ألمانيا تشرد اللاجئين الأفغان لإيواء الأوكرانيين.. ما القصة؟

هالة عبدالرحمن

وصلت الناشطة الاجتماعية واللاجئة من أفغانستان أميري، 33 عامًا، إلى برلين في أواخر يناير ، هربًا من طالبان بمساعدة الحكومة الألمانية بعد تلقيها تهديدات لمدة عامين متتاليين، وهي واحدة من مئات الأفغان في جميع أنحاء ألمانيا الذين تم إبعادهم جانبًا، لإفساح المجال للاجئين الوافدين حديثًا من أوكرانيا.


تشهد ألمانيا حالات طرد مئات الأفغان الذين فروا من “طالبان” مع وصول لاجئي أوكرانيا. وألمانيا بها ثالث أكبر عدد من اللاجئين الأفغان على مستوى العالم.

واتفق القادة الألمان على حزمة بقيمة ملياري يورو لمساعدة الدول على استيعاب ودمج اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الحرب الروسية، لكن اتضح أن المال ليس هو المشكلة الوحيدة، وفقًا لـ“دويتشه فيليه”. لكن إلى أين ذهب الأفغان حتى الآن؟ وكم منهم حصل على الحماية؟ وما وضعهم في ألمانيا؟

 

61403095 303

تدفق اللاجئين إلى ألمانيا

سجلت ألمانيا نحو 316 ألف لاجئ أوكراني حتى الآن، وفقًا للشرطة الفيدرالية. وتقدر برلين أن ما يصل إلى 60 ألف لاجئ أوكراني يقيمون حاليًّا في العاصمة الألمانية. لكن قد يكون الرقم أعلى، نظرًا لعدم اليقين المحيط بإجراءات التسجيل وحقيقة أن المواطنين الأوكرانيين لديهم الحق القانوني في دخول البلاد بدون تأشيرة.

وفي عامي 2015 و2016 فرَّ أكثر من مليون شخص إلى ألمانيا، من منطقة الشرق الأوسط، خاصة من سوريا التي مزقتها الحرب. منذ ذلك الحين، قدرت الحكومة الألمانية التكاليف المعيشية التي تستطيع بها كفالة لاجي واحد، بنحو ألف يورو لكل لاجئ شهريًّا، وفقًا لـ”دويتشه فيله”.

8440318008 3e92256db5 z

لاجئون من الدرجة الأولى وآخرون من الثانية

قالت نائبة رئيس حزب اليسار الألماني، جيسين لوتزش، في تصريحات نقلتها “دويتشه فيله”: “إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن الترتيب الجديد لأوضاع اللاجئين يخلق نظامًا من اللاجئين من الدرجة الأولى والثانية”. وأضافت: “أولئك الذين تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء في ألمانيا لسنوات سيحصلون على مزايا أسوأ من الأوكرانيين”.

وأوضحت “بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأشخاص من البلدان الإفريقية والشرق الأوسط، درسوا في أوكرانيا، وهم أيضًا يفرون من هذه الحرب الإجرامية الرهيبة، لكنهم لا يتمتعون بنفس الحماية التي يتمتع بها الأشخاص الذين لديهم جوازات سفر أوكرانية”.

afghanistan ramstein air base ht jt 210826 1629999766441 hpEmbed 23x15 992

طرد اللاجئين الأفغان من مساكن الإيواء في ألمانيا

أفادت “فورين بوليسي”، في تقرير لها أن عددًا من اللاجئين الأفغان تعرضوا إلى الطرد من أجل إيواء الأوكرانيين، ومنهم الأفغانية باروانا أميري، التي كانت تتناول الإفطار مع زوجها وابنتيها الصغيرتين، حين وقف زائر غير متوقع، عامل اجتماعي، في الخارج، يبلغهم بضرورة مغادرة الأسرة وإخلاء منزلها للاجئين الوافدين حديثًا من أوكرانيا، وأنه لا تفاوض، فقط عليهم الخروج في غضون 24 ساعة”، كما قيل لهم.

