ليبيا تطوي صفحة الخلافات.. البرلمان يفتح الطريق أمام الحكومة الجديدة

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

حظيت ليبيا اليوم بدفعة نحو السلام وإعادة الاستقرار السياسي عقب سنوات من الحروب الأهلية والتناحرات القبلية والتدخلات الدولية التي أودت بالبلد الغنية بالموارد النفطية نحو قاع الفساد والحروب والتشرذم، وأرض خصبة للمليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية لأكثر من عقد من الزمان.  نالت تلك اللحظة الفارقة في حياة ليبيا التهنئة والامتنان، ليس فقط من الأطراف الليبية في الشرق والغرب، وإنما من قبل العديد من الدول الإقليمية والمنظمات الدولية.

البرلمان الليبي يصوت بالموافقة

صوّت البرلمان الليبي، المنقسم منذ فترة طويلة، اليوم الأربعاء، بالموافقة على حكومة وحدة وطنية انتقالية مكلفة بتوحيد البلاد، بعد عقد من الفوضى والعنف، والإشراف على إجراء انتخابات في ديسمبر، في إطار خطة سلام تدعمها الأمم المتحدة.

وتمثل موافقة البرلمان على حكومة رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، بتأييد 132 صوتاً ومعارضة صوتين في جلسة عقدت في سرت، أكبر فرصة تسنح منذ سنوات لإيجاد حل للصراع الليبي.

وقال الدبيبة للبرلمان فيما بعد «من خلال هذا التصويت، تبين أن الليبيين وحدة واحدة»، وحث المواطنين على الوفاق، قائلاً «افتحوا قلوبكم لبعضكم وانسوا الأحقاد».

لكن لا تزال هناك عقبات كبرى إذ أثارت الطريقة التي جرى بها تعيين الدبيبة والحجم الكبير لحكومته انتقادات في ليبيا واتهامات بالفساد واستغلال النفوذ قد يستخدمها من يريدون التشكيك في شرعيته.

ويشكل تعديل الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في 2021 تحدياً بالغاً على الرغم من أن كل الأطراف ألزمت نفسها بتحقيق ذلك.

خارطة الطريق

حث رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح خلال إعلانه نتيجة تصويت الأعضاء، رئيس الحكومة الليبية على الالتزام بخارطة الطريق وإجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر في 24 ديسمبر 2021.

وتابع عقيلة صالح خلال كلمته أثناء منح الثقة للحكومة، أن “التصويت على منح الثقة للحكومة هو يوم تاريخي في ليبيا”، مضيفا أن الحكومة ستؤدي اليمين الدستورية في مدينة بنغازي الاثنين المقبل.

وأكد الدبيبة على العمل بكل جهد لدعم المصالحة الوطنية مع المجلس الرئاسي، متعهداً بالتعاون مع المفوضية العليا للانتخابات، وإنجاز الاستحقاق الدستوري والانتخابي في الموعد المحدد.

 وقال: “لا مركزية للدولة ولا مركزية للأقاليم، مشدّداً على أنّ الأمّة الليبية ما زالت بحاجة إلى نوابها، لأنّ الكثير من الاستحقاقات ما زالت تنتظرهم، بداية من إقرار الموازنة الموحدة، وقانون الاستفتاء أوّلاً، وصولاً إلى قانون فعّال للحكم المحلي، ومن ثمّ الانتخابات.

العالم يهنأ ليبيا

رحبت الأمم المتحدة والعديد من دول العالم اليوم، بمنح مجلس النواب الليبي، الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، بعد أن وافق النواب الليبي في وقت سابق اليوم، على منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية بأغلبية كبيرة.

وهنأت الإمارات، ليبيا حكومةً وشعباً، بمنح مجلس النواب الليبي الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، متمنية لهم التوفيق في أداء مهامهم ومسؤولياتهم لتحقيق تطلعات الشعب الليبي، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط .

ونقلت الإمارات تهانيها وتقديرها للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، وأعضاء بعثة الأمم المتحدة، الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، مؤكدة دعمها الكامل لما تبقى من مسارات خاضعة لإشراف بعثة الأمم المتحدة لإتمام خارطة الطريق.

ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بمنح الثقة لحكومة موحدة جديدة، مهنئة الشعب الليبي بهذا الإنجاز التاريخي، مشيدة بقيادة مجلس النواب وأعضائه على اجتماعهم التاريخي اليوم، ودعم مصالح، وطنهم، وشعبهم، قائلة: «بات لليبيا فرصة حقيقية الآن للمضي قدما نحو الوحدة والاستقرار والمصالحة واستعادة سيادتها بالكامل».

وهنأ رئيس تونس قيس سعيد خلال اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية محمد المنفي، بمناسبة نيل حكومة الوحدة ثقة مجلس النواب بالأغلبية.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي في بيان، إن الاتصال «بحث أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وزيادة التنسيق والتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك».

وعلى الصعيد العالمي، هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ونقلت السفارة الفرنسية في ليبيا، تهاني ماكرون وأمنياته بنجاح الدبيبة «من أجل ليبيا، موحدة ومستقرة وذات سيادة ومزدهرة ومتجهة نحو الانتخابات».

ربما يعجبك أيضا