إيران أم إسرائيل؟.. بوتين أمام خيار صعب

قالت مؤرخة عسكرية أمريكية إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يواجه خيارًا صعبًا بسبب حربه في أوكرانيا.

وسيتعين على بوتين قريبًا الاختيار بين الانحياز لإيران، التي تدعم جهده الحربي، أو إسرائيل، في الوقت الذي يواجه تحديًّا مزدوجًا لحماية نظامه ومواصلة غزوه لأوكرانيا، وفق تصريحات لمديرة معهد دراسات الحرب الأمريكي، كيمبرلي كاجان، لشبكة “بي بي إس” الأمريكية.

اختبار صعب

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

أشارت كاجان، في التصريحات التي نقلتها صحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم الثلاثاء 7 نوفمبر 2023، إلى أن حرب روسيا المستمرة في أوكرانيا ستختبر علاقاتها مع كل من إيران وإسرائيل، اللتين لا تتشاركان العلاقات الدبلوماسية وتعتبر كل منهما الأخرى عدوها اللدود.

إلا أن روسيا لديها علاقات مع كلا البلدين. ويعيش عدد ضخم من المواطنين الروس في إسرائيل، وتتشارك موسكو وتل أبيب علاقات قوية منذ اندلاع الصراع السوري في 2011. وعلى الجانب الآخر، تواصل إيران تعزيز روسيا عسكريًا في غزوها لأوكرانيا، الذي دخل عامه الثاني.

قرار حتمي

تعتقد كاجان أن بوتين لن يستطيع تأجيل القرار الحتمي الذي سيجبره على الانحياز لدولة منهما وسيختبر علاقات موسكو مع كلتا الدولتين.

الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين

وقالت: “بوتين لا يريد الاختيار بين إيران وإسرائيل، لكن بسبب الحرب في أوكرانيا، إيران أهم لبوتين، وسيختارها في النهاية لأنه يحتاج إلى الأسلحة الإيرانية كي يتمكن من مواصلة حربه في أوكرانيا”.

موقف إسرائيل

أضافت كاجان أن إسرائيل قد لا تجد بوتين مفيدًا، ما يقلل من صعوبة القرار على الرئيس الروسي. وقالت: “أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية لطالما أملت في أن تكبح روسيا السلوك الإيراني في سوريا. لكن تقديراتنا في معهد دراسات الحرب تشير إلى أن ذلك الكبح لم يكن فاعلًا”.

وتابعت المؤرخة العسكرية الأمريكية: “بوتين يحتاج إلى إيران لاستمرار حربه في أوكرانيا، ولذلك سينتهي به الأمر بمواجهة الخيار الصعب. لكن بما أن الحرب في أوكرانيا مهمة له ولبقاء نظامه، أعتقد أن الإسرائيليين سيجدون بوتين فاعلًا غير مفيد أو ودود”.

الدور الإيراني

لفتت كاجان إلى أن بوتين سيحاول “تحسين علاقة التحالف” مع إيران من أجل مواصلة حربه في أوكرانيا، التي تحظى بأهمية كبرى للرئيس الروسي ولبقاء نظامه.

مسيّرات إيرانية

وحسب صحيفة الإندبندنت، شددت الولايات المتحدة على حاجة موسكو إلى المزيد من الذخيرة الإيرانية لمواصلة حربها في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن إيران “أكبر داعم عسكري” لروسيا منذ بدء الغزو الأوكراني.

ووفق مسؤولين أمريكيين، اشترت موسكو مسيّرات هجومية من طهران، لاستخدامها في أوكرانيا. وتدرس إيران بيع مئات الصواريخ الباليستية إلى روسيا، كما زودتها بقذائف للمدفعية والدبابات، ما وصفه كيربي بأنه “شراكة دفاعية شاملة تضر بأوكرانيا، والشرق الأوسط، والمجتمع الدولي”.