ووصلت الناشطة الاجتماعية واللاجئة من أفغانستان أميري، 33 عامًا، إلى برلين في أواخر يناير، هربًا من طالبان بمساعدة الحكومة الألمانية بعد تلقيها تهديدات لمدة عامين متتاليين، وهي واحدة من مئات الأفغان في جميع أنحاء ألمانيا الذين جرى إبعادهم جانبًا، لإفساح المجال للاجئين الوافدين حديثًا من أوكرانيا.

فصل بعض العائلات عن بعض

يروي رجل أفغاني، 30 عامًا، طلب عدم ذكر اسمه لـ”فورين بوليسي”، قصة نزوحه إلى ألمانيا في يناير مع والدته وشقيقيه الأصغر، أحدهما يعاني مرضًا في القلب. وقال إنه بعد طرد الأسرة من نفس المجمع الذي كان يعيش فيه، جرى فصله، وهو المتحدث الوحيد باللغة الإنجليزية في العائلة، عن إخوته ووالدته، ليقيم في مكان مختلف من المدينة، في حين جرى إيواء بعض العائلات الأوكرانية الأخرى.

وأضاف: “بالطبع ليس خطأ الأوكرانيين، لكن علينا أن نفكر في تضامننا، نحن اللاجئين المتضررين من حكم حركة طالبان، إذا كان الإجراء يستهدف أشخاصًا معينين فقط، لقد أظهرت الأشهر الماضية أن المعاملة المختلفة للاجئين ممكنة، وهذا يحتاج إلى ترسيخه منهجيًّا في مجتمعنا “.

رد الحكومة الألمانية على أزمة طرد اللاجئين

أوضح عضو مجلس إدارة مجلس اللاجئين في برلين، طارق ألاوس لـ”فورين بوليسي”، الذي يعمل مع منظمات مختلفة للمساعدة في تحسين ظروف اللاجئين في العاصمة الألمانية، أن الحكومة بررت عمليات الإخلاء بالادعاء أن الأفغان طُردوا مما يسمى “مراكز الوصول” فيجب أن يظلوا لفترات قصيرة على أي حال.

وأضاف: “لكن بعض العائلات كانت تعيش هناك منذ سنوات، في حين كانت عائلات أخرى تعيش في أماكن أخرى غير مراكز الوصول”. وواصل ألاوس: “تحسنت الظروف المعيشية لعدد قليل من الناس، لكن معظمهم كانوا يخشون التحدث، خائفين من أن يؤثر ذلك في وضعهم كمهاجرين”، موضحًا أنه جرى إجلاء اللاجئين الأفغان من 10 مساكن في برلين.

مزايا وحقوق للاجئين الأوكرانيين فقط

أوضحت “فورين بوليسي” أن إدارة “الاندماج والعمل والخدمات الاجتماعية” اتخذت القرار في مجلس الشيوخ ببرلين ، بحجة أنه “يستند إلى اعتبارات ضرورية وصعبة من الناحية التشغيلية” وأنه لا يوجد بديل، لأن الأوكرانيين، بمن في ذلك العديد من النساء اللائي لديهن أطفال، يحتاجون إلى أسقف فوق منازلهم. يمكن للاجئين من أوكرانيا دخول ألمانيا بدون تأشيرة.

ودفعت البلديات تكاليف الفواتير الطبية والرعاية الاجتماعية، حتى الآن، وفي 1 يونيو المقبل، سوف يتحسن الوضع، فلن يحصل اللاجئون من أوكرانيا على المزايا بموجب قانون “مزايا طالبي اللجوء”، ولكن سيحق لهم الحصول على المساعدة وفقًا للقانون الاجتماعي الثاني، وسيحصلون على 449 يورو شهريًّا بدلًا من 367 يورو، بجانب التأمين الصحي القانوني، والوصول الفوري إلى سوق العمل.

ربما يعجبك أيضا