“إميلي في باريس” لوحة فنية مبتذلة لعاصمة الجمال

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن
تحولت “نتفليكس” من مجرد منصة عالمية للتسلية والترفيه إلى شبكة تسويق للكثير من الأفكار والمعتقدات تجوب أنحاء العالم، في أكثر من 190 دولة، فيما تصر عبر الكثير من أعمالها على إثارة الجدل.

وعلى الرغم من النجاح الكبير لمسلسلها الأخير “إميلي في باريس” إلا أنه أثار غضب الفرنسيين والكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كون المسلسل يقدم لوحة فنية مبتذلة عن باريس، وكل ما ينتمي لعاصمة الجمال والثقافة.

ba1975c4 51ca 4beb b8de ff76037fedb8

ويروي العمل قصة مسؤولة تسويق في “شيكاغو” تتحول إلى وظيفة الأحلام في “باريس”، وتخوض “إميلي كوبر” مغامرة حياتها الجديدة وتحاول الموازنة بين العمل والصداقة والحبّ.

جدل وانقسام حول مسلسل “إميلي في باريس”، الذي تولى بطولته (ليلي كولينز، فيليبين ليروا بيليو، آشلي بارك، لوكا برافو، كايت والش، صامويل أرنولد، برونو غوري وكامي رازات).

وأصبحت الآراء المتضاربة والهجوم الذي طال فريق العمل المؤلّف من عشر حلقات منذ إطلاق الفيديو الترويجي الخاص به لم تختفِ أو تتبدّل بعد.

ونقلت “إميلي في باريس” المشاهدين إلى مدينة الأضواء، وهناك شيء واحد مؤكد -في معظم مشاهد المسلسل- وهو أن الصور المبتذلة وفيرة.

a3e6e5be f898 409a b8f4 6feb39779d52

وفي فرنسا، كان الجمهور غاضبا من إعادة التفسير للجمل الفرنسية باللكنة الأمريكية… قصة المسلسل الكوميدي – الرومانسي بسيطة وتعدّ جذّابة بالنسبة لمَن يودّون متابعة محتوى ترفيهي لا يتطلّب الكثير من التفكير والتركيز.

وتجسد “إميلي كوبر”، شابة عشرينية من شيكاغو تعمل في مجال التسويق، تحصل على فرصة غير متوقّعة للانتقال إلى باريس والالتحاق بشركة دعاية وإعلان، الفتاة التي لا تجيد الفرنسيّة إطلاقاً، تعتقد أنّها ستُفيد المؤسسة المعروفة من خلال وجهة النظر الأمريكية في العمل، لتتصادم الثقافات في وقت تتكيّف فيه إميلي مع التحدّيات في مدينة غريبة، بينما تتلاعب بحياتها المهنية والعاطفية وصداقاتها الجديدة.

ويحتوي العمل على مشاهد خارجية جذّابة وساحرة للعاصمة الفرنسية، وأجواء عابقة بالرومانسية خلفيتها برج إيفل، وأزياء وشخصيات وحبكات سلسة، تنجح في إضحاك المشاهد وإمتاعه ومساعدته في الهروب من الواقع المؤلم،. لكن بعيداً من ذلك، يبدو “إميلي في باريس” غارقاً بالكليشيهات والصور النمطية عن مدينة “النور والجمال” وأهلها، وهو ما أثار حفيظة عدد كبير من النقّاد الفرنسيين وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي.

وهناك مَن رأى أنّ سيئات العمل لا تقتصر على تعجرف البطلة وجهلها الثقافي، بل تتعدّاه إلى التعميم والتأكيد مراراً أنّ كلّ الفرنسيين كسالى وسيّئون ولا يلتزمون بدوام العمل ولا يتمنون الخير للغرباء والأجانب، فيما يمضون وقتهم في المغازلة كما أنّهم رجعيون ومتحيّزون جنسياً.

وتمثلت سخرية المسلسل من بعض الموروثات الثقافية للباريسيين، مثل “البيريهات، الكرواسون، خبز الباغيت، الشوكولاتة، البوّابين سريعي الغضب، المهاجرين العنيدين، العشّاق والعشيقات، فضلاً عن وسامة الرجال المُطلقة، باليه بحيرة البجع”.

هذه عيّنة بسيطة ممّا قيل في فرنسا عن المسلسل الذي يبدو أن احتمال تجديده لموسم ثانٍ ليس مستبعداً إطلاقاً… في هذا السياق أكدت مقدّمة البرامج التلفزيونية الفرنسية مارجوري بايون أنّ ما يظهر في العمل “هو باريس غير موجودة، تماماً كما لم يستطِع النيويوركيون التعرّف على مدينتهم المصوّرة في بعض الأعمال.. كما أنّ المسلسل يبدو أقرب إلى عام 2000 منه إلى السنة الحالية لا سيّما في ظلّ انتشار فيروس كورونا”.

وفيما التزم صنّاع المسلسل الصمتَ تجاه الهجوم الشرس الذي تعرّضوا له، تعكس مقابلة أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز” مع دارن ستار رأيه إزاء ما قيل. في الحديث الذي تزامن مع إزاحة الستار عن العمل، قال ستار: “أعرف كيف ينظر الفرنسيون إليّ. حين ينظرون إلى أمريكيين، يمكنني ملاحظة بعض أحكامهم المسبقة، كما يمكنني الانتباه إلى بعض أحكامي المسبقة أيضاً”. وتابع: “أردت أن أعرض باريس بطريقة رائعة من شأنها أن تشجّع الناس على الوقوع في حب المدينة بالطريقة التي أحبّها”.

ربما يعجبك أيضا