الثنائي ساسكس ضد فيسبوك لأجل وجه أكثر إنسانية للتكنولوجيا

أماني ربيع

أماني ربيع

لم يستغرق الأمير هاري وزوجته دوقة ساسكس ميجان ماركل وقتا طويلا، قبل أن يجدا لأنفسهما دورا في الحياة الاجتماعية بالولايات المتحدة، وفي خضم الاحتجاجات التي طالت شوارع الولايات المتحدة تنديدا بقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد شرطي عنصري، وما أفرزه ذلك من غضب شعبي واسع ضد العنصرية في التعامل مع ذوي البشرة السمراء في أمريكا، بدأ الثنائي في دعم المؤسسات التي تناهض العنصرية وتدعم قضايا الملونين.

ومؤخرا وجه هاري وميجان دعمهما لحملة “Stop Hate For Profit”، والتي تطالب بمقاطعة عالمية لإعلانات فيسبوك بعد فشل عملاق التكنولوجيا في معالجة المحتوى المسيء والمحرض على الكراهية، ونشر المعلومات المضللة، وذلك تضامنا مع تحالف منظمات الحقوق المدنية في أمريكا.

 

وسوف يسخر الثنائي الملكي كل طاقتهما للتوعية بشان الحد من خطاب الكراهية عبر الإنترنت، والتعاون مع جماعات الحقوق المدنية والعرقية المختلفة، بعد أن أصبحت هذه القضية ملحة في المجتمع الأمريكي والعالم أجمع، وبدأ الكثير من المشاهير في تشجيع المدراء التنفيذيين بكبرى الشركات للضغط على فيسبوك والتضامن مع تحالف من مجموعات العدالة المدنية والعنصرية مثل NAACP، ولون التغيير، وغيرها من المؤسسات التي تسعى لإحداث تغيير جذري فيما يخص قواعد النشر على الإنترنت.

وقال مصدر مقرب من الدوق والدوقة، إنهما يحاولان وضع أسس لجعل صناعة التكنولوجيا أكثر إنسانية، وليست مجرد مؤسسات للربح، وكان من ضمن ذلك مشروعهما المستمر فيما يخص دعم الصحة العقلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويحاولان من خلال مؤسستهما ” Archewell ” أن يرفعوا الوعي فيما يخص خطاب الكراهية والتطرف، والعنف المنتشر عبر الإنترنت.

وبدأ الثنائي بالفعل في إجراء محادثات مختلفة مع عدد من القادة والمؤثرين فيما يتعلق بقضية ذوي البشرة السمراء في أمريكا، من أجل تحقيق العدالة العرقية، ومساواة السود أمام القانون، وسن تشريعات حقيقية تعالج الأمر، ووقف التربح عبر خطاب الكراهية من خلال الإعلانات التي تحفز على التطرف والتحيز مع فئة معينة ضد أخرى.

وشكرت منظمة NAACP وهي أحد أوائل المنظمات الخاصة بالحقوق المدنية في أمريكا هاري وميجان لدعمهما المستمر لقضية العرق في أمريكا، وقالت النمنظمة في تغريدة عبر الحساب الرسمي على تويتر “إنهما يجسدان نوع القيادة الذي يلبي اللحظة”.

ونجحت حملة “Stop Hate For Profit” في حشد الكثير من التأييد من قبل المشاهير منذ إطلاقها يوم 17 يونيو، وطالبوا المعلنين عبر منصتي فيسبوك وإنستجرام لوقف إنفاقهم على الإعلانات، حتى تتعامل فيسبوك بشكل صارم مع المحتوى العنصري عبر جميع منصاتها.

وبحسب موقع “هاربر بازار” الأمريكي، قال المتحدث باسم منظمة “لون التغيير”: إن خطاب الكراهية يؤدي إلى قمع النخابين وتزييف أصواتهم، وإسكات الأصوات السوداء، وفي أكثر من مرة رفضت فيسبوك تحمل المسؤولية عن الكراهية والتمييز العنصري الذي يتزايد بشكل مستمر عبر منصاتهم، وتحقق الشركة ما يزيد عن 70 مليار دولار سنويا بفضل الاستمرار في نشر المحتوى العنصري.

واعتبر المتحدث أن استمرار الشركات في نشر إعلانتهم عبر منصة تغذي الكراهية والتعصب، هو دعم ضمني للهجمات التي تتم ضد السود.

ونجحت الحملة في حشد شركات مثل:  Verizon وUnilever وCoca Cola وBen & Jerry’s التي قامت جميعها بالانضمام إلى المقاطعة، وخسرت شركة فيسبوك حتى الآن نحو 7 مليارات دولار، نتيجة خسارة مبيعات الإعلانات.

وتسعى الحملة إلى إدانة فيسبوك بتهمة التحريض على العنف ضد المتظاهرين الذي يحتجون على التعامل العنصري مع السود، في أعقاب مقتل جورج فلويد وبرونا تايلور، وتوني ماكاد، وأحمود أربيري، وريشارد بروكس، وغيرهم، بالإضافة إلى اعتبار Breitbart News مصدرا موثوقا به للأخبار، وThe Daily Caller مدققا للحقائق، رغم أن كلا الأمرين لديهما تاريخ في العمل مع القوميين البيض المحرضين على التعصب.

وتحاول الحملة تقديم المزيد من الدعم للأشخاص الذين اصبحوا هدفا للدعاية المتطرفة، ووضع نهاية للتربح عبر نشر المعلومات المضللة، وجعل مجتمع فيسبوك أكثر أمانا، عبر توفير مشرف من فيسبوم لكل مجموعة بها أكثر من 15 عضوا.

وقال مصدر يعمل مع الثنائي ساسكس، إنهما يشعران بوجود ضرورة ملحة لجعل الإنترنت مساحة للتواصل تحددها الرحمة وليس الكراهية والحقائق وليس التضليل، والعدالة بدلا من الظلم، وأنهما قاما بمحادثات مع مدراء تنفيذيين بشركات الملابس والمشروبات والسلع الغذائية وغيرها منا لمنتجات لحثهما على التضامن مع الحملة.

ربما يعجبك أيضا