إيران تهدد بالتراجع عن سياستها النووية.. ما الدلالة؟

على عتبة اتفاق نووي.. تهديدات إيرانية متتالية بالتراجع عن العقيدة النووية

يوسف بنده
طهران واشنطن

"إيران على وشك أن تصبح دولة نووية وليس على وشك أن تصنع قنبلة ذرية"


وضع رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي، شرطًا على أساسه تقوم إيران بالتراجع عن سياستها النووية.

إذ أكد خرازي الذي يعمل أيضًا مستشارًا للمرشد الأعلى في إيران، أن طهران لا تزال تتمسك بسلمية برنامجها النووي ولم تتخذ قرارًا بعد بامتلاك السلاح النووي، محذرًا من تغيير بلاده عقيدتها النووية إذا ما أصبح وجودها مهددًا.

 

كمال خرازي

تهديدات متتالية

تتوالى تصريحات من داخل إيران حول التهديد بالتراجع عن إستراتيجيتها النووية، فقد حذر قائد فيلق الحماية والأمن للمراكز النووية في الحرس الثوري، العميد أحمد حق طلب، في أبريل الماضاضي، من مراجعة العقيدة والسياسات النووية لجمهورية إيران الإسلامية، إذا ما تمت مهاجمة مراكزها النووية.

وفي حوار مع موقع رويداد24 الإيراني، أمس الجمعة 10 مايو، قال عضو البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش اردستاني، إنه يظن أن بلاده تمتلك السلاح النووي، وإلا ما كانت تستطيع توجيه ضربة صاروخية لإسرائيل، ولكن تمارس إيران سياسة إعلامية في إطار الاتفاق النووي والعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأنها لا تمتلك القنبلة الذرية.

اقرأ أيضًادعم التوصل لهدنة في غزة.. إيران واستراتيجية الحفاظ على المكاسب

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر

استمرار الدبلوماسية

تصر إدارة الرئيس الديموقراطي، جو بايدن، على استمرار الدبلوماسية لحل القضية النووية مع إيران، وقد وصف متحدث الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أمس الجمعة تصريحات خرازي، بـ”غير المسؤولة”.

وأكد ميللر في مؤتمر صحفي، أن الولايات المتحدة الأمريكية “لن تسمح لطهران بامتلاك السلاح النووي، وأن الخيارات كافة مطروحة على الطاولة”.

وأضاف: “لكن واشنطن لا تزال تعتقد في النهاية أن الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لتحقيق حل مستقر وفعال، لكننا لا نزال بعيدين عن هذا الحل بسبب أعمال إيران التخريبية وعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

اقرأ أيضًاقبل اجتماع مجلس الحكام.. مدير الوكالة الذرية من طهران إلى فيينا

ارمان ملي

صحيفة أرمان ملي الإيرانية

تهديد للردع

في صحيفة آرمان ملي، اليوم السبت 11 مايو، كتب المحلل السياسي والأكاديمي، يوسف مولاي، أن تصريحات خرازي هدفها الردع والتحذير إذا ما تعرضت إيران لتهديد جسيم، “حتى لا يكون لدى الآخرين تفكير لإيجاد ذريعة لمهاجمة إيران”.

وأضاف مولاي: “في اللغة الدبلوماسية، تعني مثل تلك التصريحات أن تكلفة مهاجمة إيران باهظة ومغامرة يمكن أن تقود لنتائج يخشاها الغربيون”.

اقرأ أيضًاحان وقت الدبلوماسية.. طهران عين على المفاوضات النووية ويد على الزناد

عضو البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش اردستاني

عضو البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش اردستاني

العتبة النووية

أوضح تقرير صحيفة آرمان ملي، أن “إيران على وشك أن تصبح دولة نووية وليس على وشك أن تصنع قنبلة ذرية، ما يعني أن تكون غيران جاهزة للاقتراب من الردع النووي في أي وقت تشعر فيه بخطر يهدد وجودها، وهو ما يسمى الوصول للعتبة النووية، إي امتلاك الإمكانات كافة التي تؤهلها لتصنيع القنبلة الذرية”.

كذلك أشار التقرير إلى “سياسة العصا والجزرة التي تمارسها طهران بعدما مارس الغرب معها السياسة نفسها قبل التوصل للاتفاق النووي الذي غادرته إدارة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب. موضحًا أن طهران عملت على خلق مساحة أكبر للتفاوض من أجل مفاوضات جادة واتفاق ثابت”.

اقرأ أيضًابعد انتهاء التصعيد في المنطقة.. همهمات نووية بين واشنطن وطهران

ارمان امروز

صحيفة أرمان امروز الإيرانية

على عتبة اتفاق نووي

أشار تقرير تحليلي لصحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم السبت، إلى أن تصريحات كمال خرازي تأتي عقب محادثات بن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمهيدًا للعودة للمفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1.

وأوضح التقرير أن “الهدف من تلك التصريحات، بعث رسالة مفادها إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع إيران أو تم اتخاذ قرار ضد إيران في مجلس حكام الوكالة الذرية، فالنتيجة ستكون هكذا”.

اقرأ أيضًاجروسي في مؤتمر أصفهان النووي.. هل يرفع الغرب عقوباته عن طهران؟

وفي حواره مع صحيفة آرمان ملي، قال محلل العلاقات الدولية، حسن بهشتي، إن “عودة المحادثات النووية مرهونة بحل المشاكل والخلافات بين إيران والذرية الدولية، وهو ما جاء من أجله مديرها، رافائيل جروسي، إلى طهران قبل أيام”.

ربما يعجبك أيضا