محادثات سرية بين واشنطن وطهران بشأن النووي.. تفاصيل جديدة

محمد النحاس
محادثات سرية بين واشنطن وطهران بشأن النووي.. تفاصيل جديدة

على الرغم من النفي الرسمي يبدو أن طهران وواشنطن أجرتا محادثات سرية في عمان.. ما الذي نعرفه؟


أجرى مسؤولون من إيران والولايات المتحدة، محادثات سرية غير مباشرة في عُمان الشهر الماضي، في تطور لافت، وفقًا لموقع إكسيوس الإخباري الأمريكي.

ويأتي ذلك في وقتٍ تحتدم فيه التوترات بين الجانبين بسبب عدة قضايا، أبرزها التطور المتسارع في البرنامج النووي لطهران.. فما أبعاد المحادثات الإيرانية الأمريكية الأخيرة؟ وإلى أي نتيجة يمكن أن تقود؟ وكيف ترى إسرائيل الأمر؟

تفاصيل جديدة 

تكشّفت هذه التفاصيل الجديدة للمرة الأولى، أمس الجمعة 9 يونيو 2023. وحسب موقع إكسيوس الإخباري، كانت المحادثات غير مباشرة، ونقل المسؤولون العمانيون الرسائل بين الطرف الأمريكي ونظيره الإيراني، في غرف منفصلة. 

وفي تقرير منفصل، أفاد ذات الموقع، نقلًا عن 3 مصادر مطلعة لم يسمها، بسفر المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكجورك، لإجراء محادثات مع المسؤولين العمانيين بشأن التواصل الدبلوماسي المحتمل مع إيران في ما يتعلق بقضية البرنامج النووي.

وفد إيراني رفيع

وفق المصادر الـ3، وصل وفد إيراني إلى عمان في ذات التوقيت، وحسب أحد المصادر، كان من بين الوفد كبير المفاوضين النوويين لطهران، علي باقري. 

وتأتي هذه المحادثات بعد أشهر من عرقلة المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن برنامج إيران النووي، في ظل مخاوف أمريكية وغربية متزايدة من تسارع معدلات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تسمح بامتلاك قنبلة نووية. 

ثمن باهظ 

وفقًا للمصادر التي تحدثت مع أكسيوس، أوضحت الولايات المتحدة الأمريكية لإيران أنها ستدفع ثمنًا باهظًا إذا ما مضت قدمًا في الوصول بمعدلات تخصيب اليورانيوم إلى 90%، وهو المستوى المطلوب لإنتاج السلاح النووي.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ناقشت مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين اقتراحًا محتملًا يمكن بموجبه التوصل إلى اتفاق مؤقت مع إيران، من شأنه التراجع عن بعض العقوبات، وتخفيف الإجراءات المرتبطة بها، في مقابل تجميد إيران أجزاء من برنامجها النووي، غير أن واشنطن تشدد من جانبها على أن شيئًا لم يتغير بشأن إيران. 

التزام الولايات المتحدة 

كان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، قال: “ما زلنا نركز على تقييد سلوك إيران المزعزع للاستقرار عن طريق الضغط والتنسيق الوثيق مع حلفائنا، وخفض التصعيد في المنطقة”. 

وأوضح كيربي أن هذا يشمل ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي، مردفًا: “لذلك نحن بالطبع نراقب من كثب أنشطة التخصيب الإيرانية”، وأضاف أنه على الرغم من أن “الولايات المتحدة تفضل الدبلوماسية” فإنها مستعدة لإجراء تنسيق كامل مع الحلفاء والشركاء في المنطقة، بهدف ضمان عدم حيازة طهران السلاح النووي. 

بارقة أمل 

تمثل هذه المحادثات بارقة أمل بشأن التوصل إلى اتفاق محتمل، قد يؤدي إلى تخفيف التوترات ولو نسبيًّا في المنطقة، على الرغم من أنها تأتي في ظل نفي رسمي من إيران والولايات المتحدة لوجود محادثات. 

اقرأ أيضًا| أزمة إيران.. هل يكمن الحل في اتفاق نووي طويل الأجل؟

ولا يقتصر التوتر بين واشنطن وطهران على قضية تسارع البرنامج النووي الإيراني، فقد زادت من حدته التقارير الغربية التي تحدثت عن إمداد إيران لروسيا بطائرات مسيّرة، من أجل الحرب الجارية في أوكرانيا، فضلًا عن انتهاكات مزعومة ضد حقوق الإنسان، وقمع للتظاهرات، حسب ما تقول عواصم غربية.

كيف ترى إسرائيل الأمر؟ 

تبدي إسرائيل مخاوف جدية بشأن هذه الجهود، وترى أن الاتفاق الجديد قد يصب في صالح إيران. وحذر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، الأسبوع الماضي، من مساعي التوصل إلى اتفاق نووي مؤقت مع طهران.

وزعم إردان أن “الاتفاق المحتمل لن يتطرق إلى اليورانيوم المخصب، ولن يقوض عمل منشآت طهران النووية”، واعتبر أن المجتمع الدولي “فشل” في وقف المشروع النووي الإيراني، وأن أحداث العام الماضي “أثبتت المخاوف الإسرائيلية”، وأن “إيران تجاوزت بالفعل كل الخطوط الحمراء”.

اقرأ أيضًا| 3 خيارات أمام الاتفاق النووي.. هل تحقق إيران رغبتها؟

ربما يعجبك أيضا