العالم يترقب.. موجة ثانية لكورونا أشد خطرًا من الإنفلونزا الإسبانية

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

لا يزال فيروس “كورونا” يتجول في كافة أنحاء العالم مخلفًا وراءه أكثر من 29 مليون إصابة، و925.613 حالة وفاة، وسط ارتفاع كبير في أعداد الإصابات خلال الـ24 ساعة الماضية لاسيما في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ما ينذر بموجة انتشار ثانية على الأبواب.

وحذر وزير الصحة البريطاني، ماثيو هانكوك، من مخاطر انتشار الموجة الثانية بسبب “خرق الشباب لإجراءات الوقاية من الوباء”، فيما أعلنت هيئة الخدمات الصحية، أنّ هناك موجة تفشّ ثانية، موضحة أنّ “حالات الإصابة بكورونا تتضاعف كل سبعة أيام تقريبا، ما أدى إلى حالة من التوتر لدى الإدارات الصحية المعنية”.

وبدورها، سجلت فرنسا عشرة آلاف إصابة بفيروس كورونا المستجد  في غضون 24 ساعة، في الوقت الذي تخطت فيه بريطانيا 3 آلاف إصابة يومية، بينما أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية عن 46 ألف إصابة جديدة.

وعلى غرار دول  أوروبا، تعيش الدول العربية على وقع مخاوف تجدد تفشي الفيروس، وسط إحصائيات تشير الى أن الوباء ماض في الانتشار، وبوتيرة أسرع من أي وقت مضى.

وشهدت عدة دول عربية، ارتفاعا مفاجئا في أعداد الإصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية، لم تشهدها منذ بداية انتشار المرض، أبرزها 4106 حالة جديدة في العراق، 2234 حالة جديدة في المغرب، 747 حالة جديدة في البحرين،  643 إصابة جديدة في السعودية، 546 إصابة جديدة في لبنان، و376 إصابة جديدة في تونس.

وتستعد الحكومات لاتخاذ تدابير جديدة للحد من انتشار الفيروس، قد تكون أكثر قساوة، إذ تتجه فرنسا إلى إعلان “قرارات صعبة” لمواجهة وضع وصف بأنه “مقلق جدا”.

صدمة من أكسفورد

وفي خضم السباق العالمي لإيجاد علاج لكورونا، حذر عالم بارز بجامعة أكسفورد البريطانية، من أن اللقاح الذي تعمل الجامعة على إنتاجه لمواجهة فيروس كورونا، لن يكون جاهزًا في الوقت المناسب لمواجهة موجة ثانية قد تحدث في جميع أنحاء العالم.

ووفقا لما ذكرته صحيفة “ميرور” البريطانية، يقول السير جون بيل -68 عامًا، وهو أستاذ الطب بجامعة أكسفورد- إن غالبية اللقاحات تستغرق حوالي ثماني سنوات لتطويرها، بينما يستمر البحث في لقاح كوفيد، لمدة ثمانية أشهر فقط حتى الآن.

وقال مدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، مايكل راين، “رغم كل الجهود المبذولة من أجل التوصل الى لقاح آمن، نهاية الوباء “لن تأتي بسرعة”.

من جانبه ندّد مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بـ”نقص التضامن”، طالبًا تشكيل “قيادة عالمية، لا سيما من القوى الكبرى، لهزم الجائحة”.

الموجة الثانية لا تشبه إنفلونزا 1918

يصادف اليوم الذكرى السنوية لوباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، لكن الموجة الثانية التي يشهدها العالم حاليا لتفشي وباء كورونا لا تشبه ما شهده العالم عام 1918، لأن الموجة الثانية تشبه، بشكل أكبر، تفشيات محلية شديدة.

وتقول صحيفة “التليجراف”: إن رئيس الوزراء البريطاني السابق لويد جورج أصيب بالإنفلونزا الإسبانية عام 1918 ضمن المصابين في الموجة الثانية لتفشي الوباء السابق والذي حصد أرواح الملايين، وإن لندن بمفردها شهدت 12 ألف حالة وفاة في الموجة الثانية للإنفلونزا الإسبانية التي حلت في شتاء 1918 بما يعادل 10 أضعاف وفيات الموجة الأولى التي ضربت في صيف العام نفسه.

وتوضح الصحيفة، أن العالم شهد وفاة أكثر من 40 مليون إنسان خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية أغلبهم سقطوا خلال “الأشهر السود” وهي الأشهر التي شهدت موجة التفشي الثانية على مستوى العالم مقارنا ذلك بالتفشيات المحلية لكورونا التي تشهدها حاليا عدة مناطق بينها مقاطعات شمالي بريطانيا.

ويقول: “يجب أن نتساءل هل نشهد حاليا نمطا متوقعا للموجة الثانية من وباء كورونا، وهل تكون أكثر فتكا من الموجة الأولى كما كانت الموجة الثانية للإنفلونزا الإسبانية؟ حسنا طبقا لرأي الدكتور دافيد نابارو المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية لمواجهة فيروس كورنا، فالإجابة على الشق الأول من السؤال هي نعم”.

وتشير الصحيفة إلى أن بريطانيا حاليا تشهد إصابات جديدة كل يوم تتخطى الثلاثة آلاف إصابة وهو معدل مقارب لما كان يحدث في الموجة الأولى، ورغم ذلك لم يرتفع معدل الوفيات بعد إلى نفس المستوى بسبب أن أغلب الإصابات الجديدة تقع بين الشباب، بينما في نيويورك التي شهدت أغلب حالات الوفاة في الولايات المتحدة في الموجة الأولى لم تشهد بعد تصاعدا جديدا في عدد حالات الإصابة، لكن الأمر لا ينطبق على مناطق أخرى مثل ولايات ميسوري وكاليفورنيا وتكساس وفيرجينيا.

وتخلص الصحيفة إلى أن مقارنة نمط التفشي بين وباءي كورونا والإنفلونزا الإسبانية ربما يقودنا إلى نتائج خادعة لأنه في الغالب ما يحدث حاليا يشير إلى أننا لن نشهد تفشيا ثانيا عاما على مستوى العالم لكن مجموعة تفشيات محلية أو إقليمية.

للاطلاع على الموضوع الأصلي اضغط هنا 

ربما يعجبك أيضا