ازدحام مروري على سطح القمر

كتبت – علياء عصام الدين

إن كانت معظم الأخبار عن فضائنا الشاسع في 2018 قد تركزت حول الصواريخ والمركبات الفضائية والروبوتات التي تسافر إلى ما وراء العالم، فنحن على موعد مع ازدحام مروري كبير على سطح “القمر” هذا العام.

فقد بات الشغف نحو الكوكب الأحمر يغفو شيئًا فشيئًا وعاد الاهتمام لينصب بكثافة على سطح القمر من جديد، إذ تكثف وكالات الفضاء جهودها لجعل 2019 عام القمر بامتياز.

ويبدو أن هذا الازدحام والزخم حول (القمر) لم يأت مصادفة، ففي يوليو القادم ستحل الذكرى الخمسين لأول هبوط على سطح القمر.

ووسط التشكيكات حول حقيقة الرحلة إلى القمر تسعى “ناسا” على ما يبدو إليه من جديد لتقطع الشك باليقين.

وقد وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي على توجيه “السياسة الفضائية1” حيث كلف فيها ناسا بإعادة البشر إلى القمر بدلًا من المواصلة في مشروع رحلات المريخ.

بعثات بشرية

يترقب العالم عدة مشاريع وخطط لمنظمات الفضاء أغلبها تركز على “قمرنا”، ففي الوقت الذي تعمد فيه كل من الصين والهند وعدد من الدول إطلاق مركبات لتهبط على سطح القمر ، تكثف وكالة “ناسا” جهودها لإرسال بعثة بشرية جديدة في خطو جريئة لهبوط وانتشار بشري على سطح القمر وحوله.

وتحاول “ناسا” إعادة التعاطي مع القمر خلال 10 سنوات مقبلة من خلال استقطاب طاقات القطاع الخاص للمشاركة بعروض تطوير نظام قادر على نقل البعثات المأهولة إلى السطح، وتعزيز دور شركات الفضاء الخاصة.

وتتطلع وكالة الفضاء إلى تدشين محطة فضاء جديدة معلقة بين الأرض والقمر باسم “جيتواي” من شأنها أن تسمح لرواد الفضاء بالتحكم عن بعد في الطوافات على السطح.

نمو بيولوجي

كانت أولى هذه المشاريع الإنجاز التاريخي الذي حققته وكالة الفضاء الصينية في الـ3 من يناير الجاري عندما نجحت في إرسال مسبار (تشانجي 4 ) لاستكشاف الجانب المظلم من سطح القمر، وبانتظار ما قد تمدنا به الرحلة من استكشافات مثيرة حول الحفر البركانية الأكبر والأعمق في القمر.

 ولأول مرة في التاريخ كان الحديث منذ أيام قليلة عن نجاح أول تجربة (نمو بيولوجي) على سطح قمرنا، حيث نبتت بذور القطن التي تم حملها إلى سطح القمر على متن المسبار.

ونشرت إدارة الفضاء الوطنية الصينية صورًا للمسبار تظهر فيه النبتة الصغيرة وهي تنمو داخل وعاء صغير داخل المركبة الفضائية، على بُعد مئات الآلاف من الكيلومترات من الأرض.

وبحلول نهاية العام، ستتمكن الصين من إطلاق مهمتها (تشانجي 5) والتي ستجمع عينات من السطح وتعيدها إلى الأرض.

تحليق واستكشاف

تخطط الهند لإرسال ثاني مركباتها (تشاندرايان 2) إلى القمر لعمل هبوط مزود بالطاقة، وستضم البعثة مسبارًا وسفينة هبوط وعربة بست عجلات، وتطمح هذه السفن الفضائية مجتمعة إلى قياس الهزات القمرية ودراسة الغلاف الجوي للقمر وتحديد درجة حرارته الداخلية.

وانتهت إسرائيل من تجهيز أول مركبة فضائية بالتعاون مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وتستعد المركبة لرحلة طويلة إلى القمر في مهمة هي الأولى التي تمولها جهة غير حكومية.

وسترسل المركبة القمرية “سبيس إكس فالكون 9 ” إلى موقع الإطلاق في “كيب كانافيرال” فلوريدا خلال أيام لإطلاقها في غضون شهر.
وكان “إيلون ماسك” قد أعلن العام الفائت عن عدة خطوات جديدة ونادرة في كيفية قيام شركته للصواريخ ” سبيس أكس” بمنح تجربة تحليق للملياردير الياباني “يوساكو مايزوا” حول القمر بواسطة شركة صواريخ فالكون الضخمة.

وكانت شركة هارفست مون قد أعلنت عبر موقعها على الشبكة العنكبوتية أنها تخطط لإرسال محطة أبحاث دائمة إلى سطح القمر وأنها سترسلها بحلول عام 2021 بهدف استخراج عينات ومواد خام لإرسالها إلى الأرض.

ربما يعجبك أيضا