“أردوغان” إلى القصر .. مخاوف من عودة “النازية” واشتعال الأرض

حسام السبكي

حسام السبكي

فوز هزيل، حققه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحزبه “العدالة والتنمية”، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي جرت، أمس الأحد، عكس مدى تصاعد الرفض الشعبي لـ “الخليفة”، ورغبته في تحقيق تغيير سياسي، يواجه به طموحات “الديكتاتور”، الساعي لإعادة خلافة أجداده العثمانيين، والتي ساهمت سياسته أيضًا، بعزلة إقليمية ودولية لتركيا، ورفض أوروبي، فضلًا عن تدخلاته المباشرة وغير المباشرة في الشؤون السياسية والأمنية لدول المنطقة، بغرض زعزعة استقرارها والنيل منها.

ففي خطاب أسماه “الخليفة” بـ “خطاب النصر”، أكد أن عمليات الجيش التركي في سوريا مستمرة، متخذًا من الخطر الكردي، ذريعة له، بوضعهم ضمن “التنظيمات الإرهابية” المعادية لتركيا، ومتحججًا كذلك بـ “اللاجئين”، زاعمًا مساعدتهم للعودة إلى ديارهم.

من جانبها عبرت المعارضة التركية عن إحباطها، في إسقاط أردوغان وحزبه، وإنهاء سيطرتهما على السلطة في البلاد، كما نظم المئات من الأتراك مظاهرات واسعة في مدينة إسطنبول، أمس الأحد، رفضًا لنتائج الانتخابات، وتشكيكًا في مصداقية النتائج المعلنة.

أردوغان.. وخطاب النصر المزعوم

بعد إعلان فوزه الضعيف، بنحو 53% في الانتخابات الرئاسية التركية، أطل “أردوغان”، من شرفة مقر حزبه “العدالة والتنمية”، الفائز أيضًا بنحو 54% في الانتخابات البرلمانية، وذلك في قلب العاصمة التركية أنقرة، أكد “الخليفة” استمرار عمليات الجيش التركية بغرض “تحرير الأراضي السورية”، حتى يتسنى للاجئين المتواجدين في تركيا وغيرها، العودة إلى بلادهم بأمان.

وأضاف “أردوغان”، أن تركيا ستواصل التحرك بشكل أكثر حسمًا ضد من أسماها بـ “المنظمات الإرهابية”.

وواصل “أردوغان” وعوده البرَّاقة لأنصاره، زاعمًا أنه سيجعل من تركيا أقوى دولة في العالم خلال المرحلة المقبلة.

ونقلت قناة “تي.آر.تي” التركية عن أردوغان قوله، خلال خطاب ألقاه أمام مقر حزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة: “سنكون عازمين وصارمين في مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية وسنكون في جميع المحافل الدولية جاعلين من هذه الدولة في المراتب العليا، وسيكون صوت الآذان مرفوعا في جميع مآذن هذه الدولة”.

وأضاف: “الجمهورية التركية غير مستعدة لإضاعة ثانية من عمرها وسنعمل ليل نهار من أجل أن نكون نموذجا يحتذى به، وعلى مدى 16 عاما كان شعارنا أن ينتخب من يقوم بخدمة الشعب لا من يحيك المؤامرات”.

النازية تعود إلى تركيا

لم تجد صحيفة “تايم” البريطانية، وصفًا أكثر دقة، للحالة السياسية التي تعيشها تركيا، عقب فوز “رجب طيب أردوغان”، وتحالفه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، من تشبيه “الخليفة”، بالزعيم النازي في ألمانيا “أدولف هتلر”.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الاثنين، إنه “على مدار العامين السابقين، عاشت تركيا أكثر عصورها ظلامًا من حيث تضييق الخناق على الحرييات وسحق المعارضين واستغلال الفنون والثقافة لمصلحة السلطة، وهو شيء شبيه بما عاشته ألمانيا تحت حكم الرايخ النازي وزعيمه أدولف هتلر”.

