الأزمة التونسية.. مخطط لاغتيال الرئيس والإخوان المتهم الأول

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

تسير تونس على شفا حفرة من الفوضى والانهيار في خضم تكالب التنظيمات المتشددة في الحفاظ عليها كموطئ أخير للحركات والجمعيات التي تتخذ من الدين ساتر للوصول إلى الحكم وإيجاد نسخة جديدة في الشرق الأوسط من إيران وأفغانستان في الوقت الحالي عقب سيطرة طالبان على كابول.

وعقب قرارات الرئيس التونسي الأخيرة بالإطاحة بحكم حركة النهضة ( جماعة الإخوان)، دأبت تلك الجماعات كعادتها للنيل من أمن واستقرار البلاد عبر مخططات اغتيال وعمليات إرهابية ومظاهرات غير سلمية، ناهيك عن الاستعانة بأطراف خارجية داعمة لأجندتها.

مخطط اغتيال

وكشفت معلومات استخباراتية تلقاها الرئيس التونسي، قيس سعيد عن وجود محاولات للتخطيط لاغتياله، قائلا: «إنها محاولات يائسة»، وسبق أن أعلنت الرئاسة التونسية عن محاولة اغتيال تعرض لها قيس سيعد في يونيو الماضي وذلك عبر خطاب «مسمم» وقع في يد مديرة الديوان، نادية عكاشة.

وقال سعيد في لقاء متلفز نشرته إذاعة «موزيك اف ام»: «يكذبون ويقولون أن مرجعيتهم الإسلام، وأعلم أنهم يفكرون في الاغتيال والقتل، أين هم من الإسلام ومن مقاصده كيف يتعرضون لأعراض النساء والرجال ويكذبون، الكذب لديهم أصبح من أدوات السياسة».

وتابع: «أقول لهم اعرف ما تدبرون، أنا لا أخاف إلا الله رب العالمين وبالرغم من محاولاتهم اليائسة التي تصل إلى التفكير في الاغتيال والقتل والدماء، سأنتقل شهيدا إن مت اليوم أو غدا إلى الضفة الأخرى من الوجود عند أعدل العادلين».

اتهامات للإخوان

أشارت أصابع الاتهام إلى وقوف حركة النهضة الإخوانية وراء محاولة الاغتيال خاصة وأن الرئيس التونسي لمح في خطابه إليها مرارا وتكرارا.

وسبق أن أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية، في يناير/ كانون الثاني الماضي، عن وجود مخطط لاستهداف قيس سعيد عبر محاولة اغتيال بطرد مشبوه لتسميمه وصل لقصر قرطاج وتسبب في إصابة مديرة الديوان الرئاسي بوعكة صحية وبعمى مؤقت وفتح تحقيقا في ذلك دون تقديم أي نتيجة حوله حتى اليوم.

وقبل عام 2011، لم تعرف تونس محاولة اغتيال رئيس الدولة في تاريخها السياسي إلا في محاولة واحدة كانت سنة 1991، عندما تم استهداف الرئيس السابق زين العابدين بن علي في حادثة عرفت بعملية “براكة الساحل ” (نسبةً إلى مكان محاولة الاغتيال).

صواريخ على المنصات

يشار إلى أن الرئيس قيس سعيد قال أيضا: «لدينا الصواريخ على منصات إطلاقها وتكفي إشارة واحدة لتضربهم في أعماق الأعماق ولينتبهوا إلى ما يفعلون».

ووجه رئيس الجمهورية التونسية اتهامات لبعض الأطراف في الدولة بالتآمر، مؤكدا على أنهم سيتلقون جزاءهم بالقانون وسيتم التصدي لهم، مضيفا «هناك من اعتادوا العمل تحت جنح الظلام ودأبوا على الخيانة وتأليب دول أجنبية على رئيس الجمهورية والنظام في تونس وعلى وطنهم».

 وكان الرئيس التونسي قد أعلن في 25 تموز (يوليو) الماضي تجميد عمل البرلمان، وتعليق حصانة كل النواب، وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، في ظل تدهور شديد للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية في تونس.

 وبعد مرور نحو 13 يوماً على الخطوة المفاجئة، لم يعين سعيد رئيساً جديداً للوزراء، ولم يعلن عن أي خطوات لإنهاء حالة الطوارئ أو خطة للفترة المقبلة.  ودعا اتحاد الشغل ذو التأثير القوي، وكذلك الولايات المتحدة وفرنسا، إلى الإسراع بتعيين حكومة جديدة، ويُعدّ اتحاد الشغل خارطة طريق لإنهاء الأزمة، ويقول إنه سيقدمها لسعيد.

ربما يعجبك أيضا