الذعر يعود لأسواق العالم.. بنك «فيرست ريبابليك» على حافة الانهيار

ولاء عدلان
فيرست ريبابليك

شهدت ودائع فيرست ريبابليك موجة نزوح لتتراجع إلى 104.5 مليار دولار بنهاية مارس الماضي.


تتعرض أسهم بنك فيرست ريبابليك لضربات قاسية، منذ إعلانه خسارة ودائع بأكثر من 100 مليار دولار خلال الربع الأول من 2023.

وتراجعت مؤشرات وول ستريت أمس الثلاثاء 25 إبريل 2023 بأكثر من 1% وسط تصاعد المخاوف بشأن صحة القطاع المصرفي الأمريكي، في أعقاب اندلاع أكبر أزمة مصرفية منذ العام 2008 التي فجرها انهيار بنك سيليكون فالي الشهر الماضي.

خسائر قوية لسهم «فيرست ريبابليك»

هوت أسهم بنك فيرست ريبابليك، أمس الثلاثاء، بنحو 50% ليرفع خسائره منذ بداية العام إلى أكثر من 93%، وواصل السهم تراجعه خلال تعاملات ما قبل الافتتاح، اليوم الأربعاء، ليتداول عند مستويات 7 دولارات، بانخفاض قدره 13.6% بحلول الساعة الـ09:00 صباحًا بتوقيت الولايات المتحدة.

وأعلن، البنك الذي يعد واحدًا من أكبر البنوك التجارية في أمريكا، تراجع ودائعه خلال الربع الأول من العام الحالي 2023 بنحو 41% إلى 104.5 مليارات دولار، رغم تلقيه دعمًا بـ30 مليار دولار من 11 بنكًا، مقابل توقعات لمحللي وول ستريت بانخفاض أقل حدة إلى مستوى 145 مليار دولار، وفق ما نقلته شبكة «سي إن بي سي».

حركة سهم فيرست ريبابليك

حركة سهم فيرست ريبابليك على مدار 5 أيام حتى تاريخه

مخاوف الأزمة المصرفية تعصف بالأسواق

تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 1.6%، أمس، ليسجل أعلى خسارة يومية له في شهر، وسط تصاعد مخاوف الأسواق بشأن أزمة بنك فيرست ريبابليك، على إثر انهيار 3 بنوك في أسبواع واحد، الشهر الماضي، هي سيليكون فالي، وسيجنتشر وسيلفرجيت، نتيجة أسباب تتعلق بالإعسار وخسائر ناجمة عن رفع أسعار الفائدة، ما ينذر بأزمة أكبر تعتري القطاع المصرفي الأمريكي.

وتراجع أمس أيضًا مؤشر ناسداك المركب 2%، وانخفض مؤشر داو جونز 1.02%، مسجلًا أكبر خسارة يومية في أكثر من شهر، وفي أوروبا هبط مؤشر ستوكس 600 القياسي 0.4%، بضغط من تراجع قطاع البنوك بأكثر من 2%.

وواصلت الأسهم الأوروبية تراجعها، صباح اليوم، ليتراجع ستوكس 600 بنحو 0.5% بحلول الساعة 07:02 بتوقيت جرينتش مع تراجع قطاع البنوك بالنسبة نفسها، وفي اليابان أغلق مؤشر نيكي منخفضًا 0.7% وخسر مؤشر توبكس 0.9%، في المقابل ارتفعت العقود الآجلة للذهب بحلول الساعة 00:42 بتوقيت جرينتش إلى 2010.2 دولار للأوقية، وسط إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.

اقرأ أيضًا| الأسهم الأمريكية تتراجع وسط تصاعد مخاوف الأزمة المصرفية

بداية الأزمة

في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي في 10 مارس الماضي، شهدت ودائع فيرست ريبابليك المعروف بتقديم خدماته للأثرياء ودعم شركات التكنولوجيا موجة نزوح، لتتراجع من نحو 173.5 مليار دولار في 9 مارس، إلى 104.5 مليار دولار بنهاية الشهر نفسه.

