“أنا قبيح؟” جملة تشعل السوشيال ميديا.. والبرلمان المصري ينتصر لضحايا التنمر

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب

“التنمر”.. عادة قبيحة ترقى إلى مصاف الجرائم وتنهك ضحاياها وتصل ببعضهم حد الانتحار، ورغم يقظة العالم تجاهها في الآونة الأخيرة، إلا أن المتنمرين لا يزالون يمارسون عادتهم دون وعي ولا إدراك لمخاطرها على من هم أمامهم.

ومن أبرز ضحايا التنمر في الآونة الأخيرة، شاب مصري يدعى أحمد عمر، أنهى دراسته الثانوية واتجه بأوراقه طالبا القبول في كلية أحلامه “التربية الرياضية”.. ونجح في اختبار تلو الآخر، وفوجئ في النهاية بالرفض وأنه “غير لائق” بسبب ملامح وجهه.

عملية جراحية قام بها الشاب في شفته العلوية، مع حجم أنفه، تسببتا في رفض قبوله داخل كلية تعنى بالصحة البدنية والنفسية، وترفع شعار “العقل السليم في الجسم السليم”.. فما كان من الشاب إلا أن غادر مبنى الكلية يطوي جراحه على الحلم الذي طالما راوده ولم ينله لسبب خارج عن إرادته، فاتجه إلى صفحته بموقع التواصل الاجتماعي يبث شكواه إلى أصدقائه والمقربين، ويسألهم لمرة أخيرة: “هل أنا قبيح؟”.

اشعلت كلماته اللهيب في النفوس، وتخطت حاجز صفحته الشخصية داخل “فيسبوك” ووصلت إلى الأرجاء، وشهدت تعاطف الملايين من رواد السوشيال ميديا.

وكتب عمر في رسالته: “أنا شكلي قبيح!!

موقف حصلي النهاردة وأنا بقدم كلية تربية رياضية

رحت الساعة ٩ الكلية عشان أقدم الورق وأدخل الاختبارات وقعدت أنزل وأطلع من الساعة ٩ للساعة ١، وبعد كدا قعدت ساعة على ما دخلوني ودفعت ٤٥٠ جنيه الأول غير الورق اللي صورته، وبعد كدا دخلت وقلعت بلبوص لا مؤاخذة ما عدا البوكسر وبعد كدا قست الطول والوزن وطلع مناسب جدًّا وبعد كدا رحت للدكتور التاني عشان الاختبار.. انزل عشرة ضغط.. أقف على مشط رجلك ونط.. اقعد واقف وأنت مربع من غير ما تسند وبعد كدا قالوا لنا ننزل الكمامة وبعدها لقيت نظراته ليا اتغيرت وقعد مركز معايا شويه ومركز في شفتي أوي… بعدها نده لي قالي اسمك إيه؟ قولتله كذا كذا يا دكتور، قالي إيه اللي في شفتك دا.. قولتله عملية حضرتك وبعد خمس شهور بالكتير هعمل عملية تانية وشفتي هترجع طبيعية وهشيل التقويم وهبقا زي الفل.. فقالي طب ارجع تاني وقفت مع زمايلي فلقيته قالهم روحوا انت للخطوات اللي بعد كدا وقالي أقف أنت عاوزك.. طبعا أنا استغربت.. اللي هو في إيه وبعدين إيه البصات اللي بيبصهالي دي، فبعد ما ذنبني شويه قالي تعالى.. فروحت قالي روح البس هدومك وروح.. قولتله ليه يا دكتور دا انا حتى لسه ما دخلتش اختبار الجري ولا حتى الخطوات اللي بعد كدا.. قالي أنت شكلك مينفعش.. قالي عشان مصلحتك بس قولتله الكلية كلها حركة وجري وسباحة ولو في بوكس وملاكمة فأنا بقول لحضرتك أنا بعد خمس شهور كل دا هيبقى زي الفل.. قالي أنت كشكل أصلا مينفعش يبني وبعد كدا قالي يلا اتفضل روح البس وروح… طب أقسم بالله إنّ كان معايا واحد ما يقلش عن ١٢٠ كيلو واتقبل عادي… نزلت سألتهم وقولتلهم عاوز الــ٤٥٠ بتوعي عشان أمشي لأني لسه حتى مدخلتش الاختبارات ولا عملت أي حاجة يعني دفعتهم ع الفاضي ألاقي الأمن يقولي بح يا باشا كان فيه وخلص مينفعش تاخدهم تاني.. طلعت لحد مهم فوق في مكتبه قالي طالما كتبت اسمك ع الظرف يبقى متعرفش تاخدهم.. قولتله تمام بس أنا اصلا مدخلتش الاختبارات يعني لو دخلت أوك، إنما أنا مدخلتش.. إن جيت للحق معاملته كانت في منتهى الاحترام بس على كلامه أنه ميقدرش يعمل شيء نزلت وأنا مش مسامح في الفلوس طبعا.. اللي موتني أن أنا ليه متقبلتش.. علشان شكلي مش لايق ع الكلية على كلام اللي كان فوق في الكشف الطبي.. يعني أنا قبيح.. بلد ماشية بالعنصرية طول عمرها.. أنا وأنا طفل ياما خدت تريقة واتعنصرت عنصرة هدت آمالي وطموحاتي في حاجه أنا مليش ذنب فيها
والله، مش أنا اللي خلقتني عشان أكون وحش فنظركم “

