مصر وإيران.. هل تتجاوز المحادثات اللقاءات الهامشية؟

التقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2024، بنظيره الإيراني، حسين عبداللهيان، وذلك على هامش زيارتهما إلى جنيف.

وحسب بيان الخارجية المصرية، التقى الطرفان على هامش مشاركتهما في الشق رفيع المستوى للدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان والشق رفيع المستوى لمؤتمر نزع السلاح بمدينة جنيف السويسرية.

اقرأ أيضًا: عاجل| مصر تنقل لإيران قلقها من التصعيد في البحر الأحمر

لقاء شكري وعبداللهيان في جنيف

نقاش حول حرب غزة

حسب بيان الخارجية المصرية، تناول لقاء الوزيرين فى شق كبير منه التطورات الخاصة بأزمة قطاع غزة، والتداعيات الخطيرة لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، والأوضاع الإنسانية الكارثية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، حرص سامح شكرى على إطلاع نظيره الإيراني على الجهود المبذولة من قبل مصر لمحاولة التوصل إلى مسارات تهدئة تضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني وتتيح وصول المساعدات بصورة مستدامة تلبيه لاحتياجات القطاع.

اقرأ أيضًا: جروسي إلى موسكو وطهران.. «الذرية الدولية» في مهمة للاطمئنان النووي

اقرأ أيضًا: من أجل رفع العقوبات.. هل تلوح طهران بقدراتها النووية؟

وجدد الوزيران رفضهما الكامل لأي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية، واتفقا على تكثيف الجهود من أجل الدفع نحو الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل على استدامه وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني فى القطاع اتساقًا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

اقرأ أيضًا: «آفاق جديدة في العلاقات».. هل يزور وزير خارجية إيران مصر؟

التصعيد في جنوب البحر الأحمر

حسب بيان الخارجية المصرية، فإنه اتصالًا بالحرب الجارية في غزة، أكد الوزير سامح شكرى لنظيره الإيراني على أن تعقُد أزمات الإقليم يُلقى بظلاله على حالة الاستقرار لجميع شعوب المنطقة، معرباً عن قلق مصر البالغ إزاء اتساع رقعة الصراع في المنطقة بما ينذر بعواقب خطيرة على أمن واستقرار عدد من الدول العربية.

وأعرب شكري عن قلق مصر البالغ لاتساع رقعة التوترات العسكرية في منطقة جنوب البحر الأحمر، والتي ترتب عليها تهديد حركة الملاحة الدولية في إحدى أهم ممراتها على نحو غير مسبوق، والضرر المُباشر لمصالح عدد كبير من الدول، ومن بينها مصر، مما يستلزم تعاون جميع دول الإقليم لدعم الاستقرار والسلام والقضاء على بؤر التوتر والصراعات في تلك المنطقة.

اقرأ أيضًا: لحماية ممر التجارة.. هل تساند الصين الغرب في تأمين البحر الأحمر؟

وأكد الوزيران فى نهاية اللقاء تطلع البلدين إلى تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن في محيطهما الإقليمي، واتفقا على الحفاظ على وتيرة التواصل بينهما لمتابعة الحوار حول مختلف الموضوعات التي تهم البلدين على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي.

اقرأ أيضًا: هدنة غزة.. هل تنتقل الأنظار إلى التهدئة في جنوب لبنان؟

لقاء شكري وعبداللهيان في جنيف

أولوية استعادة العلاقات

حسب تقرير وكالة ايسنا الإيرانية، اليوم الثلاثاء، فقد اعتبر وزير الخارجية المصري، أن مثل هذه اللقاءات تمثل أرضية لإعادة العلاقات بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة من أولويات مصر.

اقرأ أيضًا: زيادة تخصيب اليورانيوم.. ضغوط إيرانية على أمريكا للعودة للمفاوضات

اقرأ أيضًا: عبداللهيان في دمشق.. تأكيد لاستمرار الحرس الثوري بسوريا وتهديد لأمريكا

وأشار وزير الخارجية الإيراني، إلى أهمية الجهود المشتركة لوزيري خارجية البلدين في تطوير العلاقات الثنائية، معتبرًا أن اتفاق رئيسي البلدين على مراجعة وتسريع العلاقات بين البلدين في غاية الأهمية.

وأكد عبداللهيان، أن الجمهورية الإيرانية لا تريد إلا الخير لمصر والمنطقة، معتبرًا أمن مصر مثل أمن إيران، وأن التعاون البلدين، بما في ذلك تقديم الدعم لفلسطين، له تأثير إيجابي على المنطقة بأكملها.

لقاء شكري وعبداللهيان في جنيف

لقاءات لم تتجاوز الهامش

انفتحت طهران لاستعادة العلاقات مع القاهرة في إطار النتائج الإيجابية لاستعادة العلاقات الإيرانية-السعودية، لكن على خلفية الحرب الدائرة في غزة وارتباط جماعة الحوثي اليمنية بإيران وتهديدها للملاحة في مياه البحر الأحمر، لم تتجاوز اللقاءات بين مسئولي مصر وإيران اللقاءات الهامشية في ضيافة الاجتماعات الدولية.

اقرأ أيضًا: تصاعد التوتر في البحر الأحمر.. واشنطن تطالب بكين بالضغط على طهران

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد علق، الاثنين 22 يناير 2024، على ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن زيارة مرتقبة للوزير حسين عبداللهيان إلى مصر.

وقال كنعاني “هناك أجواء إيجابية جديدة، وآفاق جديدة في العلاقات، لكن لا أستطيع تأكيد أو نفي أي شيء حول التخطيط لزيارة وزير الخارجية، حسين عبداللهيان إلى مصر”.

لقاء شكري وعبداللهيان في جنيف

انتظار وقف إطلاق النار

تجري لقاءات متسارعة من أجل التوصل لهدنة في غزة في إطار صفقة تبادل أسرى، وقد كشفت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية، الثلاثاء 23 يناير، أن زيارة وزير الخارجية المنتظرة إلى مصر تأتي بينما هناك حركة وسطاء بين الدوحة والقاهرة للتوصل لإعلان إيقاف إطلاق النار في غزة، وكذلك بعد محادثات بين مصر وإيران والحوثيين بهدف تأمين الملاحة في مياه البحر الأحمر على خلفية الضربات التي تعرضت لها السفن المتجهة لإسرائيل.

وقال الخبير الإيراني في صحيفة آرمان ملي، فريدون مجلسي، إن “إسرائيل مصرة على القضاء على حماس، وأي صفقة محتملة لن توقف الحرب بشكل كامل في قطاع غزة”، ما يعني أن إيران تنتهز الفرصة بعد اضطرابات البحر الأحمر للتقارب مع مصر، ولا تنتظر حتى نهاية حرب غزة.