العواصف الغبارية.. قضية مشتركة بين إيران ودول جوارها

يوسف بنده

تمثل العواصف الغبارية قضية مشتركة بين إيران ودول جوارها، ولكن عند معالجتها تظهر الخلافات بسبب مسألة السدود والأنهار.


تعاني إيران جفافًا غير مسبوق وواسع الانتشار منذ عدة سنوات بفعل التغير المناخي، وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.

وتواجه دول الجوار معها خطر العواصف الترابية السامة بسبب جفاف المستنقعات والبحيرات، خاصة بمنطقة الأهوار بين إيران والعراق. ويمثل مؤتمر المناخ «COP28» الذي تستضيفه الإمارات هذا العام، فرصة لتعزيز جهود مناقشة أثر التغييرات المناخية في البيئة وحياة الإنسان.

14020203000111 Test PhotoN

رئيس منظمة حماية البيئة في إيران، علي سلاجقة

مؤتمر للغبار

أعلن مساعد الرئيس الإيراني، علي سلاجقة، أن إيران ستستضيف الملتقى الدولي للغبار والعواصف الترابية، الصيف المقبل، بمشاركة أكثر من 20 دولة حول العالم. وحسب تقرير وكالة فارس، 23 إبريل، فقد أفاد سلاجقة وهو رئيس منظمة حماية البيئة في إيران، أنه جرى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لانعقاد هذا الملتقى.

وجرى توزيع التعليمات لجميع الدوائر في المحافظات الإيرانية، بهذا الصدد. وأضاف: “أجرينا مشاورات مع وزارة الخارجية لاستضافة هذا الملتقى الذي سوف يعقد في إحدى المدن الإيرانية”، ولم يحدد في أي مدينة سيجري الملتقى.

وشدد سلاجقة على أن إحدى أهم خصوصيات انعقاد الملتقى في إيران، هي تأسيس منظمة دولية وإقليمية لحماية البيئة في إيران.

اقرأ أيضًا: قحط في الأرض وغبار في الهواء.. إيران تواجه سنوات عجاف

العواصف الغبارية

العواصف الغبارية

قضية إقليمية

تمثل قضية الجفاف والغبار قضية إقليمية مشتركة بين إيران ودول الخليج العربي، بالإضافة إلى دول جوار مثل العراق وتركيا وسوريا، فعند هبوب العواصف تتوقف الحياة في إيران ويمتنع الطلاب عن الذهاب إلى المدارس وتمتلئ المستشفيات بالمصابين بحساسية الأنف والصدر وضيق التنفس.

وفي الخليج أيضًا، تتسبب العواصف الغبارية في الضرر للملايين بخلاف الأضرار المادية التي تجاوزت مليارات الدولارات، فتتوقف الملاحة الجوية والأنشطة السياحية والتجارية، وتختفي ناطحات السحاب الشاهقة في مدن مثل دبي والمنامة، خلف ستارة من الغبار.

اقرأ أيضًا: ماذا قدَّمت الإمارات لتعزز الاستدامة البيئية في العالم؟

وقد وقّعت إيران مع دول خليجية، منها الكويت والإمارات، مذكرات تفاهم للتعاون البيئي ومكافحة العواصف الترابية والغبار، فقضية العواصف الترابية والغبار مسألة يعانيها الكثير من الشعوب، وتستدعي التعاون الإقليمي بنحو يلاحق بؤر هذه الظاهرة.

اقرأ أيضًا: أشدها في العراق.. «العواصف الحمراء» تجتاح دولًا عربية وخليجية

توقف الحياة اليومية بسبب العواصف الغبارية

توقف الحياة اليومية بسبب العواصف الغبارية

القحط المتهم الأول

المتهم الأول وراء هذه العواصف الغبارية هو الجفاف والقحط، بسبب انخفاض مستويات هطول الأمطار، بعد التغيرات المناخية، فضلًا عن سوء إدارة الموارد المائية. وأدى نقص المياه إلى ارتفاع ملوحة التربة والتصحر وارتفاع مستوى الغبار في الجو بما يهدد الحياة الزراعية والصحية والاقتصادية.

وتثير معالجة مصدر الغبار خلافات بين دول المنبع والمصب لنهر دجلة والفرات، إيران وتركيا والعراق وسوريا، بسبب مسألة إقامة السدود وعدم التوزيع العادل لحصص المياه، فتتهم إيران السدود التركية بالتسبب في نقص المياه عن أهوار العراق بما يرفع مستوى الغبار.

وتتهم العراق إيران هي الأخرى بمنع صب أنهارها في مستنقعات الأهوار، في حين أن تركيا ترجئ سبب الأزمة إلى الصحراء الإفريقية.

اقرأ أيضًا: جفاف مائي وظواهر متطرفة.. ماذا تعني التغيرات المناخية بالنسبة لجنوب إفريقيا؟

ربما يعجبك أيضا