الانتخابات البرلمانية تشعل الصراع بين أجنحة النظام الإيراني

يوسف بنده
الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي يتوسط حسن خميني والرئيس السابق حسن روحاني

يحاول النظام الإيراني تكرار البرلمان الحالي الذي يسيطر عليه التيار المحافظ وسط مخاوف من عزوف الناخبين وتشكيك الإصلاحيين.


يواجه النظام الإيراني أزمة ثقة داخلية تقلقه من المشاركة الشعبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، في مارس 2024.

ويتهم الإصلاحيون المتشددين من التيار المحافظ في إيران بالسعي لـ”هندسة الانتخابات” لعرقلة عودة الإصلاحيين إلى المشهد السياسي، بعد تراجعهم منذ مجيء حكومة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في أغسطس 2020.

رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني

رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني

سلطة المتطرفين

حسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الأحد 3 سبتمبر 2023، انتقد الرئيس السابق للبرلمان الإيراني، علي لاريجاني، الذي ينتمي إلى التيار المحافظ المعتدل، مجموعة المتطرفين في نظام بلاده، معتبرًا أن هذه المجموعة الصغيرة تريد الاستيلاء على السلطة بالكامل وتلغي الآخرين.

اقرأ أيضًا: فشل اقتصادي قبل انتخابات برلمانية.. هل يواجه النظام الإيراني أزمة ثقة داخلية؟

وتحدث لاريجاني خلال اجتماعه مع مجموعة من الشباب المحافظ، عن وجود “مجموعة في البلاد تعتبر نفسها وحدها ثورية، ومن حق أنصارها فقط أن يتبوؤوا المناصب الحكومية والسيادية”. وأضاف: “هؤلاء يتصرفون مثل الكنيسة في أوروبا بالقرون الوسطى، ولا يستوعبون أن سبب إقصاء الكنيسة وابتعاد الناس عن الدين كان تصورها أنها وأتباعها فقط لديهم حق تقرير مصير الناس”.

اقرأ أيضًا: كاتب إيراني: رجال الدين لم يعودوا مؤثرين في المجتمع

اقرأ أيضًا: قانون جديد مثير للجدل في إيران يعاقب غير المحجبات

وأشار لاريجاني، العضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، إلى أنه “في النهاية انقلبت الشعوب الأوروبية على الكنيسة وقالت إنها ترفض الحد من حريتها، وهي تريد تقرير مصيرها”، وقال إنه يتوقع أن تسير إيران إلى مصير مشابه.

61093c3d4c59b7700c662bb5

روحاني ورئيسي

روحاني يتهم رئيسي

حسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، أمس الأول الجمعة، وجه الرئيس الإصلاحي السابق، حسن روحاني، انتقادات لاذعة لقانون الانتخابات الجديد.

اقرأ أيضًا: قانون تجريبي للحجاب يهدد بعودة الاحتجاجات في إيران

وقال روحاني خلال لقاء مع أعضاء حكومته السابقة، الأربعاء الماضي: “لقد أغلقوا المجال أمام مشاركة الناس، بتمرير القانون الجديد”.

اقرأ أيضًا: الأزمات تلاحق إيران.. هل فشلت الحكومة المحافظة في مواجهة العقوبات؟

وأضاف: “لقد عهدوا باتخاذ قرار 85 مليون إيراني إلى عدد قليل من الأشخاص، الذين لا يصل إجمالي أصواتهم بضع مئات الآلاف”.

فرصة إحياء الاتفاق النووي

أعرب روحاني عن أسفه لأن بلاده لم تستغل فرصة إحياء الاتفاق النووي، ورفع العقوبات الأمريكية، ووجّه لومًا إلى أطراف داخلية، لم يذكر اسمها.

اقرأ أيضًا: خوفًا من التغيير الاجتماعي.. قانون الحجاب يثير غضب المتشددين في إيران

وقال: “من لم يسمحوا لنا بإحياء الاتفاق النووي في فبراير 2021 أو مارس 2022، عندما كانت الظروف مهيأة لإحياء الاتفاق النووي، وهو ما حرمنا عائدات النفط خلال العامين ونصف العام الماضية، بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار”.

محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني

محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني

تكرار البرلماني الحالي

يسيطر المحافظون على البرلمان الإيراني الحالي، برئاسة محمد باقر قاليباف، في إطار هندسة النظام الإيراني بأن يكون البرلمان متناغمًا مع الحكومة المحافظة، للقدرة على اتخاذ قرار موحد في التعامل مع الغرب.

اقرأ أيضًا: «ثورة قانون الحجاب».. المتشددون غاضبون من الحكومة الإيرانية

وحسب ما نقلت صحيفة اعتماد الإصلاحية، الخميس الماضي، قال الزعیم الإصلاحي مهدي كروبي إن “السلطات تحاول تكرار البرلمان الحالي، على الرغم من مزاعم دعوة الأحزاب السياسية للمشاركة في الانتخابات”.

اقرأ أيضًا: انتفاضة «الجيل زد».. لماذا تختلف الاحتجاجات الإيرانية الحالية عن «الحركة الخضراء»؟

وأوضح كروبي، الذي تفرض عليه السلطات الإقامة الجبرية منذ 13 عامًا، في بيان إلى مؤتمر حزب الثقة الوطني (اعتماد ملي) الإصلاحي، أن “جميع الطرق مغلقة للمشاركة في الانتخابات، رغم مزاعم الحكام بشأن الدعوة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية”.

اقرأ أيضًا: وسط مخاوف واتهامات.. بدء تفعيل قانون «مراقبة الحجاب» في إيران

ربما يعجبك أيضا