كيف يمكن أن تؤثر القوى الوسطى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

تستطيع القوى الوسطى لعب دور معزز في الدبلوماسية العالمية

آية سيد
لماذا لن ينتهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قريبًا؟

تمتلك القوى الوسطى القدرة على تأسيس ائتلاف يدعو جميع الأطراف إلى المشاركة في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.


رأى الباحث بالجامعة الإسلامية الدولية الإندونيسية، آرارات كوستانيان، أن القوى الوسطى يمكنها المساهمة في تعزيز الدبلوماسية العالمية وحل الصراعات.

وفي مقال له بصحيفة آسيا تايمز، قال كوستانيان إن الصراع الأخير بين حماس وإسرائيل يقدم فرصة للقوى الوسطى كي تلعب دورًا أساسيًا في تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية بطرق بناءة أكثر من مجرد الإعلان عن مواقف رسمية.

ساحة للتوترات

أشار كوستانيان، في مقاله المنشور أمس الثلاثاء 24 أكتوبر 2023، إلى أن الصراعات غير المحسومة، مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حوّلت الشرق الأوسط إلى ساحة للتوترات والصدامات المستمرة، وتدخل القوى العظمى بطرق مباشرة أو غير مباشرة.

ووفق الباحث الأرميني، هذا حال دون التوصل إلى حل سلمي للصراع وعقّد فكرة الاستقرار في الشرق الأوسط.

منافسة القوى العظمى

كانت المنافسة الشرسة بين القوى العظمى واضحة في خلال عصر الحرب الباردة. وبعد انتهائها، دخلت المنافسة مرحلة جديدة بين الولايات المتحدة، بصفتها الكتلة الرابحة، والفصيل المعارض للنظام الليبرالي الذي فرضته واشنطن.

كيف يمكن أن تؤثر القوى الوسطى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

آثار الدمار في غزة

وفي ظل هذه التوترات العالمية، بات واضحًا أن التوصل إلى حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أصبح مستحيلًا، بسبب منافسة القوى العظمى.

وما يفاقم الوضع، حسب كوستانيان، هو الفشل المستمر لجهود الوساطة التي تنظمها الولايات المتحدة، التي تمنح الأولوية للمطالب الإسرائيلية وتتجاهل الاعتراف بفلسطين كدولة.

تعددية الأطراف

من المثير للاهتمام أن النظام العالمي متعدد الأطراف الحالي يقدم فرصة للقوى الوسطى لتلعب دورًا معززًا في تنسيق النتائج السلمية في الدبلوماسية العالمية, وفق الباحث.

إلا أن دور القوى الوسطى كان مقتصرًا على الدول التي تطالب بسياسة خارجية مستقلة غير فاعلة في الدبلوماسية العالمية، أو الجهات الفاعلة التي تضمن المشروعات الضخمة للقوى العظمى عبر الاستفادة من التعاون تحت شعار “التنمية الاقتصادية”.

فرصة للقوى الوسطى

رأى كوستانيان أن هجوم حماس الأخير يقدم فرصة، ليس فقط للقوى العظمى التي تنسق محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل، بل أيضًا للقوى الوسطى، مثل إندونيسيا، والسعودية، والهند، وإيران، كي تلعب دورًا أساسيًا في تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية بطرق بناءة أكثر من مجرد الإعلان عن موافقها رسميًا.

وعلاوة على هذا، تمتلك القوى الوسطى، المذكورة أعلاه، القدرة على تأسيس ائتلاف يدعو جميع الأطراف إلى المشاركة في إنهاء هذا الصراع المستمر منذ فترة طويلة، من أجل التوصل إلى نتيجة عادلة، تُقبل فيها حقوق جميع أطراف الصراع على قدم المساواة.

التوصل لحلول عادلة

مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الدول أعلنت رسميًا ضرورة الاعتراف بفلسطين كعامل رئيس في إنهاء الصراع، فإن استراتيجية التحوط الفاعلة التي تتبعها أغلبية القوى الوسطى للموازنة بين القطبين المتنافسين، القطب الغربي والقطب المناهض للغرب، ينبغي اعتبارها فرصة تكتيكية للتوصل إلى حلول عادلة.

عدد ضحايا الصراع الفلسطيني الإسرائيليوإضافة إلى هذا، لفت كوستانيان إلى أن الائتلاف الذي تنظمه القوى الوسطى قد يتحول أيضًا إلى حركة أوسع بهدف إيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وهذه الدبلوماسية الدولية الشاملة، التي تبنيها القوى الوسطى، ستخلق مساحة بين القوى العظمى، من خلال إعادة تشكيل كتلة عدم الانحياز بمفهوم أوسع.

منفعة متبادلة

أوضح الباحث أن هذا يعني أن قدرة الدبلوماسية الفاعلة التي تطرحها القوى الوسطى مع استراتيجية التحوط ترفع أهميتها في العلاقات الدولية بالنسبة للقوى العظمى كي تحافظ على الوضع الراهن وتتجنب تصعيد مواجهاتها إلى حرب شاملة أو شن حروب هجينة أخرى.

وهكذا، فإن الوضع العالمي الحالي يقتضي ضمنًا أنه إذا كانت القوى الوسطى تستفيد من المشروعات الضخمة التي تقدمها القوى العظمى، تحتاج القوى العظمى إلى الدور الذي تلعبه القوى الوسطى في العمل باتجاه الحل العادل الذي سيعمل كمساحة استقرار بين القوى العظمى ثنائية القطب المتنافسة.

تغيير التوجهات

هذه الدبلوماسية الشاملة على مستوى عالمي، التي يمارسها ائتلاف القوى الوسطى، من شأنها أن تُجبر الولايات المتحدة وإسرائيل على تغيير توجهاتهما المتشددة بشأن الاعتراف بفلسطين، وإدراك أنه يجب الاعتراف بحقوق الفلسطينيين من أجل السلام الدائم.

وحسب كوستانيان، هذه السياسة الخارجية الأمريكية ستزيد فرص الفلسطينيين للتوصل إلى حل عادل، وتمنع احتمالية اندلاع حرب هجينة إقليمية بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين والعالميين من جهة، والكتلة المناوئة للغرب من جهة أخرى.

ربما يعجبك أيضا