أحلام تناطح السحاب.. “الطائرات الورقية” وسيلة للترفيه أم للموت !

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

في زمن وباء “كورونا” وحظر التجول الجزئي والإجراءات الاحترازية منعًا لانتشار الفيروس القاتل، لجأ الكثير من الأشخاص والأطفال للعودة إلى الألعاب القديمة رغبة في استعادة ذكريات الماضي، فعادت الكثير من وسائل الترفيه القديمة مرة أخرى، ومنها الطائرات الورقية.

صنع الطائرات الورقية لا يحتاج أكثر من بعض قطع البلاستيك (شنط بلاستيكية قديمة) وأعواد الخشب الصغيرة وشلات الخيط الرفيعة أو المقوى، وحنكة يتعامل بها الأطفال مع توجيه الطائرات في الجو والتي يفرحون بطيرانها وتحليقها عاليًا لعشرات الأمتار في الهواء الطلق ويقضون معها الساعات بين لهو ولعب وفرح وسباق وتطير معها أحلامهم الصغيرة لتناطح السحاب، ولكن ظهر لها خطر آخر، مع الاندماج في اللعب بها والسقوط سهوًا من أعلى بعض العقارات في مصر، أو التعرض للصدم من السيارات ليلًا، وغيرها من الحوادث التي أصبحت لافتة للنظر في الآونة الأخيرة.

وسيلة ترفيه

ورغم ما تشكله الحوادث من خطر على حياة الأطفال بسبب الطيارات الورقية في مصر، مؤخرًا، بسبب السقوط بالخطأ أو الصدم من السيارات، تظل من المعالم التي لن تشاهدها كثيرًا سوى في الحارات المصرية القديمة أو المناطق الشعبية التي ما زال أهلها يحرصون على العيش ببعض الملامح القديمة، تلك اللقطة التي يمسك فيها أحد الأطفال بخيوط طويلة تنتهي بطائرة ورقية، ويهرول في محاولة لمساعدتها على الطيران عاليًا ليحلق بأحلامه معها بعيدًا.

الطائرة التي يصنعها الأطفال بأيديهم للترفيه عن أنفسهم، فيجمع كل منهم كمية من الخوص والأكياس البلاستيكية والخيوط ليمتلك واحدة دون الحاجة لإنفاق الكثير من الأموال، وهم يغفلون فكرة الألعاب الإلكترونية التي سيطرت على الكثير ممن هم في مثل أعمارهم.

حوادث

في 30 مارس 2015، فارق طفل الحياة نتيجة سقوطه من أعلى سطح منزله بحي إمبابة في الجيزة المصرية أثناء لهوه بطيارة ورقية، والسبت الماضي، لقي شاب مصري مصرعه، عقب سقوطه من أعلى سطح منزله بحي العمرانية في الجيزة، خلال لعبه بطيارة ورقية.

الأحد، لقي طفل مقيم بقرية شنره مركز السنطة بالغربية، مصرعه إثر سقوطه أرضًا من أعلى سطح منزله أثناء قيامه باللعب بطيارة ورقية.

وفي واقعة أخرى، لقي طفل مقيم قرية شبرا بابل مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، حتفه إثر سقوطه من أعلى سطح منزله أثناء اللعب بطيارة ورقية، بعد أن اختل توازنه وسقط أرضًا، كما صدمت سيارة أعلى كوبري سكة الوايلي بالقاهرة، طفلًا، الأربعاء الماضي، أثناء لهوه بطيارة ورقية.

أيضًا، لقي طالب مصرعه، الإثنين الماضي، أثناء لهوه بطياره ورقية أدت إلى سقوطه من الطابق السابع في أحد المنازل بشارع الحلو التابع لدائرة ثان طنطا، بمحافظة الغربية.

فن وتراث

وبعيدًا عن حوادث الموت سهوًا بسبب الطيارات الورقية، تظل إحدى وسائل الترفيه وفنًا وتراثًا لا يمكن إغفاله وذكريات للطفولة تدوم للكبر. كان مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بنادي القرية الذكية، نظم مهرجان بعنوان “طيارة ورق”، يوم السبت 28 نوفمبر 2015، في إطار إحياء الألعاب التراثية؛ وتم إطلاق الطائرات الورقية في احتفالية كبيرة.

وقال المهندس محمد فاروق، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي؛ أحد المراكز البحثية بمكتبة الإسكندرية آنذاك، إن الطائرة الورق تعد أحد أمتع الألعاب التراثية وأكثرها انتشارًا بالأحياء الشعبية بمصر وبعض الدول العربية، وقد توارثتها الأجيال جيلًا بعد الآخر منذ زمنًا طويلًا، كما أن كل فرد يمكنه وضع بصمته الخاصة من حيث الزخارف والألوان المستخدمة، من خلال ورشة عمل عن كيفية صناعتها وسبل وميكانيكية ارتفاعها بعيدًا عن الأرض محلقة في السماء.

ومن جانبه قال الدكتور مصطفى جاد، خبير التراث اللامادي بالمركز وعميد المعهد العالي للفنون الشعبية، بحسب ما أورد موقع اليوم السابع، إن فن إعداد الطائرات الورقية من الفنون التي تميزت بها البيئات المصرية في كافة أنحاء المناطق الثقافية بمصر، وقد أبدع الطفل المصري في عمل هذه الطائرات والتي تعددت أنواعها، والتي غالبًا ما تأخذ شكل المعين، إذ إن كل ضلعين متجاورين يتساويان في الطول، وكل زاويتين متقابلتين تتساويان في القياس، أما المواد الأساسية التي تصنع منها الطائرة فهي الخيوط والورق، وكلما كبر حجم الطائرة زادت قدرتها على الطيران.

ربما يعجبك أيضا