الغاز النيجيري يسبب توترًا إضافيًّا بين الجزائر والمغرب.. كيف تتأثر أوروبا؟

ضياء غنيم
الغاز ساحة محتملة للتوتر

تصريحات متباينة لوزير النفط النيجيري الذي تمتلك بلاده نحو 600 تريليون قدم مكعبة احتياطي غير مؤكدة.. ما موقف المغرب وإسبانيا؟


وجهت العقوبات الغربية على روسيا الأنظار إلى دول شمال وغرب إفريقيا، للتزود بالغاز والنفط بديلًا عن الخام الروسي، وعلى رأسها نيجيريا.

وبينما يسعى الغرب لتحرك المياه الراكدة في مشاريع نقل الطاقة إلى أوروبا، يظل الغاز النيجيري سببًا إضافيًّا للتوتر في المنطقة المغاربية، على خلفية تنافس اقتصادي وجيوسياسي محموم بين الجزائر والمغرب.

الغاز النيجيري محط أنظار الجزائر

حسب موقع الطاقة، خاضت الجزائر مباحثات مع أبوجا منذ 2002 لمد الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر أراضيها مرورًا بالنيجر، والمعروف بخط أنابيب الغاز العابر للصحراء (TSGP) ومن المتوقع أن يمتد بطول 4128 كيلومترًا لنقل 30 مليار متر مكعب بتكلفة 20 مليار دولار، ووقع الجانبان اتفاقًا رسميًّا في 2009.

وفي 17 إبريل 2022 أعلنت نيجيريا تأجيل مشروع خط أنابيب نقل الغاز المعروف بـ”إيه كيه كيه” AKK الذي سيربط بين آجاوكوتا – كادونا وكانو إلى الربع الأول من عام 2023، دون أن تحدد مسار الخط. واشتعل التنافس بين الجزائر والمغرب مؤخرًا نتيجة قطع الغاز عن الرباط وتطلع الجزائر إلى سد احتياجات أوروبا من الغاز في أعقاب الحرب في أوكرانيا،.

اتفاق نيجيري مغربي

في 3 مايو الحالي، أحيا تصريح وزير النفط النيجيري، تيميبري سيلفا، مشروع أنبوب الغاز الساحلي “أوف شور” إلى أوروبا مع المغرب، مبرزًا بحث البلدين عن تمويل لثاني أطول أنبوب غاز عالميًّا، بناءً على اتفاق مبدئي بين الرئيس محمد بخاري، والملك محمد السادس، في ديسمبر 2016، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

وتقدر تكلفة الخط الإجمالية بـ25 مليار دولار بطول 5 آلاف و660 كيلومترًا، ويستكمل مسار الغاز المار بكل من بنين وتوجو وغانا منذ 2010، ليمتد إلى سيراليون وساحل العاج وليبيريا والسنغال وجامبيا وغينيا وغينيا بيساو وموريتانيا، وصولًا إلى المغرب ومنها إلى إسبانيا، لنقل ما بين 30 و40 مليار متر مكعب سنويًّا إلى الأسواق الأوروبية، حسب موقع الطاقة.

أوروبا على خط التوتر

بالتوازي مع التطور السريع لإعادة تطبيع علاقات إسبانيا بالمغرب، ساد التوتر بين إسبانيا والجزائر التي سحبت سفيرها من مدريد في 19 مارس 2022، احتجاجًا على ما وصفته بأنه “انقلاب مفاجئ” في موقفها من مقترح الحكم الذاتي في الصحراء.

مشروع أنبوب الغاز الساحلي

وقالت الجزائر إنها ستقطع إمدادات الغاز عن إسبانيا إذا عزمت على توجيهه إلى دولة أخرى، في إشارة إلى المغرب، على خلفية إعلان مدريد الضخ العكسي للغاز إلى الرباط عبر الخط المغاربي، وتعزيز إمداداتها إلى إيطاليا في المقابل، من خلال اتفاق إيني وسوناطراك على زيادة قدرها 9 مليارات متر مكعب خلال عامي 2023 و2024، وذلك في مواجهة مشروع الأنبوب الساحلي الذي تستفيد منه مدريد.

هل انتهى مشروع الصحراء؟

يدعم الغموض بشأن مصير الاتفاق مع الجزائر من جهة، والمغرب من جهة أخرى، التصريحات المتباينة لوزير النفط النيجيري الذي تمتلك بلاده نحو 600 تريليون قدم مكعبة احتياطي غير مؤكدة. وأعلن الوزير النيجيري مطلع مايو الحالي بحث بلاده عن مصادر لتمويل الأنبوب الساحلي مع المغرب، واهتمام روسيا بالاسثمار في المشروع، بحسب صحيفة العرب.

وفي 8 مايو الحالي نقلت صحيفة النهار الجزائرية عن الوزير النيجيري قوله إن أبوجا تشرع في مد أوروبا بالغاز عبر خط الصحراء مع الجزائر، لأن مردوده المالي والاقتصادي أعلى، مقارنة بالخط الساحلي مع المغرب. وذكرت صحيفة الشروق على لسان سفير أبوجا في وقت سابق أن “الجزائر ونيجيريا نجحتا في مد الأنابيب إلى حدود النيجر”.

ربما يعجبك أيضا