الإرهاب في العراق.. وضع أمني متأزم ودعوات «صدرية» لحل المليشيات المسلحة

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

جدد التيار الصدري بالعراق دعوته لحل المليشيات المسلحة وضرورة حصر السلاح بيد القوات الأمنية النظامية وذلك على إثر تدهور الوضع الأمني بالدولة وتنامي خطر التفجيرات الإرهابية المتزايد والتي برزت خلال المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

ملاحقة داعش

وعد رئيس الوزراءمصطفى الكاظمي،اليوم الأربعاء، بملاحقة “داعش وفرق الموت”،التي تفتك بأرواح العراقيين، وجاء ذلك خلال زيارته إلى قيادة عمليات البصرة واجتماعه بالقيادات الأمنية، بحسب بيان حصلت “العين الإخبارية”، على نسخة منه.

وقال الكاظمي، “صباحاً كنا في مخمور، ووجهنا رسالة واضحة للزمر الإرهابية بأنها عاجزة عن اللعب بأمن العراق”، مضيفاً “مثلما أسقطنا قيادات الإرهاب الواحد تلو الآخر، وضربنا خلاياه في أقصى الصحاري والجبال، سنكون لهم بالمرصاد في أي نقطة من عراقنا الحبيب”.

وتابع “من هنا أقول لكم إن الدم العراقي واحد، والإرهاب واحد وإن تعددت أسماؤه وأقنعته، والدم العراقي غالٍ علينا، ولا فرق فيه مهما كان انتماؤه القومي او الديني”.

وشهدت أطراف محافظة كركوك ونينوى خلال الأيام الماضية تصاعداً في العمليات الإرهابية لتنظيم داعش، والتي أسفرت عن مقتل إصابة أكثر من 15 عنصراً اغلبهم من البيشمركة الكردية.

تنامي خطر داعش

والأحد، سيطر مسلحو داعش على قرية “لهيبان” بقضاء الدبس في محافظة كركوك، شمالي العراق بعد هجوم بدأوه السبت.ووفق مصادر أمنية، فإن أهالي القرية قاوموا مسلحي “داعش” قبل أن تتدخل القوات العراقية والبشمركة، واضطر مسلحو داعش إلى الفرار.

وقالت إن العناصر الإرهابية أضرمت النيران في بعض منازل القرية قبل فرارها.

وهذه أول مرة يبسط داعش سيطرته على مساحة جغرافية منذ إعلان هزيمته في العراق عام 2017.

وتقع قرية “لهيبان” في منطقة نائية متنازع عليها بين الحكومة العراقية في بغداد وحكومة أربيل في إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بالحكم الذاتي.

وتمكنت قوات النخبة في وزارة الداخلية العراقية، ومقاتلو البشمركة الكردية، في ساعة مبكرة من فجر الإثنين من استعادة السيطرة على قرية لهيبان، على الرغم من أن المسلحين قاموا بتفخيخ بعض المنازل بعبوات ناسفة.الواقعة لم تكن مفاجأة حيث نفذ تنظيم داعش 3 هجمات على قوات البشمركة على مدار الأسبوع الماضي أوقعت عشرات القتلى والمصابين.

خلافات وتصدعات

يزداد نشاط الجماعات الإرهابية كلما حصلت تطورات أو أزمة سياسية تنشغل بها مؤسسات الدولة، إذ تمثل فرصة لهذه الجماعات لتنفيذ عملياتها. أن الجماعات الإرهابية مثل داعش تعلن شن هذه الهجمات حتى تؤكد أنها لا تزال موجودة في الساحة العراقية بالرغم من هزيمتها من قبل القوات الأمنية العراقية وبدعم من التحالف الدولي عام 2017.

وتعد المناطق التنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم من المناطق التي تتأثر سلباً بالأوضاع والتطورات السياسية والبعض منها تحت سيطرة قوات البشمركة التي لا تمتلك قدرات القوات الأمنية الاتحادية مما يجعلها عرضة للهجمات الإرهابية ولا يخلو الأمر من احتمالية وجود جهات تتسبب بهذه الهجمات لأغراض سياسية.

وفي نهاية 2017، أعلن العراق القضاء على تنظيم داعش بعد تقويض قدرات التنظيم الإرهابي الذي احتل في 2014 نحو ثلث أراضي البلاد. وخلال السنوات الماضية، سعى التنظيم الإرهابي إلى إعادة تنظيم صفوفه وشن هجمات إرهابية في محاولة لإثبات تواجده، قابلتها عمليات عسكرية عراقية لملاحقة عناصره.

وبين الحين والآخر، تنفذ القوات الأمنية العراقية عمليات عسكرية لملاحقة عناصر داعش في المناطق الحدودية والتضاريس الجغرافية التي يتخذها مقار لمسلحيه.

ربما يعجبك أيضا