ولسنوات طويلة، حقق البنك الشهير أرباحًا من تقديم قروض ميسرة للأثرياء، إلا أن موجة التشديد النقدي التي بدأها مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) مارس 2022، وصولًا إلى أزمة بنك سيليكون فالي، قلبت المشهد رأسًا على عقب.

وخلال الأسبوع المنتهي في 15 مارس الماضي، أي بالتزامن مع أزمة سيليكون فالي، تراجعت ودائع البنوك الأمريكية بنحو 98.4 مليار دولار كضربة بداية فقط، ليتواصل هروب الودائع مع مرور قرابة الشهر، فخلال الأسبوع المنتهي في 12 إبريل تراجعت الودائع بنحو 76.2 مليار دولار.

فيرست ريبابليك

هروب الودائع من فيرست ريبابليك – بلومبرج

«فيرست ريبابليك» يبحث عن حلول

قال المدير المالي لبنك فيرست ريبابليك نيل هولاند في بيان الاثنين الماضي إن فيرست ريبابليك واجه في أعقاب إغلاق عدة بنوك في مارس الماضي، تدفقا غير مسبوق للودائع، وأشار البيان إلى أن البنك يدرس خيارات استراتيجية عدة لحل الأزمة دون المزيد من التفاصيل.

الشهر الماضي حصل بنك فيرست ريبابليك على دعم 11 مصرفاً بقيادة جي بي مورجان ضخوا في خزينته ودائع بـ 30 مليار دولار، وذكرت تقارير إعلامية أن إدارة البنك تسعى لإقناع هذه البنوك بالتدخل مرة أخرى، كما تدرس بيع بعض الأصول بما فيها الرهون العقارية ذات الفائدة المنخفضة.

ذكر تقرير لصحيفة فايننشال تايمز اليوم الأربعاء أن إدارة فيرست ريبابليك بدأت منذ أسابيع البحث عن مشترين محتملين لجزء من أصول البنك، لكنها تكافح لإقناعهم، وسط تصاعد المخاوف بينهم من تحمل الكثير من المخاطرة واحتمالات فشل خطة الإنقاذ.

وتسعى إدارة البنك لبيع أصول بنحو 100 مليار دولار مع منح المشترين المشترين حوافز مثل الضمانات أو الأسهم المفضلة، وأيضا تشمل التحركات الأخرى المحتملة تحويل جانب من ودائع البنك الكبرى إلى حقوق ملكية، وفق وكالة بلومبرج والجارديان.

اقرأ أيضا صفقة تاريخية تسدل الستار على أزمة بنك «كريدي سويس»

أيام حاسمة

تتجاوز أصول فيرست ريبابليك 212 مليار دولار، وفي نهاية العام الماضي كان سهمه يتداول عند مستويات 121.9 دولار، وستكون الأيام المقبلة حاسمة في تاريخه، حال فشل في الوصول إلى حل لأزمة السيولة المحتدمة.

ويسعى البنك للحصول على دعم الحكومة الأمريكية، وحسب تقرير لصحيفة فيننشال تايمز، تواصل مسؤولون من الاحتياط الفيدرالي ووزارة الخزانة مع إدارة فيرست ريبابليك، خلال الفترة الأخيرة، وسط تصاعد المخاوف بشأن احتمالات انهيار مصرفي جديد، وموجة نزوح الودائع التي تشهدها البنوك التجارية منذ مارس.

وقال رئيس قسم بنوك أمريكا الشمالية في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، كريستوفر وولف، في تصريح لوكالة رويترز إن الخيارات لإنقاذ فيرست ريبابليك صعبة للغاية، وقد تكون مكلفة، خاصة للمساهمين، وقد تستدعي تدخلًا حكوميًّا لتحمل هذه التكلفة.

حركة سهم فيرست ريبابليك خلال 2022

حركة سهم فيرست ريبابليك خلال 2022

اقرأ أيضًا| وسط توقعات انحسار موجة التشديد النقدي.. هل تشهد «وول ستريت» مفاجآت جديدة؟

ربما يعجبك أيضا