احذر.. الضغوط المالية تسبب الأمراض

دراسة: الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مالية أكثر عرضة للمعاناة من عواقب صحية خطيرة

بسام عباس

أثبتت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كوليدج لندن وجود صلة بين أحداث الحياة الضاغطة وتدهور الصحة البيولوجية، وفقًا للمؤشرات الحيوية الرئيسة.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تكشف عن كيفية تأثير التوتر على أجهزة الجسم الحيوية، وأن انقطاع الاتصال بين أجهزة المناعة والجهاز العصبي يؤدي إلى أمراض عقلية وعلل جسدية مختلفة.

الملف الشخصي الكامن

قال موقع Study Finds، في تقرير نشره الأحد 28 يناير 2024، إن الدراسة حللت تركيزات الدم لـ4 مؤشرات حيوية لأكثر من 4900 مشارك تزيد أعمارهم عن الـ 50 عامًا، وتضمنت هذه المؤشرات الحيوية بروتينين مرتبطين بالالتهاب، بروتين سي التفاعلي والفيبرينوجين، وهرمونين يشاركان في الاستجابة للضغط، الكورتيزول و (IGF-1).

وباستخدام طريقة متطورة تعرف باسم “تحليل الملف الشخصي الكامن”، حدد الباحثون 3 مجموعات متميزة بناءً على نشاط العلامات الحيوية، والتي تم تصنيفها على أنها منخفضة ومتوسطة وعالية المخاطر على الصحة، ثم استكشفوا كيف أثر التعرض للتوتر في الماضي على احتمالية وقوع الأفراد ضمن المجموعة المعرضة للخطر.

Latino woman frustrated over bills, debt, money

الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مالية هم الأكثر عرضة لعواقب صحية خطيرة

 

أحداث مرهقة نفسيًّا

أوضح الموقع أن التعرض لأحداث مرهقة نفسيًّا، تتراوح من مسؤوليات تقديم الرعاية إلى موت الشريك أو الطلاق، ارتبط بزيادة بنسبة 61% في احتمال أن تكون في المجموعة المعرضة للخطر بعد 4 سنوات، لافتًا إلى أن هذا التأثير كان تراكميًا، فمع كل عامل ضغط إضافي، ارتفع احتمال التواجد في الفئة عالية المخاطر بنسبة 19%.

وأضاف أن الضغوط المالية، برزت على أنها شديدة الإضرار بالصحة النفسية والجسدية، إذ كان الأفراد الذين يواجهون ضغوطًا مالية أكثر عرضة بنسبة 59% لأن يكونوا في المجموعة المعرضة للخطر بعد 4 سنوات.

تعطيل التبادل البيولوجي

قال المؤلف الرئيس للدراسة والدكتور في معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية بجامعة كاليفورنيا، أوديسا هاميلتون، إن الجهاز المناعي والغدد الصماء العصبية عندما تعمل بشكل جيد معًا، تحافظ على التوازن النفسي والجسدي، إلا أن الإجهاد المزمن يعطل هذا التبادل البيولوجي ويؤدي إلى المرض.

وأضاف أن الدراسة وجدت أن الضغوط المالية كانت أكثر ضررًا على الصحة البيولوجية، رغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من ذلك، وقد يكون السبب هو أن هذا النوع من التوتر يمكن أن يغزو العديد من جوانب حياتنا، ما يؤدي إلى الصراع الأسري والإقصاء الاجتماعي وحتى الجوع أو التشرد.

ربما يعجبك أيضا