أبرز ملفات وزير الخاجية المصري سامح شكري في جولته الآسيوية

ضياء غنيم

يواصل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، جولته الآسيوية التي بدأها يوم 13 مارس الحالي وتنتهي يوم 23 من الشهر نفسه.

تشمل الجولة عقد مباحثات رسمية مع نظرائه ووزراء البيئة وكبار المسؤولين في كل من ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وباكستان، ومن المقرر أن يختتمها بحضور فعاليات الدورة 48 لاجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي 22 و23 مارس.

أبرز لقاءات الوزير شكري

تضمنت جولة شكري لقاء الرئيس الإندونيسي ورؤساء وزراء ماليزيا وسنغافورة وباكستان، فقد سلم القادة الأربعة رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتناول حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية وسبل دفعها قُدمًا لخدمة المصالح المشتركة وتحقيق تطلعات شعوبها الصديقة.

والتقى الوزير شكري نظراءه من وزراء خارجية ماليزيا، سيف الدين بن عبد الله، وسنغافورة، فيفيان بالاكريشنان، وإندونيسيا، ريتنو مارسو دي، وباكستان، شاه محمود قريشي، وكذلك وزراء المالية والتجارة، فتناولت اللقاءات بحث سبل تعزيز التعاون على الأصعدة كافة، وإنشاء وتفعيل اللجان الثنائية المشتركة وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

سامح شكري يرأس الدورة 27 لاتفاقية المناخ

بصفته الرئيس المعين للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، عقد الوزير سامح شكري لقاءات مع كبار مسؤولي البيئة ومواجهة التغير المناخي في البلدان الأربع، كبير الوزراء السنغافوريين، رئيس اللجنة الوطنية الوزارية لتغير المناخ، ووزير الاستدامة والبيئة السنغافوري، وزير البيئة والمياه الماليزي، ووزيرة البيئة والغابات الإندونيسية.

وقد مثلت الجولة الآسيوية تعزيزًا لجهود مصر في دعم الاقتصاد الوطني ورفع مساهمات التجارة والاستثمار الأجنبي، وتبادل الخبرات، بجانب دفع أجندة العمل المناخي الدولي ودعم الدول النامية في مواجهة ظواهر التغير المناخي، عبر توفير التمويل الملائم، بما يضمن نجاح الدورة المقبلة لقمة المناخ في شرم الشيخ وتحقيق أهدافها.

العلاقات الثنائية

شهدت الجولة تعزيز العلاقات الثنائية، ففي إطار زيارته لماليزيا اتفق الوزير شكري مع نظيره سيف الدين بن عبد الله على إعادة تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون، والتي عقدت أول وآخر اجتماع لها في 2018 في القاهرة، على أنْ تعقد ثاني لقاءاتها هذا العام في ماليزيا، بحسب تصريحات الوزير الماليزي في 15 مارس الحالي.

كما وقع وزير الخارجية المصري مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مارسودي مذكرة تفاهم بشأن إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون في 18 مارس الحالي، والتي تزامنت مع حلول الذكرى 75 لإقامة العلاقات الثنائية، بحسب الوزيرة مارسودي، مبينة أن مصر هي أحد أهم شركاء بلادها في الشرق الأوسط وإفريقيا.

الأبعاد الاقتصادية

استعرض شكري خلال لقائه نظيره الباكستاني، العلاقات المتميزة وتبادل الزيارات بين الجانبين بالتوازي مع استمرار المشاورات السياسية بين القاهرة وإسلام آباد، والتي انعقدت جولتها التاسعة بالعاصمة المصرية، القاهرة، في مارس عام 2021 الماضي.

وتحمل الزيارة بعدًا اقتصاديًا رئيسًا، لبحث تعزيز التجارة والاستثمار وتبادل الخبرات، فقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين مصر وإندونيسيا مليار دولار، خلال عام 2021، بنسبة زيادة قدرها 57،6% عن 2020، في حين زادت نظيرتها مع ماليزيا إلى نحو 900 و4 ملايين دولار، بنسبة 80% لذات المدة، كما تجمع القاهرة وكوالالمبور شراكة واعدة في مجالي بناء السفن وتحلية المياه.

مؤتمر المناخ Cop 27

تستكمل الجولة الآسيوية لوزير الخارجية، سامح شكري، جهود مصر الرامية لإنجاح الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والتي من المقرر انعقادها بشرم الشيخ في نوفمبر المقبل، فقد بحث الوزير شكري مع وزيرة المالية الإندونيسية سري مولياني سبل الاستفادة من استضافة جاكرتا لقمة قادة مجموعة العشرين، العام الحالي.

وتتمثل تلك الاستفادة في توفير التمويل الملائم لأجندة المناخ ودعم الدول النامية. كما وقع الجانبان، المصري والإندونيسي، مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة. وذلك في ظل سعي الدولتين إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من تبادل الخبرات في مجالات الحياة كافة.

التوجه شرقًا

تظهر الجولة اهتمام القاهرة بتعزيز علاقاتها الآسيوية في مسعى نحو استعادة دور مصر المحوري في محيطها الإقليمي لمواجهة تمدد إيران وتركيا في تلك الفضاءات، علاوة على مواجهة الأخطار التي تواجهها تلك الدول من جراء صعود حركة طالبان والتهديدات التي يمثلها ظهيرها الباكستاني لإسلام آباد.

يأتي هذا في ظل مخاوف من بروز موجة جديدة من التطرف والإرهاب، في دول إسلامية كبرى مثل إندونيسيا وباكستان، وهو ما يستدعي إطْلاع تلك الدول على مقاربة القاهرة لتجفيف منابع الإرهاب والفكر المتطرف، وذلك بالبناء على رصيد التبادل العلمي والديني تحت مظلة الأزهر الشريف.

 

ربما يعجبك أيضا