ألمانيا تنهي مشاركتها في مالي

جاسم محمد

بعد مشاركة ألمانيا لسنوات إلى جانب القوات الأوروبية في مالي، تعلن سحب قواتها في أعقاب انتهاء مهمة قوة برخان الفرنسية، فهل تنازلت ألمانيا ودول أوروبا عن منطقة الساحل الإفريقي؟


قالت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت، إن ألمانيا ستنهي مشاركتها في مهمة تدريب الاتحاد الأوروبي في مالي، لكنها مستعدة لمواصلة مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد في ظل ظروف معين. وقالت فرنسا وحلفاؤها الذين يقاتلون متشددين إسلاميين في مالي في وقت سابق من هذا العام 2022 إنها ستسحب قواتها.

وقالت لامبرخت إنه في ظل الحكومة المالية الانتقالية الحالية، يوجد خطر من أن الجنود الذين دربتهم ألمانيا يمكن أن يقاتلوا مع القوات الروسية، ويرتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان. وأضافت “لا يمكننا دعم مثل هذا النظام بعد الآن، لهذا السبب سنوقف مشاركتنا في مهمة تدريب بعثة الاتحاد الأوروبي.”

الاتحاد الأوروبي يوقف مهام التدريب العسكري في مالي

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، مطلع شهر مايو 2022، إن الاتحاد الأوروبي سيوقف مهام التدريب العسكري في مالي، لكنه سيحتفظ بوجود في منطقة الساحل، مشيرًا إلى مخاوف بشأن التدخل وقتل المدنيين التي يرتكبها مرتزقة روس من مجموعة فاغنر.

وقال المسؤول الأوروبي “نوقف المهام التدريبية للقوات المسلحة المالية والحرس الوطني، لكن منطقة الساحل تظل أولوية ونحن لا نتنازل عن منطقة الساحل، ونريد أن نلتزم أكثر بهذه المنطقة، وأن التطورات في مالي أجبرتنا على رؤية عدم وجود ضمانات كافية.”

المجلس العسكري في مالي الانسحاب من اتفاقيات الدفاع مع فرنسا

أعلن المجلس العسكري الحاكم في مالي في 1 مايو 2022 الانسحاب من اتفاقات الدفاع مع فرنسا، وأدان “الانتهاكات الصارخة” لسيادته الوطنية من قبل القوات الفرنسية هناك. وقال المتحدث العقيد عبدالله مايغا في بيان متلفز: “منذ فترة، تلاحظ حكومة جمهورية مالي بأسف تدهور عميق في التعاون العسكري مع فرنسا.”

وأشار مايغا إلى عدة حالات لانتهاك القوات الفرنسية المجال الجوي للبلاد، وقرار فرنسا في يونيو 2021 بإنهاء العمليات المشتركة مع القوات المالية. مع تصاعدت التوترات منذ سيطرة المجلس العسكري في مالي على السلطة في أغسطس 2020.

واعترفت الحكومة المؤقتة التي يهيمن عليها الجيش في مالي مؤخرًا بوجود مدربين روس في البلاد، وشددت على أنهم حصلوا على نفس التفويض الممنوح لبعثة التدريب التابعة للاتحاد الأوروبي EUTM.

واتهمت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى الحكومة المالية المؤقتة بإحضار مرتزقة من شركة “فاجنر “الروسية، ما تنفيه باماكو حتى الآن، ويتهم الاتحاد الأوروبي “فاجنر” بإثارة العنف وترهيب المدنيين وفرض عقوبات على المنظمة في 13 ديسمبر 2021.

مالي .. انقلابات عسكرية

شهدت مالي التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 مليون نسمة، 3 انقلابات عسكرية منذ العام 2012 وتعتبر غير مستقرة سياسيًّا للغاية، بسبب عدم وجود حكومة منتخبة ومستقرة. وقالت الحكومة المؤقتة مؤخرا إنها لن تجري انتخابات جديدة لمدة 4 سنوات أخرى.

وتنشط فرنسا، في المنطقة بآلاف العسكريين في الحرب ضد الإرهاب، وتنتشر القوات المسلحة الألمانية في مالي مع حوالي 1350 جنديًا كجزء من بعثة الاتحاد الأوروبي وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما). ويأتي قرار ألمانيا بإنهاء مشاركة قواتها في مالي، في أعقاب سحب فرنسا قوة برخان، بالتوازي مع مطالب من داخل البرلمان الألماني لسحب جنودها.

مستقبل جهود مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي

أثار هذا الخروج تساؤلات بشأن مستقبل بعثة (مينوسما) التي يبلغ قوامها 14 ألف جندي، وبعثات الاتحاد الأوروبي (EUTM) وبعثات (EUCAP)، في ظل مخاوف من أن القوات الأوروبية والقوات الأممية أصبحت في وضع لا يمكنها من محاربة التطرف والإرهاب في الساحل الإفريقي، ولا حتى القدرة على حماية نفسها من هجمات التنظيمات المتطرفة.

ويعود السبب إن معالجات دول أوروبا للتطرف والإرهاب تتركز على عسكرة الأمن، دون وجود معالجات حقيقية لأسباب التطرف والإرهاب والفقر في دول الساحل الإفريقي، وهذا يعني أن فرنسا تحديدًا ودول الاتحاد الأوروبي قد تعمل على ترتيب قواتها من جديد، وبإشراك قوات دولية أخرى مثل الولايات المتحدة، لتعود من جديد إلى الساحل الإفريقي.

ربما يعجبك أيضا