب فوسترو، ستودع روسيا الروبل فيه، وتودع الهند الروبية. وقال الخبير الاقتصادي التجاري، بيسواجيت دهار، إن سعر صرف الروبل بالروبية سيتحدد من خلال ربط سعر العملتين بالدولار.

كيف يعمل هذا النظام؟

يقول بيسواجيت دهار لصحيفة لايف مينت الهندية، إن الروبية نفسها لا تشتري أي شيء خارج الهند دون أن يتم تحويلها إلى دولارات، وبالمثل، فإن الروبل الروسي ليس له فائدة في الهند، ومن ثم سيكون النظام البديل مجرد نظام ثنائي أشبه بالمقايضة.

من خلال تلك المقايضة ستستخدم روسيا كل الروبيات التي تحصل عليها من المستوردين الهنود في شراء البضائع من الهند، في حين سيستخدم المصدرون الهنود جميع الروبلات التي يحصلون عليها من روسيا لدفع ثمن الواردات من روسيا، ووفقًا للبيانات الرسمية، تستورد الهند 11-11.5% من إجمالي واردات زيوت الطعام والأسمدة الرئيسة من منطقة روسيا وأوكرانيا، و2.3% من إجمالي نفطها الخام من روسيا.