اختيار خليفة لـ”البغدادي” وتحضيرات انتقامية.. ماذا بعد مقتل زعيم داعش؟

حسام السبكي

حسام السبكي

سريعاً، وبعد ساعات قليلة من الإعلان المتداول على نطاق عالمي واسع، عن مقتل زعيم أخطر التنظيمات الإرهابية المسلحة في العالم، وهو “أبو بكر البغدادي”، عن اختيار “خليفة” جديد، ليدير شؤون التنظيم، الذي من المتوقع أن يتسبب مقتله في هزة عنيفة للتنظيم الذي روع المنطقة بل العالم، منذ ذيوع أنشطة الإرهابية، وأصبح أيقونة لكل فوضى أو تخريب أينما حل بأفراده وأتباعه.

واستطاعت الأجهزة الأمنية العراقية، معرفة الخليفة المرتقب للزعيم الفاني، وهو المدعو “عبد الله قرداش”، والذي كان مقربًا من البغدادي، ويحظى بثقة واسعة منه، والذي تقع عليه مهمة ثقيلة، في إعادة تنظيم صفوف التنظيم المتهالك، ومحاولة استعادة أمجاد العصر الذهبي لـ “الخلافة المزعومة”.

خليفة البغدادي

وفقًا للإعلام المحسوب على تنظيم “داعش” الإرهابي، المعروف باسم “وكالة أعماق”، فقد رشح أبو بكر البغدادي، قبل وفاته، العراقي عبد الله قرداش، “خليفةً” له.

وبحسب الوكالة، فقد تم ترشيح التركماني الأصل عبد الله قرداش، من قضاء تلعفر غرب الموصل، والملقب بـ “أبي عمر التركماني” “لرعاية أحوال المسلمين”.

أما عن السيرة الذاتية لـ “خليفة البغدادي”، يشير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن قرادش ولد عام 1976 في تلعفر غرب الموصل، وهو تركماني الأصل إلا أن قيادات بداعش تؤكد قرشيته.

وحصل قرادش على بكالوريوس في الشريعة من كلية الإمام الأعظم في الموصل، وبزغ نجمه في أوساط التنظيمات الإرهابية منذ عام 2003 حيث شغل منصب “شرعي عام” لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وكان معتقلا سابقا في سجن “بوكا” بمحافظة البصرة؛ الذي كانت تديره القوات الأميريكية في حينها بعد 2003 حيث التقى البغدادي، وبسبب ذلك كانت العلاقة وثيقة بين الرجلين وتعود جذورها ما يقرب من 16 عامًا، ثم تولى قرداش بعد ذلك منصب أمير “ديوان الأمن العام” في سوريا والعراق.

وتولي قرداش أيضًا، منصب وزير “التفخيخ والانتحاريين” داخل التنظيم، وكان أحد المقربين من أبو العلاء العفري النائب السابق للبغدادي، ويصنف بأنه من أقسى وأشرس قادة تنظيم داعش.

إعادة البناء.. والتحضير للانتقام!

ربما لن تكون مرحلة ما بعد “البغدادي”، أقل خطورة من وجوده، وهذا ما تشيره إليه، وتحذر منه الأجهزة الأمنية العراقية، والتي ترى في “قرداش” أشرس وأقسى قادة التنظيم في داعش حاليًا.

ولهذا السبب أعلنت الأجهزة الأستخبارات العراقية استعدادها للحرب بسبب معلومات الاستخباراتيه عنه وماهي تحركاته وأين يمكن أن يكون موجود.

في هذا السياق، اعتبر مسؤول أمني عراقي رفيع أن المرحلة المقبلة من الحرب على تنظيم داعش لن تكون سهلة بمقتل البغدادي، فقرداش هو أسوأ من البغدادي وأشرس ويملك نفوذاً قوياً داخل أجزاء واسعة من هيكلة التنظيم وبالتالي مهمته الرئيسية ستتمحور حول عملين:

الأول/ إعادة القوة إلى التنظيم بعد هزائمه في سوريا والعراق وربما يستثمر الأحداث الأخيرة في شمال شرق سوريا لتحقيق هذا العمل.

والثاني/ بدء عمليات إرهابية دموية في العراق وسوريا ومناطق في العالم ليرسل رسالة بأن التنظيم بات أكثر خطراً من عهد البغدادي.

وبحسب تقرير لجهاز الأمن الوطني العراقي المعني بملف الإرهاب والجماعات الإرهابية، كشف عنه في أغسطس الماضي، يمكن لتولي قرداش أن ينقل تنظيم الدولة الإسلامية إلى مرحلة خطيرة للغاية من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية، كما أن ترشيح قرداش قد يطرح احتمالات خطيرة لعودة العمليات الإرهابية التي تستهدف إثارة الفتنة الطائفية في العراق.

كل السيناريوهات المعقدة لترشيح قرداش، تعكف الأجهزة العراقية على دراستها والاستعداد لها لوجستيًا وأمنيًا لمواجهة مرحلة من الإرهاب قد تشبه المرحلة الأصعب التي مر بها الوضع العراقي خلال زعامة أبو مصعب الزرقاوي لتنظيم القاعدة قبل أن يتفرع منه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ثم تنظيم الدولة الإسلامية في تسميته الحالية بعد الأحداث التي شهدتها سورية عام 2011.

إلا أن المسؤول الأمني العراقي، قد شدد على أن فرص نجاح قرداش كزعيم إرهابي لن تكون أفضل حالاً من سلفه البغدادي كون تنظيم الدولة الإسلامية واقع في منطقة بين العراق وسورية وهي تحت ضغط شديد عسكرياً وأمنياً ومن أطراف إقليمية ودولية عديدة، كما أن هناك تعاوناً دولياً واسعاً لمنع هذا التنظيم الإرهابي من إعادته أنشطته رغم تقاطعات المصالح التي تبرز بين دولة وأخرى بين الحين والآخر.

ربما يعجبك أيضا