إلى أي مدى يصل خطر الانقراض الجماعي الحالي؟

بسام عباس
الانقراض

تكشف بيانات الطيور والثدييات عن وجود فجوة زمنية كبيرة بين التغير البيئي وتأثيره في الحيوانات، تصل إلى 45 عامًا، وفقًا للأنواع ودوافع التغيير.


توصلت دراسة جديدة إلى أن الأهداف الطموح لكبح جماح الانقراض الجماعي الحالي لدينا، تكاد تنزلق بعيدًا عن متناول اليد بعد عام على إنشائها.

وتعد معدلات الانقراض العالمية الحالية أعلى بعشرات إلى آلاف المرات مما كان متوقعًا دون التدخل البشري، الذي أضر بنحو 70% من جميع الأراضي، تاركًا موائل أقل إنتاجية، في حين يعيد تغير المناخ ترتيب الحياة في المحيطات إلى الأسوأ.

تغييرات مستقبلية

نشرت مجلة وقائع الجمعية الملكية البريطانية دراسة جديدة، في 19 إبريل 2023، تفيد أن التأثيرات السابقة لفقدان الموائل وتغير المناخ تفسر اتجاهات اليوم في أحجام تجمعات الطيور والثدييات بنحو أفضل من التأثيرات الأخيرة.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن النتائج الإجمالية للتغييرات التي ننفذها الآن لن تظهر لمدة 10 سنوات على الأقل في معظم الحالات، وحتى ذلك الحين سنشهد بالفعل آثارًا عميقة لاستخدام الأراضي في الماضي وتغير المناخ على وفرة الأنواع.

تأثيرات قوية

ذكر موقع ساينس أليرت العلمي أن “ميثاق السلام مع الطبيعة” التاريخي الذي تعهدت الدول به في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP 15) في ديسمبر من العام الماضي، قد يكون قديمًا، فلم يوضع مدى هذا التأخير في الاعتبار في توقعات الخسائر المستقبلية.

ونقل عن عالم الحيوان في متحف التاريخ الطبيعي، ريتشارد كورنفورد، تصريحاته بوجود إقرار راسخ بنفاد الوقت لإجراء تدابير متكاملة وطموحة لوقف فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2050، وتكشف هذه الدراسة عن أن الوقت أقصر مما كان يعتقده الباحثون.

وكشف كورنفورد أن الأنواع الأكبر حجمًا عادة ما تظهر تأخيرات بيئية أطول من الأنواع الأصغر، لذلك سنرى التأثيرات الحالية على الطيور الصغيرة والثدييات في غضون عقد تقريبًا، ولكن علينا الانتظار لفترة أطول حتى تظهر التأثيرات الكاملة، سواء كانت جيدة أو سيئة، لأنواع أكبر.

الحفاظ على التنوع البيولوجي

دعت الدراسة الجديدة إلى ضرورة إيجاد رؤية مستقبلية لفهم التأثير الكامل لتغير المناخ في التنوع البيولوجي، وأن المناطق المحمية تعد أحد الأصول في جهود المحافظة على الأنواع، خاصة بالنسبة للطيور، رغم أن مؤتمر (COP 15) تعهد بتأمين حماية 30% من الكوكب.

وحذر فريق البحث من أنه حتى إذا جرت حماية 30% من الأراضي بحلول عام 2030، فستوجد حاجة إلى تدخلات إضافية تخفف من الاستغلال لحماية التنوع البيولوجي، لافتًا إلى أن الإدارة النشطة للمناطق المحمية تخفف من التهديدات من الاستخدام المباشر للحياة البرية مثل الصيد الجائر.

وأضافت الدراسة أن بذل الجهود لإدارة الموائل واستعادتها له فوائد مباشرة لصحة الإنسان، حيث إن النظم البيئية السليمة والعاملة أقل عرضة للتسبب في الأمراض، ويعد الحفاظ على التنوع البيولوجي مكسبًا كبيرًا للإنسان والنظم البيئية التي يعيش فيها وتخفف أيضًا من آثار تغير المناخ.

اقرأ أيضًا: جزيرة الريم.. لؤلؤة الإمارات وحاضنة التنوع البيولوجي في أبوظبي

اقرأ أيضًا: تشيلي تنشيء ممرًا بيولوجيًّا لحماية غزلان الهويمول المهددة بالانقراض

اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يحذر من زوال الأرض.. ويقترح حلا لتجنب الانقراض الجماعي

ربما يعجبك أيضا