أول عملية اغتيال منذ الثلاثينات.. من قتل رئيس وزراء اليابان السابق؟

هالة عبدالرحمن

إطلاق النار على مثل هذه الشخصية البارزة أمر مروع للغاية في بلد نادرًا ما يشهد حوادث عنف، حيث تُحظر المسدسات وحمل السلاح


أعلنت وسائل الإعلام اليابانية، اليوم الجمعة، مقتل أحد أهم القادة في تاريخ اليابان رئيس الوزراء السابق، شينزو آبي، بعد إطلاق النار عليه.

وسقط رئيس الوزراء الياباني السابق قتيلًا عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد إصابته برصاصة أثناء إلقائه كلمة في مدينة نارا بغرب البلاد.، وفقَا لـ“اليابان تايمز”.

إدانات عالمية ومحلية

ونُقل آبي إلى المستشفى بطائرة هليكوبتر بعد الهجوم عليه. وكانت الحادثة أول عملية اغتيال لرئيس وزراء ياباني حالي أو سابق منذ أيام ما قبل الحرب العسكرية في ثلاثينات القرن الماضي.

وأدان رئيس الوزراء اليابان الحالي، فوميو كيشيدا، حادث إطلاق النار، في حين أعرب الشعب الياباني وزعماء العالم عن صدمتهم من العنف في بلد لا يشهد أي عمليات عنف سياسي، وقال سفير الولايات المتحدة لدى اليابان، رام إيمانويل، إن آبي كان “زعيمًا بارزًا لليابان وحليفًا ثابتًا للولايات المتحدة”، وفقًا لـ“بي بي سي”.

image 7

إطلاق النار على شينزو آبي

كيف وقعت حادثة الاغتيال؟

وأظهرت لقطات، بثتها وسائل إعلام يابانية، أن خطاب آبي الانتخابي توقف فجأة عندما أصيب بطلق ناري وسقط أرضًا. وقالت هيئة الإسعاف والطوارئ اليابانية، إنه أصيب في الجانب الأيمن من عنقه والترقوة اليسرى. وقال مسؤول الإسعاف، إن آبي أصيب بالسكتة القلبية قبيل نقله جوًّا إلى المستشفى.

وبعد لحظات من إطلاق النار، طارد أفراد الأمن التابع لآبي مشتبهًا به يرتدي قميصًا رماديًا، وقناعًا. وبحسب ما أوردته “الجارديان” لم يحاول المشتبه به الفرار قبل اعتقاله في مكان الحادث.

من قاتل شينزوا آبي؟

وأوضحت الشرطة أن المشتبه به هو تيتسويا ياماغامي، 41 عامًا، من سكان نارا. وقالت الشرطة، إن السلاح الذي يعتقد أنه استخدم في الهجوم كان محلي الصنع.

وأوضحت “بي بي سي”، في تقرير لها اليوم الجمعة 8 يوليو 2022، أن المشتبه به كان عضو سابق في قوة الدفاع البحرية اليابانية.

شينزو ابي

شينزوا آبي أحد أهم قادة الحكومة اليابانية

وكان آبي في نارا لإلقاء خطاب حملته الانتخابية قبيل انتخابات مجلس الشيوخ الأحد المقبل، واشتهر آبي كسياسيًا محافظًا معروفًا بسياسته التي تستهدف إخراج ثالث أكبر اقتصاد في العالم من الانكماش ودعمه لمواجهة التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية والصين.

وبعد أن استقال من منصبه كرئيس للوزراء في عام 2007 بعد عام واحد فقط بسبب ظروف صحية، عاد آبي إلى منصبه لفترة ثانية نادرة في عام 2012، متعهدًا بإحياء الاقتصاد بعد فترة ركود، وتخفيف قيود دستور ما بعد الحرب العالمية الثانية السلمي واستعادة القيم المحافظة.

صاحب أطول مدة رئاسة للوزراء

أصبح آبي صاحب أطول مدة رئاسة للوزراء في اليابان في نوفمبر 2019، ولكن بحلول صيف عام 2020 تآكل الدعم الشعبي بسبب تعامله مع تفشي فيروس كوفيد 19.

أثناء توليه منصبه، فشل آبي في تحقيق طموحه السياسي الرئيس، وهو مراجعة دستور اليابان “السلمي” الذي يحظر على البلاد استخدام القوة لحل النزاعات الدولية. وفي الأسابيع الأخيرة من إعلان ترشحه للانتخابات، أعرب عن دعمه للزيادات الكبيرة في ميزانية الدفاع اليابانية، مشيرًا إلى أن غزو روسيا لأوكرانيا دليل على أن اليابان يجب أن يستعد في حالة غزو الصين لتايوان.

حوادث العنف في اليابان

وأوضحت “بي بي سي” في تقريرها أن إطلاق النار على مثل هذه الشخصية البارزة أمر مروع للغاية في بلد نادرًا ما يشهد حوادث عنف، حيث تُحظر المسدسات وحمل السلاح.

وفي عام 2014، كان هناك 6 حوادث فقط لجرائم قتل بالأسلحة النارية في اليابان، مقارنة بـ33599 في الولايات المتحدة. ويتعين على المواطنين في اليابان الخضوع لفحص صارم واختبارات الصحة العقلية من أجل شراء السلاح.

ربما يعجبك أيضا