وتابعت: “جميع المعارضين السياسين لإردوغان إما تعرضوا للسجن أو الرشوة أو الابتزاز، الثقافة التركية تحولت بشكل فجٍ للترويج لفكرة السلطنة العثمانية، فقد عكفت الدولة في ظل حكم أردوغان، على إنتاج المسلسلات التركية التي تروج لهذه الفكرة الحمقاء”.

المعارضة محبطة!

ومن الـ “تايم” إلى “الجارديان”، التي نشرت مقالًا، حول الانتخابات الرئاسية التركية، بقلم مراسلها في مدينة إسطنبول، رصد خلاله حالة الإحباط الشديد الذي تعيشه المعارضة التركية، بسبب ما آلت إليه نتائج الانتخابات الأخيرة.

فقد كانت المعارضة التركية تتوقع نتائج أفضل، استنادًا لجهودها الكبيرة طوال الأشهر الأخيرة في الحشد للانتخابات بدفع أردوغان إلى جولة إعادة أمام إينجه لكن ذلك لم يحدث.

وتزايد الإحباط ، في صفوف المعارضة بسبب الإخفاق في إنهاء سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على البرلمان بشكل مستمر منذ نحو 16 عاما لتتواصل هذه السيطرة بالتعاون مع القوميين الأتراك.

ويوضح تقرير “الجارديان” أن أردوغان صدم المعارضة في أبريل/ نيسان الماضي بالإعلان عن انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لسببين: الأول أن المؤشرات كلها كانت تمنحه فوزا مريحا على منافسيه في ظل المعارك التي يخوضها الجيش التركي في سوريا والانتصارات التي حققها على ما يسميها بـ”الجماعات الإرهابية”.

والسبب الثاني هو رغبة أردوغان في فعل شيء لوقف التراجع الاقتصادي المفاجيء في تركيا وتراجع العملة المحلية، مشيرا إلى أن أردوغان أصبح الآن يمتلك بحكم التعديلات الدستورية الأخيرة قوة كبرى يمكنه بموجبها تعيين الحكومة وكبار القضاة والمسؤولين في البلاد.

بركان غضب في الشوارع

انتفضت شوارع مدينة إسطنبول التركية، أمس الأحد، بمظاهرات واسعة، شاركها خلالها مئات الأتراك، احتجاجًا على نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي أُعلن عن فوز الرئيس “رجب طيب أردوغان” وتحالفه بها.

ويشير فوز رجب طيب أردوغان بالانتخابات التشريعية والرئاسية فى تركيا التى جرت أمس الأحد، إلى استحواذه على ولاية جديدة مدتها خمس سنوات مع سلطات أوسع بكثير.

ووفقا لوسائل إعلام تركية رسمية، حل أردوغان فى مقدمة الانتخابات الرئاسية بحصوله على 52.6% بعد فرز أكثر من 97% من الأصوات، فى وقت حصل التحالف الذى يقوده “حزب العدالة والتنمية” بزعامة أردوغان على 53.65% فى الانتخابات التشريعية.

الأتراك يختارون بوتين!

من طرائف الانتخابات الرئاسية التركية، والتي تحمل ضمنيًا رفضًا لـ “الخليفة” أردوغان، ما كشفت عنه وسائل إعلام تركية، حول إدلاء أحد المواطنين المشاركين في الاقتراع، بصوته للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”.

ووفقا لقناة “Haberturk” التركية، تفاجئ أعضاء أحدى اللجان الانتخابية في مدينة أنطاليا عند فتح صناديق الاقتراع والبدء في فرز الأصوات، بأحدى الاستمارات وقد كتب عليها بخط اليد اسم الرئيس الروسي بوتين وبجانبه كلمة “evet” بالتركية وتعني “نعم”.

وأشارت القناة إلى أنه تم احتساب الصوت “باطل”.

الخلاصة

انتهت الانتخابات التركية، بإيجابياتها وسلبياتها، وفي كل مرة، يخطف أردوغان وحزبه، انتصارًا أقل قوة من سابقه، ما يحمل دلالة على انخفاض وتدني في شعبيته، ومن المؤكد سيأتي اليوم الذي يحتفل فيه الأتراك، بنهاية “سلطانه”، وستعود الديمقراطية، ترفرف في سماء “أرض الحضارات” من جديد.

ربما يعجبك أيضا