الحمل يسبب شيخوخة خلايا المرأة.. والولادة ينبوع وراثي للشباب

يسبب إنجاب الأطفال ضغطًا كبيرًا، ويؤثر على جميع أجزاء جسم المرأة، وعلى الرغم من التكاليف الصحية للأمومة، لا يوجد معيار لقياس المحاسبة البيولوجية المطلوبة من الأم أثناء الحمل.

واكتشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ييل الأمريكية وسائل مبتكرة لفهم القوى الكامنة وراء شيخوخة الخلايا أثناء الحمل وبعده.

شيخوخة الخلايا

أوضح موقع (Science Alert)، في تقرير نشره، أمس الثلاثاء 26 مارس 2024، أن الأبحاث التي أجريت على الحمض النووي البشري وتراكم التعديلات الجزيئية بمرور الوقت، وهي ظاهرة توصف بالشيخوخة البيولوجية، أظهرت الجهد الهائل الذي تبذله النساء أثناء الحمل وتأثير ذلك على خلايا الجسم، ويضيف سنوات من التغييرات إلى خلايا الإنجاب.

وأضاف أن العمر البيولوجي يمكن أن يتوقف، بل ويعود إلى الوراء بمجرد انتهاء الأوقات العصيبة، ويوضح تحليل حديث لعينات دم مأخوذة من 119 امرأة في مراحل مختلفة من الحمل وبعد الولادة “الانعكاس الواضح للشيخوخة البيولوجية ” بعد الولادة، فبعض الأمهات المرضعات شهدن ينبوعًا وراثيًا للشباب، وانعكس عمرهن البيولوجي لما قبل الحمل.

ساعة قياسية للشيخوخة

ذكر الموقع أن علم الوراثة اللاجينية يمكن أن يكون بمثابة نوع من الساعة القياسية للشيخوخة، ما يسمح بمقارنة الحالة الوظيفية بين الأفراد المختلفين، ويمكن أن تؤدي الحياة المؤلمة ذات التغذية المحدودة أو الخوف أو اعتلال الصحة إلى تعديلات على المادة النووية للخلية، مقارنة بشخص عاش طفولة مليئة بالحب والطعام الجيد.

وأوضح أن الدراسة، التي نشرتها مجلة (Cell Metabolism) كشفت أن خلايا الأم تضيف ما يقرب من 2.5 سنة من التعديلات اللاجينية في 18 أسبوعًا فقط من الحمل، والتي تغطي الفترة المبكرة إلى أواخر الحمل، ولم تسهم زيادة الوزن أثناء الحمل في التغير اللاجيني، رغم ارتباط مؤشر كتلة الجسم للأم قبل الحمل بزيادة شيخوخة الخلايا أثناءه.

وفي حين أن الليالي الطوال، وآلام الظهر، وتغيير الحفاضات لها ضغوطها الخاصة، فإن الولادة تمثل راحةً لجسم الأم، ما يقلل من العمر البيولوجي بما يصل إلى 3 أضعاف مقدار العمر الذي زاد في وقت مبكر حمل، وأن التغيرات اللاجينية بعد الولادة يمكن أن تصل إلى عمر بيولوجي أصغر بكثير مما كان في بداية الحمل.