ومن أبرز التغريدات والهاشتاجات التي أعلنت تضامنها مع الشاب: 


وفي سياق متصل، ولأول مرة يناقش البرلمان المصري قضية “التنمر” باعتبارها قضية حيوية تؤثر على سلامة المجتمع وأفراده، وهي من القضايا التي كان للسوشيال ميديا دور كبير في إبرازها بحسب وصف النائب “محمد فؤاد”.

وقال النائب في البرلمان المصري محمد فؤاد -في مداخلة هاتفية لبرنامج “صباح الورد” المذاع عبر فضائية “تن”- إن الاستجوابات الآن تكون للقضايا التى تتعلق بالأمور الحساسة جدا، والتى تحتاج العديد من المستندات.

وتابع أنه حدث تعديلان في جدول الأعمال وجرى مناقشة قضايا التحرش والتنمر خلال الأسبوع السابق في مجلس النواب، والتحدث عن عقوبات التحرش وفكرة إخفاء بيانات المجني عليهم، حيث إن السوشيال ميديا كان لها دور حيوي في إبرازها للمجلس.

وأكد أن دور النائب نفسه في التواصل مع المواطن، والذي كان له العامل الأساسي في إبراز تلك القضايا، إلا أنه لا يجب إغفال دور مواقع التواصل الإجتماعي.

وأفاد أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر انعكاسا لحالة الواقع، وقد يكون بها بعض الضرر، لافتا إلى لكل نائب دور في إقصاء تلك القضايا المضرة.


ووافق مجلس النواب المصري فى جلسته الأخيرة المنعقدة أمس الإثنين برئاسة الدكتور علي عبدالعال، نهائيا على أول مشروع قانون يتصدى لظاهرة التنمر، وذلك بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، تمهيداً لتصديق الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي هذا الصدد نستعرض أبرز ما تضمنه مشروع القانون وأهدافه :

1- يستهدف القانون مواجهة صريحة لأشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف، وتكون في أغلبها جسدية.

2- يأتي لمواجهة ظاهرة تنامت الفترة الأخيرة، وتشكل خطرًا على المجتمع، وعائقًا يحول دون تطبيق موجبات الحياة الكريمة للمواطنين.

3- أدخل تعريفا واضحا للتنمر حيث يعد تنمرًا كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير باستعراض القوه أو  التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما أو استخدامه ضد المجني عليه أو اتخاذ تدابير أخري غير مشروعة بقصد الإساءة للمجني عليه كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعى، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية أو الحط من شأنه  أو اقصائه من محيطه الاجتماعى.

4-  وضع عقوبة صارمة توقع حال اقتراف جريمة التنمر، مع تشديدها إذا توافر أحد ظرفين أحدهما وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والأخر إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان مسلما إليه بمقتضي القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادماً لدى الجاني مع مضاعفة الحد الأدنى للعقوبة حال اجتماع الظرفين، وفي حالة العود تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.

5- يعاقب المتنمر، حسب المادة، فإنه مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد منصوص عليها في أي قانون آخر، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سته أشهر وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

6- تكون العقوبة، الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين، وذلك إذا وقعت الجريمة من شخصين أو أكثر أو كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان مسلما إليه بمقتضي القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادما لدى الجاني أما إذا اجتمع الظرفان يضاعف الحد الأدنى للعقوبة، ونصت المادة ذاتها، على أنه في حالة العود (أي تكرار نفس الفعلة) تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.

ربما يعجبك أيضا