أجهزة التنفس في مواجهة “كورونا”.. مصر تنتجها محليًا وفنيون وأطباء يطورون كفاءتها

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

مع بداية تفشي فيروس كورونا المستجد، عانت الكثير من الدول من نقص في المستلزمات الطبية، ولا سيما في أجهزة التنفس الصناعي التي يمكنها أن تبقي المصابين على قيد الحياة.

ببساطة يتولى جهاز التنفس الاصطناعي عملية التنفس في الجسم بعد أن يتسبب مرض كوفيد 19 في صعوبة بالغة في التنفس إثر التهاب حاد في الرئتين، وذلك يتيح للمريض وقتًا كافيًا لمكافحة العدوى والتعافي، ومن ثم تنقذ تلك الأجهزة أرواح المصابين الذين يعانون من مضاعافات خطيرة بسبب الفيروس التاجي.

إنتاج محلي

في غضون ذلك، وجهت القيادة المصرية بأهمية تصنيع أجهزة التنفس الصناعي لسد احتياجاتها من المستلزمات الطبية وتخفيف الاستيراد لا سيمًا في ظل انتشار الوباء العالمي، وكشف هاني يونس مستشار رئيس الوزراء، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه الحكومة بأهمية تصنيع أجهزة التنفس الصناعي في مصر، فضلًا عن طلمبات ومحطات المياه وعدد من الصناعات الأخرى.

وأضاف مستشار رئيس الوزراء، أن رئيس الوزراء وعد بتوفير كل التيسيرات والموافقات على الفور من أجل توطين هذه الصناعات في مصر، مشيرا إلى أن هناك تكليفًا من الرئيس السيسي بتوطين العديد من الصناعات منها صناعة السيارات أيضا.

من جانبه، قال النائب أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن الحكومة المصرية تدراكت أزمة نقص أجهزة التنفس الصناعي وبالتالي عقدت اجتماعًا لمناقشة القضية مع اتحاد الصناعات وسيكون هناك إنتاج محلي قريبًا لتجميع وإنتاج أجهزة التنفس الصناعي، لافتا أن مصر تنتج الأسرة الطبية وليس لدينا أزمة حاليًا كبيرة فيها.

وكشف أبو العلا، أن مصر كانت تستورد من اليابان وماليزيا والهند وألمانيا أجهزة التنفس الصناعي، ولكن الآن هذه الدول إنتاجها محجوز لفترات طويلة ولا تستطيع التغطية في حالة زيادة الأزمة عالميًا، وفقا لموقع “صدى البلد”.

وبالتالي فالتحرك المصري جاء في الوقت المناسب، حيث تداركت الحكومة المصرية الأزمة وسيكون لدينا قريبًا إنتاج محلي لأجهزة التنفس الصناعي، وندعو الله أن لا تتطور الأزمة، حتى الآن نحن في معدل الأمان ولكن لا بد من اتخاذ كافة التدابير الاحترازية لمواجهة الأزمة، وفقا لوكيل لجنة الصحة بالبرلمان.

شروط تصنيعه 

بدوره، قال الدكتور شريف عزت رئيس شعبة صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبيية باتحاد الصناعات، إن نجاح صناعة جهاز التنفس الصناعي في مصر تتوقف على صناعته من الدولة بنسبة 100%، لافتًا إلى أن التحديات التي تواجة صناعة جهاز التنفس الصناعي هي الحصول على مكونات جيدة من شركات متخصصة في تصنيعه ومنها شركات متخصصة في المواتير فقط، وشركات في الفلاتر وشركات متخصصة في الصمامات، وشركات للدوائر الإلكترونية، موضحًا أن تصنيع الجهاز يستغرق من 8 إلى 12 شهرًا، إلا أن دخول الدولة مع مساهمة شركة دولية متخصصة في إنتاجه من الممكن إنتاجه في شهرين إلى ثلاثة أشهر، وفقا لصحيفة “اليوم السابع”.

