إحصائيات صادمة.. فرنسا تظهر “وجهها القبيح” ضد المسلمين رغم دعوات التضامن

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تنامت ظاهرة معاداة الإسلام والعنصرية ضد المسلمين في فرنسا “العلمانية”، خلال الشهور القليلة الماضية، بشكل كبير، خصوصا مع تعرض أم محجبة لهجوم لفظي من طرف عضو في برلمان جهوي لقضية رأي عام، خاصة وأن الأمر تم أمام أعين تلاميذ من بينهم ابن الضحية، وتجدد الحديث عن قضية “الحجاب” مجددا، وإطلاق نار قرب مسجد في مدينة بايون جنوب غرب فرنسا، الأمر الذي بدا يشير إلى أن الأوضاع داخل البلد الأوروبية تسير إلى أسوأ.

“إحصائية صادمة”

كشف استطلاع أجراه معهد “إيفوب” الفرنسي، بعنوان “العنصرية ومعاداة المسلمين في فرنسا.. الضيق الكبير”، عن تعرض 40% من المسلمين في فرنسا للعنف والإهانات والسلوكيات العنصرية المختلفة مقابل 17% من غير المسلمين، وذكر 16% أن ذلك حدث بسبب ديانتهم في حين قال 15 في المائة إنه بسبب لون البشرة.

وأشار الاستطلاع المنشور خلال الأسبوع الجاري، والذي أجري في الفترة من 26 أغسطس و18 سبتمبر على عينة من 1007 أشخاص يمثلون مسلمي فرنسا الذين تفوق أعمارهم 15 عاما، وفق منهج الحصص، أن واحدا من كل أربعة مسلمين (25٪)  تعرضوا للشتائم أو الإصابات بسبب الديانة الإسلامية في السنوات الأخيرة.

وقال أكثر من 40 % من المسلمين في فرنسا إنهم وقعوا ضحايا سلوكيات عنصرية، وتحدث واحد من كل ثلاثة منهم تقريبا عن تمييز بسبب ديانته خلال السنوات الخمس الأخيرة، موضحين أنهم تعرضوا على الأقل لشكل واحد من التمييز المرتبط بديانتهم، وذلك لمرة واحدة على الأقل خلال حياتهم”.

وقال 32% أن ذلك حدث في السنوات الخمس الأخيرة.. في الوقت الذي ذكر 13% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أن تعرضهم للتمييز تمّ “أثناء عملية مراقبة” أمنية، بينما أشار حوالي 17% إلى أن التمييز مورس بحقهم “أثناء البحث عن عمل”.. بينما أوضح 14% أن تعرضهم إلى التمييز كان خلال البحث عن سكن، كما أكد آخرون أنهم تعرضوا إلى التمييز من قبل مدرسين في مؤسسة تربوية.

وكشف الاستطلاع أنّ حالات التمييز تمس أكثر الأشخاص في العمر بين ثلاثين وأربعين عاما، وأن النساء تعاني من التمييز بنسبة 46%، خاصة السيدات المحجبات مقابل 38% في صفوف الرجال، في الوقت الذي تعرض 60% من السيدات المحجبات لتمييز مرة واحدة على الأقل في حياتهن مقابل 44% بحق مسلمات غير محجبات.

وكشف الاستطلاع أيضا تعرض مسلم من بين أربعة لاعتداء لفظي خلال حياته مقابل 9% لغير المسلمين، فضلا عن تعرض سبعة في المائة من المسلمين لاعتداء جسدي مقابل ثلاثة في المائة لباقي المواطنين. وتعرض 37% من النساء المحجبات لإهانات وشتائم تدخل في إطار السب.

وأظهر الاستطلاع الذي شارك في إعداده “جمعية مكافحة العنصرية والتمييز” في فرنسا، أن المسلمين في فرنسا يعانون أكثر من ضعف ما يعانيه باقي السكان.

“مسيرة تضامن”

الاستطلاع يأتي بعد أيام من إطلاق 50 شخصية فرنسية دعوات للتظاهر في العاصمة الفرنسية باريس، في 10 نوفمبر الجاري،  للتضامن مع الإسلام ووقف ما يسمى بـ”الإسلاموفوبيا “، بعد الهجوم على مسجد بفرنسا وتوترات جديدة حول الحجاب.
 
ووفقاً لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، قال القائمون على التظاهرة، “على مدار سنوات، يتم إلقاء كرامة المسلمين والمسلمات في الأرض،  ولقد أصبحت منصات الإعلام مكانًا للانتقام من قبل الجماعات العنصرية التى تشغل الآن المجال السياسي والإعلام الفرنسي” .

وقال المطالبين بالتظاهر، بعد “الهجوم الأخير على مسجد بايون” ، أو “إذلال الأم وطفلها من قِبل نائب يميني متطرف”، أو “الخطب العنصرية التي تتدفق على المسلمين” فتقرر الدعوة إلى وضع حد” للعنف والعدوان ضد المسلمين، الذين يتم تجريدهم تدريجياً من إنسانيتهم ​​ووصمهم “.

أعلن الحزب الاشتراكي الفرنسي، اليوم الأربعاء، أنه لن يشارك في المسيرة المناهضة لـ”الإسلاموفوبيا”، موضحًا أن رفض المسيرة جاء من رؤيته أنها تعرض قوانين البلاد المتمثلة في العلمانية، إلى الخطر ووصفها بالتحرر.

“سلبية ماكرون”

وتغذت “العنصرية الفرنسية” على المواقف السلبية للرئيس إيمانويل ماكرون، حيث طالب ممثلي المسلمين في فرنسا بتعزيز “محاربة” الأسلمة والطائفية، المسؤولة عن شكل من النزعة “الانفصالية” في فرنسا، مشيرًا إلى ضرورة التصدي لـ “الغموض” الذي يسهم في تغذية الخلط بين الإسلام والإرهاب، بحسب قوله.

وقال خلال استقباله في القصر الرئاسي مسؤولي المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، تعليقا على جدل أثير بشأن ارتداء الحجاب إثر تصريح لنائب من اليمين المتطرف: “يجب أن يكون للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية صوت عال بشأن مكان الحجاب والنساء والمدرسة، يجب أن يكون هناك خطاب واضح للقطع مع الغموض الذي يغذي المتشددين”، موضحا أنه “يتوقع من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تغييرا في النسق حتى يحارب مع الدولة، الطائفية والأسلمة”.

وكان ماكرون قال في مقابلة إذاعية بثت اليوم وسجلت الجمعة إنه لا يريد “الانسياق للتسرع” حول قضية متفجرة حتى لا يسهم في “الخلط الجماعي” بين الإرهاب والإسلام، معربا عن قلقه من تنامي الطائفية الإسلامية التي تتغذى من قراءة “مضللة للإسلام”.

ربما يعجبك أيضا