أذربيجان تحادث روسيا ووفد أمريكي إلى أرمينيا.. هل التهدئة ممكنة؟

علاء بريك

ارتفع عدد ضحايا النزاع بين أرمينيا وأذربيجان إلى أكثر من 200 ولا تزال الأوضاع متوترة وقابلة للانفجار.


عاد إقليم ناجورنو كاراباخ لواجهة الأحداث في الأيام الأخيرة، بعد تجدد الاشتباكات الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان، في صراعهما على الإقليم.

وبعدما سقط 135 جنديًّا من أرمينيا، و71 من أذربيجان، في اشتباكات هي الأسوأ بينهما منذ 2020، وجهت الدول المعنية بالنزاع، وعلى رأسها الولايات المتحدة، دعوة للطرفين لوقف الاستفزازات ومواصلة مسار المفاوضات لحل الإشكال بين البلدين.

قصف وقتلى

تعرضت عدة مواقع أرمينية لقصفٍ أذري، منذ الثلاثاء الماضي 13 سبتمبر 2022، أسفر عن سقوط 135 قتيلًا من الجيش الأرميني بحسب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، الذي حمَّل مسؤولية اندلاع الاشتباكات للسلطات الأذرية. ولا يزال الوضع متوترًا على الحدود بين البلدين، حسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية، آرام توروسيان.

على الجانب الآخر، اتهمت أذربيجان القوات الأرمينية بارتكاب أعمال تخريبية في وقت سابق بالقرب من المقاطعات الحدودية في داشكسان وكلباجار ولاشين، من خلال زرع ألغام أرضية وحشد الأسلحة. وأعلنت السلطات الأذرية خسارة 71 من قواتها خلال هذه الاشتباكات التي وصفتها شبكة “بلومبرج” بأنها الأسوأ منذ حرب 2020.

اتصالات دولية

قالت أرمينيا إنها سترفع نداء بخصوص القضية إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، وكذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد تواصل رئيس وزراء أرمينيا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لمناقشة اندلاع العنف، حسب وكالة أنباء “رويترز”.

ومن جانبه، تواصل وزير الدفاع الأذري، ذكير خسنوف، هاتفيًّا مع وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، ووكيل وزارة الدفاع الأمريكية، كولن كال، وعقد قائد أركان الجيش الأذري محادثات مع نظيره التركي للتباحث في التطورات الحدودية الأخيرة مع أرمينيا.

دعوات للتهدئة

دعت وزارة الخارجية الصينية كلًّا من أذربيجان وأرمينيا للالتزام بوقف إطلاق النار. أما وزارة الخارجية الأمريكية فقد بذلت جهودًا لإنهاء الاشتباكات وإحلال سلام دائم، حسب مسؤول رفيع المستوى في الوزارة، وأضاف أنه لا يزال مطلوبًا بعض الخطوات الإضافية لمعالجة جذور الصراع وبدء عملية سلام رسمية، حسب “رويترز”.

في المقابل، نشرت صحيفة “بولتيكو“، أمس الخميس 15 سبتمبر 2022، خبرًا مفاده أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، تعتزم التوجه إلى أرمينيا في زيارة تعبر فيها عن دعمها للبلد. وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ألمح في تصريح نقلته “رويترز“، في 13 سبتمبر 2022، إلى أن واشنطن تولي اهتمامًا لأي محاولة من جانب موسكو لحرف الانتباه عن حربها في أوكرانيا.

تهدئة أو انسحاب كامل

وصلت بعثة تقصي الحقائق المعنية بالنزاع الأرميني الأذري إلى أرمينيا، بعد دعوتها رسميًّا من جانب رئيس الوزراء الأرميني. ومن جانبه عقد الرئيس الأذري، إلهام علييف، محادثات مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على هامش قمة منظمة شنجهاي في أوزباكستان لبحث تطورات النزاع، ويبدو أن تهدئة تلوح في الأفق، حسب تقرير “بلومبرج”.

وكانت روسيا توسطت في عام 2020 لوقف الاشتباكات بين البلدين ومحاولة بدء عملية سلام. وقد طالب رئيس الوزراء الأرميني موسكو في الأحداث الأخيرة بحماية سيادة بلاده، وقال في اجتماع حكومي: “موقف أرمينيا هو أن على أذربيجان سحب قواتها العسكرية من أراضي أرمينيا”. ويذكر أن أذربيجان تسيطر على أكثر من 100 كيلومتر مربع من الأراضي الأرمينية.

ربما يعجبك أيضا