تحذير أمني بريطاني: العالم يدخل عصر تسلّح خطيرًا

رنا أسامة

مجموعة مختلفة من الأسلحة باتت في متناول اليد على نحو متزايد وخطير، ولم تعد حكرًا على الحكومات الوطنية بما يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.


قال مستشار الأمن القومي البريطاني، ستيفن لوفجروف، إن العالم دخل عصرًا جديدًا خطيرًا تنتشر فيه الأسلحة بمختلف أنواعها، بما في الجينية والنووية.

وبحسب تقرير لشبكة “سكاي” البريطانية، الأربعاء 27 يوليو 2022، حذر السير ستيفن لوفجروف من صراع خارج عن السيطرة، ما لم تبتكر أساليب لردع الأعمال العدائية، وفرض ضوابط على انتشار أسلحة فتاكة بات سهلًا الحصول عليها على نحو متزايد.

الاستقرار الاستراتيجي في خطر

في خطاب علني نادر وصريح للغاية، خلال زيارة للولايات المتحدة، حذر مستشار الأمن القومي البريطاني من أن الآليات التي تطورت خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وحلفاء غربيين لمنع الجانبين من إطلاق تبادل نووي، آنذاك، “لم تعد كافية”.

وسلط الضوء لوفجروف على المخاوف بشأن برنامج الأسلحة النووية الصيني خصوصًا، وقال خلال بقاء بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “لنكن صادقين، الاستقرار الاستراتيجي في خطر”.

عصر تسلح خطير

وصف السير ستيفن لوفجروف الحرب الروسية الأوكرانية بأنها أحد مظاهر المنافسة الأوسع التي تتحدى النظام الدولي، في حين يرى محللون أن الحرب معركة قيم بين الديمقراطيات الليبرالية في العالم بقيادة حلفاء غربيين، ودول استبدادية مثل الصين وروسيا.

وفي حين تتكشف هذه المنافسة، يدخل العالم عصر تسلح خطير، يُزيد فيه التغيير التكنولوجي من المخاطر المحتملة لأسلحة عديدة تتوافر على نطاق واسع، وفق السير ستيفن.

نظام أمني جديد

دعا مستشار الأمن القومي البريطاني إلى البدء في التفكير في نظام أمني جديد، بما يستدعي النظر عاجلًا إلى آليتين قال إنهما ساهما في الحفاظ على السلام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتتمثل الآلية الأولى في تمكين الحلفاء الغربيين من ردع هجمات أعدائهم، في حين ترتبط الثانية بتكوين شبكة اتفاقات دولية للسيطرة على انتشار الأسلحة، بما في ذلك النووية والبيولوجية والكيميائية.

مستشار الأمن القومي البريطاني

إعادة ضبط الاستقرار الاستراتيجي

السؤال الأهم، وفق السير ستيفن، يتعلق بكيفية إعادة ضبط الاستقرار الاستراتيجي للعصر الجديد، وتحقيق توازن بين التعقيدات غير المسبوقة حتى لا نشهد صراعًا خارجًا عن السيطرة. وقال في هذا الصدد: “لا يمكن تربيع الدائرة إلا إذا جددنا كلًا من الردع وتحديد الأسلحة، واتخذنا نهجًا أكثر شمولًا وتكاملًا لكليهما”.

وفي الوقت ذاته، نوه مستشار الأمن القومي البريطاني بأن مجموعة مختلفة من الأسلحة باتت في متناول اليد على نحو متزايد وخطير، ولم تعد حكرًا على الحكومات الوطنية، بما في ذلك سيبرانية وطائرات دون طيار وتهديدات كيماوية وبيولوجية، موضحًا أنه في حين أن هذه الأسلحة قد لا تكون كافية لإشعال حرب، لكنها ربما تزعزع الاستقرار بما يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.

احتمال شاق

حذر المسؤول الأمني البريطاني من تقنيات ناشئة يُمكن أن تخل بالتوازن الاستراتيجي، بما في ذلك شبكة الإنترنت، والأنظمة الفضائية، والأسلحة الجينية، وصواريخ كروز العاملة بالطاقة النووية، وأسلحة الطاقة الموجهة، ومركبات الانزلاق التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وكذلك حذر من تقنيات نووية جديدة، لا سيّما الصينية.

وقال لوفجروف: “لدينا مخاوف واضحة بشأن برنامج التحديث النووي الصيني الذي يزيد عدد وأنواع أنظمة الأسلحة النووية في ترسانتها”. وأشار إلى أن التصدي لتهديد انتشار هذه الأسلحة الجديدة احتمال شاق ربما يصعب تحقيقه فورًا”. وأوصى بالتركيز على الحدّ من مخاطر أي تصعيد بوسائل قد تشمل إرساء قواعد السلوك، والعمل على إيجاد أرضية مشتركة ومنافع متبادلة بين الأطراف المعنية.

تعاون دولي وخطوط اتصال مفتوحة

بحسب “سكاي”، شدد السير ستيفن على ضرورة تعاون بريطانيا والولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين مع أكبر عدد ممكن من الدول في جميع أنحاء العالم، وإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع الخصوم.

واقتبس مستشار الأمن القومي البريطاني من رئيس الوزراء التاريخي لبريطانيا، ونستون تشرشل: “نريد حوارًا لا حربًا “. ويأتي ذلك قبل مراجعة الشهر المقبل لمعاهدة الأمم المتحدة التي تهدف إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية.

ربما يعجبك أيضا