التغير المناخي بالقطب الشمالي يهدد الحيتان الرمادية

شح الموارد الغذائية الناجمة عن تغير المناخ تدفع الحيتان الرمادية إلى الهجرة العكسية

بسام عباس

كشفت دراسة حديثة النقاب عن أن الحيتان الرمادية تمر بدورات كبيرة من “الازدهار والكساد” استجابة لظروف القطب الشمالي المتغيرة.

ولاحظ العلماء 3 حالات نفوق كبيرة في أعداد الحيتان الرمادية في شرق شمال المحيط الهادئ، منذ الثمانينيات، وأدت إلى انخفاض أعداد الحيتان الرمادية بنحو 25% في غضون بضع سنوات فقط.

منافسة على الموارد

قال موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الأحد 29 أكتوبر 2023، إن باحثين من جامعة ولاية أوريجون الأمريكية، لاحظوا أن الحيتان الرمادية في شرق شمال المحيط الهادئ يهددها شح الموارد الغذائية، ما يجعلها أكثر عرضة للتغيرات البيئية بسبب المنافسة على الموارد.

وأضاف الموقع أن الظروف القاسية في القطب الشمالي التي تسببت في نفوق اثنين من الكائنات الحية في الثمانينيات والتسعينيات لم تكن دائمة، وسرعان ما انتعشت أعداد الحيتان مرة أخرى عندما أصبحت الظروف مواتية.

صدمات سريعة وكبيرة

أوضح الموقع أن هذه التقلبات المناخية تؤثر بشدة في توفر فرائس الحيتان الرمادية في القطب الشمالي، فلا تستطيع الوصول إلى مناطق تغذيتها بسبب الجليد البحري، ما يعرضها لصدمات سريعة وكبيرة.

وأفاد بأن نحو 14500 حوت رمادي شرقي شمال المحيط الهادئ يهاجر هجرة سنوية مثيرة للإعجاب لمسافة 12 ألف ميل على طول ساحل المحيط الهادئ، وتنتقل من المياه الدافئة قبالة سواحل المكسيك خلال فصل الشتاء إلى مياه القطب الشمالي الباردة والغنية بالمغذيات من أجل التغذية في الصيف.

وأضاف أن مركز علوم مصايد الأسماك التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بجنوب غرب كاليفورنيا راقب لسنوات هذه التحركات، ما جعل الحيتان الرمادية في شمال شرق المحيط الهادئ من بين مجموعات الحيتان الكبيرة الأكثر بحثًا على نطاق واسع على مستوى العالم.

تهاجر الحيتان الرمادية جنوبًا بين مناطق تغذيتها الصيفية في القطب الشمالي وبحيراتها الشتوية في المكسيك.

تهاجر الحيتان الرمادية جنوبًا بين مناطق تغذيتها الصيفية في القطب الشمالي وبحيراتها الشتوية في المكسيك.

تراجع الموارد الغذائية

وجد تحليل فريق البحث، الذي ربط البيانات طويلة المدى عن الحيتان الرمادية مع المعلومات البيئية في القطب الشمالي، روابط بين “أحداث الوفيات غير العادية” في عامي 1999 و2019 وعوامل مثل مستويات الجليد البحري ومصدر غذاء القشريات للحيتان.

وعلى الرغم من أن الفترات المغطاة بالجليد الأقصر في القطب الشمالي تبدو في البداية مفيدة للحيتان، إلا أن هذا الاتجاه، الذي تسارع بسبب تغير المناخ، يؤثر على تراجع الموارد الغذائية، وتؤدي التيارات الأسرع إلى تقليل الموائل الطبيعية من القشريات التي تعتبر فرائس الحيتان المفضلة.

ربما يعجبك أيضا