الكابلات البحرية.. هل تصبح الهدف التالي للحوثيين؟

هل يملك الحوثيون القدرة على تدمير البنية التحتية البحرية؟

آية سيد
الكابلات البحرية.. هل تصبح الهدف التالي للحوثيين؟

لا توجد الكثير من الطرق الأخرى لنقل الكميات الضخمة من البيانات والأموال بين أوروبا وآسيا بخلاف الاعتماد على حزمة من كابلات الألياف الضوئية التي تمر عبر المنطقة حيث ينشط الحوثيون.


تستمر هجمات الحوثيين، المدعومين إيرانيًا، على سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر.

وفي خضم هذه الحملة، التي دخلت أسبوعها الـ12، يظهر تهديد جديد يتمثل في إمكانية استهداف الكابلات البحرية التي تنقل كل البيانات والاتصالات المالية تقريبًا بين أوروبا وآسيا، وفق ما جاء في تحليل بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أمس الأربعاء 7 فبراير 2024.

تهديد جديد

في التحليل، أشار الكاتب كيث جونسون إلى أن هذه المخاوف الجديدة تشدد على الطريقة التي تصبح بها البنية التحتية البحرية سمة أساسية في المشهد الأمني البحري العالمي.

وفي ديسمبر الماضي، نشر حساب على تليجرام، مرتبط بالحوثيين، ما بدا أنه تهديدات لكابلات الألياف الضوئية التي تمر عبر مضيق باب المندب غربي اليمن. ونقلت عدة حسابات مرتبطة بميليشيات أخرى مدعومة إيرانيًا، مثل حزب الله، هذه التهديدات الضبابية.

أهمية الكابلات البحرية

في حين أن هذه التهديدات الغامضة لم تؤد إلى أية حوادث حتى الآن، فإن الأهمية المحورية لهدفها واضحة، وفق التحليل. هذا لأنه لا توجد الكثير من الطرق الأخرى لنقل الكميات الضخمة من البيانات والأموال بين أوروبا وآسيا بخلاف الاعتماد على حزمة من كابلات الألياف الضوئية التي تمر عبر المنطقة حيث ينشط الحوثيون.

الكابلات البحرية.. هل تصبح الهدف التالي للحوثيين؟

كابلات بحرية

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس الأبحاث بشركة “تليجيوجرافي”، المعنية بأبحاث سوق الاتصالات، تيموثي سترونج: “أكثر من 99% من الاتصالات العابرة للقارات تمر عبر الكابلات البحرية، وهذا لا يشمل الإنترنت فقط، بل أيضًا المعاملات المالية والتحويلات البنكية، كما تعتمد عليها الكثير من وزارات الدفاع”.

قدرات الحوثيين

حسب التحليل، يتعلق السؤال المهم بما إذا كان الحوثيون يملكون القدرة على تدمير الكابلات البحرية. وحتى الآن، كانت معظم هجمات الحوثيين تأتي من إطلاق الصواريخ والمسيّرات على السفن التجارية، وسفن البحرية الأمريكية والبريطانية، في المنطقة.

وفي هذا الشأن، قال الباحث بمؤسسة بروكنجز، بروس جونز، الذي كتب تحليلات موسعة بشأن أهمية الكابلات البحرية: “لا أرى أن أي جزء من ترسانة الحوثيين يشكل خطرًا فعليًا على الكابلات البحرية”.

إلا أن إيران تدعم الحوثيين وتسلحهم وتستخدمهم كأحد وكلائها الإقليميين لاستهداف المصالح الغربية. ولهذا، أشار جونز إلى أن إيران قد تغير قواعد اللعبة، خاصة إذا تصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران.

إتلاف الكابلات

توجد طرق منخفضة التكنولوجيا لإتلاف بعض الكابلات البحرية، خاصة في مناطق المياه الضحلة. وقال سترونج إن حوالي ثلثي حوادث الكابلات البحرية ناتجة عن حوادث بشرية، مثل سحب سفن الصيد أو السفن التجارية لمراسيها على قاع البحر.

ويرى الخبراء أن هذا النهج قد يمنح الحوثيين القدرة على إتلاف بعض الكابلات البحرية جزئيًا. لكن، حسب التحليل، هذا لن يمثل مشكلة كبيرة لأن الولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى تُبقي سفن إصلاح كابلات في حالة انتظار لإصلاح أي انقطاع في وصلات البيانات الحيوية تحت البحر.

إلا أنه في ظل حملة الحوثيين الحالية في البحر الأحمر، لن يكون من الممكن لسفن الإصلاح قضاء عدة أيام لمحاولة إصلاح الكابلات المتضررة.

البدائل المتاحة

على عكس البنية التحتية البحرية للطاقة، مثل خطي أنابيب نورد ستريم، توجد بدائل متعددة لنقل البيانات، وفق ما أوضح التحليل.

نورد ستريم 2

خط أنابيب نورد ستريم

وفي هذا الصدد، أشار سترونج إلى وجود قدر كبير من المرونة في هذا النظام. وقال: “سيكون من الصعب بشدة فصل دولة بالكامل، لأن هذا سيتطلب هجومًا متطورًا ومنسقًا للغاية لتعطيل كل الكابلات في نفس الوقت”.

إدراك متنامي

يزداد إدراك المخططين الدفاعيين والمحللين الأمنيين لأهمية وضعف نظام البنية التحتية البحرية الضخم. فمع انتشار خطوط أنابيب النفط والغاز، انتشرت خطوط البيانات البحرية بسرعة فائقة في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تنمو أكثر لتلبية الطلب المرتفع على الإرسال الرقمي.

ولفت التحليل إلى أن أهمية البنية التحتية البحرية المتنامية للاقتصاد العالمي تستوجب إعادة التفكير في المهمة البحرية التقليدية المتمثلة في حماية خطوط الاتصال البحرية. وأصبح المحللون البحريون يرون حماية هذه الأصول مهمة أساسية للقوات البحرية، خاصة في أوروبا.

ربما يعجبك أيضا