رؤية – محمود طلعت
يحتفي المجتمع الدولي، اليوم الخميس، باليوم العالمي الأول للأخوة الإنسانية، وذلك بعد الإنجاز الذي حققته كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر من خلال اقتراح تقديم مبادرة لتخصيص يوم من كل عام للاحتفال بهذه المناسبة بهدف إعلاء قيم السلام والمحبة والتسامح والأخوة الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.
منتدى الأخوة الإنسانية
واحتفاءً بهذا اليوم، وتحت شعار «الأخوة الإنسانية من أجل العمل المشترك لتحقيق مستقبل أفضل»، افتتح الشيخ نهيان بن مبارك، وزير التسامح والتعايش في الإمارات، فعاليات المنتدى العالمي الافتراضي للأخوة الإنسانية، والذي يأتي ضمن فعاليات مهرجان «الأخوة الإنسانية»، الذي تتواصل فعالياته حتى 8 فبراير الجاري.
منتدى الأخوة الإنسانية والذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش الإماراتية وبالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، يشارك فيه أكثر من 100 جهة حكومية ومحلية وعالمية.
الشيخ نهيان بن مبارك وخلال كلمته الافتتاحية بالمنتدى، أكد أنه يأتي احتفاءً بجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في نقل رسالة دولة الإمارات في التسامح والأخوة والعمل الأخلاقي.
وأوضح وزير التسامح والتعايش الإماراتي، أن المنتدى يستند إلى رؤية قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كما عبر عنها إعلان أبوظبي للأخوة الإنسانية.
وقال إن إعلان أبوظبي للأخوة الإنسانية يدعو الجميع إلى الالتزام بالعمل الجاد لنشر ثقافة التسامح والعيش المشترك ووضع حد للحروب والانحلال البيئي والتدهور الأخلاقي والثقافي، ويؤكد الإعلان أن التسامح يعزز السمات والخبرات التي توحد جميع الشعوب بدلاً من أن تفرقها.
وبغض النظر عن الاختلافات الثقافية والعرقية والدينية، فإن الشعوب من جميع أنحاء العالم تشترك في إنسانية مشتركة، وفي الوقت الذي يؤدي فيه التعصب إلى الانقسام بين الشعوب، فإن التسامح يعزز الوحدة.
التســـامح في الإمارات
تولي دولة الإمارات اهتماما كبيرا بجميع الشعوب على أراضيها على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم ودياناتهم، حتى أصبحت نموذجًا عالميًا في تكريس العدل والاحترام والمساواة والأخوة الإنسانية.
من جانبه أوضح الشيخ نهيان بن مبارك، أن الإمارات كانت إحدى أكثر الدول سلمًا وازدهارًا على وجه الأرض، حيث يعيش الأجانب من العديد من الخلفيات الدينية والثقافية والعرقية المختلفة، من حوالي 200 دولة مختلفة، ويعملون معًا في سلام ووئام وازدهار.
وأضاف: «الأخوة البشرية تبدو في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى كمبدأ عالمي ضروري لاجتياز أزمة كورونا بأمان ونجاح. وعندما نفكر في هذه الفترة بعد سنوات من الآن، آمل أن نرى أن الأخوة البشرية هي التي دعمتنا وزودتنا بالطاقة والتفاني والعزم على المثابرة والنجاح».
ودعا وزير التسامح والتعايش الإماراتي للعمل معًا لتعزيز دمج جميع مناطق العالم في تقدم البشرية وللقضاء على سوء التفاهم الديني والثقافي، إضافة إلى المساعدة في جعل الأخوة الإنسانية مجالًا للابتكار والمبادرة.
نبذ التعصب والكراهية
وبمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن «العالم يحتفي اليوم بقيمة إنسانية مهمة لعلنا نحتاج إليها أكثر من أي وقت مضي، وهي قيمة الأخوة الإنسانية»، مشددا على أهمية تعزيز التعاون لنبذ التعصب والتصدي لخطاب الكراهية.
وأضاف السيسي في تغريدات عبر حسابه بـ«تويتر»: «هذه المناسبة الهامة تذكرنا جميعا بأهمية الحوار لفهم وتقبل الآخر، كما تذكرنا بأهمية تعزيز التعاون لنبذ التعصب والتصدي لخطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والعدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار».
جائزة زايد للأخوة الإنسانية
الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، والناشطة الفرنسية من أصول مغربية لطيفة بن زياتن، بمناسبة حصولهما على جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021.
وأكد الشيخ محمد بن زايد التزام الإمارات بتعزيز قيم التآخي والحوار والتعايش، قائلا في تغريدة عبر حسابه بـ«تويتر»: «في اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، نؤكد التزامنا بتعزيز قيم التآخي والحوار والتعايش».
وتنظم اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، اليوم في موقع «صرح زايد المؤسس» بأبوظبي حفل تكريم الفائزين بالجائزة، حيث سيتم الاحتفاء بكل من جوتيريس وبن زياتن وإعلانهما رسميا متوجين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021.
ويشارك في حفل التكريم كل من البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وعدد من الشخصيات التي تمثل أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ولجنة تحكيم الجائزة المخولة باختيار المكرمين بالجائزة لعام 2021.
رسائل الأخوة الإنسانية
وفي سياق متصل وتحت عنوان «رسائل الأخوة الإنسانية»، أطلقت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، حملة عالمية تفاعلية عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعت كافة شعوب العالم للاحتفاء باليوم الدولي للأخوة الإنسانية من خلال تبادل رسائل الأخوة المحبة والألفة والسلام بين بعضهم البعض، كما خصصت أيضا موقعا إلكترونيا باللغتين العربية والإنجليزية، دعت من خلاله كافة شباب العالم إلي الدخول للموقع والمشاركة في الحملة من خلال كتابة رسالة محبة وسلام للعالم، لإبراز جوانب الأخوة والتسامح التي تسود العالم.
وثيقة الأخوة الإنسانية
في الرابع من فبراير 2019 وقع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وثيقـة الأخـوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
وسعى القائمون على الوثيقة أن تكون بمثابة دستورٍ للتقارب وتحقيق السلام والأخوة بين جميع البشر باختلاف أديانهم وألوانهم وأعراقهم، ودليل للأجيال القادمة يقودهم إلى عيش ثقافة الاحترام المتبادل.
إن احتفاء العالم اليوم في كل مكان ومن مختلف الديانات والثقافات والأعراق بالأخوة الإنسانية يعني أننا أمام فرصة لبناء عالم يسوده التعايش والتسامح، وبناء مجتمعات متماسكة يسودها التآلف والمحبة، عالم أقوى في مواجهة العنف والحقد والتطرف، عالم أقوى حتى في مواجهة الأوبئة والكوارث.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=640337