 وأضاف عزت، أن جهاز التنفس الصناعي مصنف عالميا أنه من أخطر الأجهزة الفنية ويحتاج إلى تجارب اختبارات كثيرة جدًا على كل جزء من أجزاء وحدته على حدى، وعمل اختبارات على الأجزاء كلها بعد التركيب ليستمر عمل الجهاز بعد تركيبة وقبل استخدامه للمرضى لمدة شهر 24 ساعة متتالية لبيان كفاءته، كما أنه يتم وضعه على اختبارات معايير أخرى قبل الاستخدام، قائلا إن الخطأ البسيط في هذا الجهاز لو نسبته 10% يقتل المريض في الحال.

أطباء وفنيون ينجحون في تطوير أجهزة التنفس الصناعي

من جانبه، قال الإعلامي أحمد فايق، إن جامعة المنصورة نجحت في تطوير جهاز تنفس صناعي، وهو تطوير هندسي مطلوب في الجهاز سيفيد في حال احتاجت مصر إلى استخدام تلك الأجهزة في حال زيادة الحالات في الفترة المقبلة، حيث تم صناعة دائرة معدلة للجهاز لتوصيل أكثر من مريض على الجهاز مع تحقيق أكبر قدر ممكن من الأمان والفاعلية.

وقال الدكتور محمد عطية، نائب رئيس جامعة المنصورة، خلال  تقرير عرضه الإعلامي أحمد فايق ببرنامج “مصر تستطيع”، إن الجهاز تم تعديله بحيث يتمكن من التعامل مع مريضين في وقت واحد وبفاعلية جيدة، وتم عمل الوصلات اللازمة حتى يتم تعامل الجهاز مع أكثر من مريض، مشيرا إلى أنه تم إجراء تعديل آخر يمكن المستشفى من معرفة أن النسبة التي يتلقاها المريض من النفس الصناعي آمنة وجيدة ومناسبة لحالة المريض، موضحًا أنه يمكن مضاعفة العدد مع أكثر من مريضين وفقا للتعديل الذي تم إجراؤه.

كما نشرت جامعة المنصورة فيديو من داخل الجامعة يوضح التعديل الذي نجح في إجرائه الأطباء

كما أعلنت وزارة التعليم العالي، أمس، توصل الفني محمد عرفة، من العاملين بمستشفيات جامعة المنصورة إلى ابتكار دائرة معدلة لأجهزة التنفس الصناعي تسمح باستخدام أكثر من مريض لجهاز تنفس صناعي واحد بنفس الكفاءة، ودون نقل للعدوى عبر الزفير.

وأوضح الدكتور عطية البيومي، نائب رئيس جامعة المنصورة، أن الجامعة أجرت اختبارًا بتوصيل الجهاز لمريضين على رئتين اختباريتين، ونجح في تحقيق الخدمة الطبية للرئتين دون أي أضرار.

وأوضح البيومي، في بيان إعلامي مصور لوزارة التعليم العالي، أنه جار تعديل أجهزة التنفس الصناعي بحيث يكون المعدل الكمي الخارج منها للمرضى كاف لعدد أكبر، بالإضافة إلى تركيب فلتر بكتيري على كل خرطوم موصل لمريض يعمل على تنقية الزفير العائد للجهاز مرة أخرى، ما يمنع اختلاط الزفير ونقل العدوى.

وأشار إلى التعديل كان في قطعة واحدة في الجهاز تمثلت في كونها مشترك يتفرع منه خراطيم أجهزة التنفس للمرضى، مع زيادة جهد الجهاز.

ولفت إلى أن الجامعة أجرت تجربة أمان أخرى باستخدام أجهزة ومجسات حساسة داخل خراطيم الجهاز المعدل وعلى مستوى الهواء الداخل للرئة الاختبارية، وثبت نجاح التجربة.
 

ربما يعجبك أيضا