الفجر العظيم ..نداء تردد صداه في الأردن‎

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم

في كانون أول من العام الماضي، لبى عشرات الآلاف من المصلين النداء، لأداء صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تهدف لحماية المسجد من خطر التهويد.

المسجد الذي ضج بالتكبيرات والهتافات عقب الصلاة التي حملت اسم “الفجر العظيم”، دقت ناقوس خطر، وصل نداؤه إلى مختلف مساجد الضفة الغربية وقطاع غزة التي لبت النداء بصلاة الفجر، ولا زالت مستمرة حتى فجر اليوم الجمعة، للشهر الثالث على التوالي.

ويعتبر المسجد الإبراهيمي “رابع أقدم مسجد على الأرض، بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ويعد من أكناف بيت المقدس، وتحتل إسرائيل البلدة القديمة من الخليل التي يسكنها نحو 600 مستوطن يهودي و200 طالب يحرسهم ألف و500 جندي إسرائيلي.

وينسب اسم المسجد إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، ويضم ضريحه بداخله، كما يضم أضرحة الأنبياء إسحاق ويعقوب ويوسف (عليهم السلام)، وعدد من زوجاتهم.

وتحوّلت صلاة الفجر، إلى أحد أهم مظاهر الاحتجاج السلمي الفلسطيني، ضد صفقة القرن الأمريكية المزعومة، حيث تتجمع أعداد كبيرة من السكان في المساجد لأداء الصلاة، قبل أن تتحول إلى “مظاهرة سياسية” عقب انتهاء الفريضة، وهو ما دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الاعتداء بوحشية على المصلين الذين أدّوا صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك تحديدا، واعتقال العشرات خشية لتصاعد الامر اكثر.

عصابات المستوطنين تستنفر في الأقصى

منذ انتقال مبادرة صلاة الفجر الجماعية من الحرم الإبراهيمي في الخليل إلى المسجد الأقصى المبارك، وجماعات الهيكل تتابع بقلق ما يجري من التفاف للمصلين حول هذه المبادرة، كما تتابع تعامل الشرطة والحكومة الإسرائيلية معها.

وانطلقت هذه الجماعات بتحركات فورية لمواجهة حملة “الفجر العظيم” في الأقصى، وبلورت مسارين للرد: الأول -حسب زعمها- أن منع الاقتحامات أيام الجمعة والسبت هو ما دفع الفلسطينيين للحضور بهذه الكثافة، وبالتالي دعت الجماعات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة الإسرائيلية إلى فتح المسجد الأقصى أمام الاقتحامات أيام الجمعة والسبت.

والمسار الثاني تمثل في محاولات اختلاق أعياد ومناسبات للدعوة إلى اقتحام المسجد فيها، وهو ما فعلته باختلاق دعوة لاقتحام جماعي للأقصى

وبينما لم ترصد دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أعداد المصلين في صلاة الفجر بالمسجد، فإن السقف الأعلى الذي وصل له عدد المصلين كان في الجمعة الثانية؛ إذ بلغ نحو ثلاثين ألف مصل، ولم يسلموا منذ ذلك الحين من الاعتداءات داخل الباحات ومن الاعتقال والإبعاد عنها.

وأفاد التقرير الشهري لمركز معلومات “وادي حلوة” بأن سلطات الاحتلال صعّدت من إصدار قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى والقدس والبلدة القديمة خلال يناير/ كانون الثاني المنصرم، ورصد المركز 104 قرارات إبعاد، معظمها عن الأقصى، وعلى رأس هؤلاء خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري.
 
دعوات بدول عربية وإسلامية للمشاركة في حملة “الفجر العظيم” والعاصمة الاردنية عمان اول الملبيين

نصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة، لبى مصلون أردنيون للأسبوع الرابع على التوالي، نداء المرابطين في المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف بإقامة صلاة فجر الجمعة في المساجد، عقب دعوة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من عدة دول عربية وإسلامية، لأداء صلاة الفجر، ضمن حملة “الفجر العظيم”.

ورغم حالة الخوف والهلع التي تعم أرجاء العالم كله من تفشي فيروس الكورونا، إلا أن حملة الفجر العظيم، شملت عشرات المساجد في عمان وإربد والزرقاء ومعان والطفيلة، بالإضافة إلى عشرات المساجد الأخرى في دول عربية وإسلامية، وهي خطوة رمزية يقصد منها مناصرة المرابطين في المقدسات المحتلة لاسيما في أوساط شباب الجامعات.

وردد المشاركون في نهاية الفعالية شعارات بالروح بالدم نفديك يا أقصى، خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدآ يعود.

ربما يعجبك أيضا