مقال رأي بـ «نيوزويك»: شعبية أردوغان تآكلت ولكن ليس ديكتاتورًا

محمد النحاس
أردوغان

وخبير الشؤون الدولية بجامعة كولومبيا ينتقد أداء الإعلام الغربي في تعاطيه مع الانتخابات التركية.


عَكَسَ الذهاب إلى جولة إعادة في انتخابات الرئاسة التركية تآكل شعبية الرئيس رجب طيب أردوغان، ما ظهر كذلك في استطلاعات الرأي.

ووفق لكاتب الرأي وخبير الشؤون الدولية بجامعة كولومبيا، أسعد حنا، الذي رأى في مقال نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، أن هذه النتائج طبيعية في “بلد ديمقراطي”، منتقدًا أداء الإعلام الغربي في تعاطيه مع الانتخابات التركية، ووصفه للنظام التركي بـ”المستبد”.

انتخاب ديمقراطي

أدان أسعد حنا ما يقول إنها “انتهاكات” تمارس ضد الصحفيين، وإجراءات أنقرة لقمع المعارضين، لكنه أشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منتخب ديمقراطيًّا.

ولفت إلى أن الأنظمة الاستبدادية لا تجري انتخابات نزيهة، بل تفوز في الانتخابات بنسب 80 أو 90%، وهو أمر لم يحدث في تركيا، بل على العكس قادت الانتخابات إلى جولة إعادة بين الرئيس، ومرشح ائتلاف المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو.

وانتقد المقال أداء المعارضة، التي ألقت بـاللائمة على روسيا، مدعيةً أن تفوّق أردوغان جاء بسبب نشر الروس معلومات مضللة، مستخدمةً في هذا تقنية التزييف العميق (ديب فيك).

ضرورة قبول النتائج

شدد أسعد حنا على أن الانتخابات الحرة ضرورية في أي ديمقراطية، لذلك من المهم قبول نتائج تلك الانتخابات، مضيفًا “أهم جزء في العملية الديمقراطية قبول النتائج سواءً وافقت هوّاك أم لا.. الفائز سيظل هو الفائز”.

وأشار في مقاله إلى أن إلقاء اللوم على التدخل الأجنبي، وإدانة النتيجة سيُفضي في نهاية المطاف إلى زرع شكوك بشأن آليات النظام الديمقراطي، ويغذي حالة الاستقطاب السياسي في البلاد، ولن يفيد الاستحقاق الديمقراطي.

تناقض الإعلام الغربي؟

لفت المقال إلى أن أردوغان يحتاج إلى 1% من الأصوات الإضافية للفوز في الاستحقاق المزمع عقده 28 مايو الحالي، في حين يحتاج كليتشدار أوغلو 5% للفوز، ويمكنه الحصول عليها إذا اتحدت المعارضة، متنوعة التكوين، من أجل ذلك.

لكنّ أسعد حنا رجح حال عدم قدرة المعارضة على فعل ذلك، أن وسائل الإعلام الغربية ستواصل وسم الانتخابات بأنها ليست نزيهة، وأنها لم تكن ديمقراطية، على الرغم من حسم الأتراك كلمتهم من خلال الصناديق.

اقرأ أيضًا| بعد انتهاء التصويت.. كيف سار الاستحقاق الانتخابي في تركيا؟

جهود الأتراك

لفت حنا كذلك إلى بعض المشاهد المرتبطة بالانتخابات في تركيا، ومنها الجهود الكبيرة التي يبذلها الناخبون الأتراك في دعم حملات مرشحيهم، ونسبة المشاركة الكبيرة في الاستحقاق، وتجمهرهم في الشوارع والساحات في انتظار النتائج بفارغ الصبر.

وذكر كاتب المقال أن البلدان، التي تزوّر انتخاباتها، لا تحظى بهذا الاهتمام من الجمهور العام، ولا ينتظر شعبها النتيجة التي عادةً ما يعرفونها قبل أن تصدر، وذلك على النقيض مما يحدث في تركيا.

الإعلام الغربي وتصدير المشكلات

أشار المقال إلى أن الآلية الديمقراطية تُمكّن الجمهور من التغيير بآلية سلسة، مثالًا على ذلك خسارة حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) بلدية أسطنبول أحد أكثر المناصب أهمية.

وفي المقابل، فإن حملة الإعلام الغربي قد تقود بدورها إلى تقويض الثقة في النظام الانتخابي التركي، وختامًا يقول حنا إن وسائل الإعلام الأمريكية تميل إلى تصدير مشاكلاتها الداخلية الخاصة، وإسقاطها على الآخر، مضيفًا، قد تكون هذه أفضل دلالة على أن الديمقراطية في تركيا ما زالت فاعلة.

اقرأ أيضًا| مشاركة تاريخية في الانتخابات التركية.. وأردوغان يتصدر

ربما يعجبك أيضا