“المأذون الإلكتروني”.. أحدث صيحات الزواج في مصر

حسام السبكي

حسام السبكي

فجأة، ودون مقدمات، فوجئ العروسان “محمد الغرباوي” و”منة الله محمد منصور”، بأنهما سيدخلان التاريخ، كأول عروسين يتزوجان بنظام “المأذون الإلكتروني”، بعد استبعاد الدفاتر القديمة والصور الفوتوغرافية التقليدية، في صيحة هي الأحدث من نوعها في محافظة بورسعيد المصرية، ليلحقهما “مينا ونرمين”، كأول زواج بالطريقة ذاتها، من الطائفة المسيحية، في المدينة الباسلة.

المأذون الإلكتروني

تجربة جديدة، استحدثتها الدوائر الحكومية المصرية، بدأت تجريبيًا من محافظة بورسعيد، تأتي بعد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنها أول محافظة رقمية في مصر.

النظام الجديد للزواج في مصر، يأتي ضمن مبادرة “اكتب توكيلك باسمك”، والذي يشير إلى خدمة جديدة تم تطبيقها للمرة الأولى في محافظة بورسعيد، التي أتاحت تطبيق “الزواج الإلكتروني”، والتي افتتحها أواخر الأسبوع الماضي، اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، والدكتور خالد العطار، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال عقد الزواج الإلكتروني للعروسين “محمد ومنة” في إحدى القرى السياحية، وآخر شهدته كنيسة السيدة العذراء مريم حيث تم إكليل “مينا ونرمين”.

من جانبه، أوضح المهندس “رامز فهيم”، مدير مشروع المأذون الإلكتروني في مركز معلومات النيابة العامة، أن فكرة “المأذون الإلكتروني” كان طرحها المستشار ياسر السيد، حينما كان مديرًا لمركز المعلومات في النيابة العامة في العام 2013، وتمت الموافقة عليها في عام 2015، ومن ثم تعاقد المستشار حسام الدين إبراهيم، مدير مركز المعلومات في النيابة العامة مع إحدى الشركات الخاصة بالبرمجة لتنفيذ المشروع في 2018.

وأكد فهيم -بحسب صحيفة “الوطن” المصرية- أن المشروع يتم تطبيقه على جزئين، ويكون الجزء الأول من اختصاص المأذون، الذي يستبدل الدفتر الورقي بالتابلت أو اللاب توب، لإدخال بيانات الزوجين والشهود، مصطحبًا معه كاميرا ديجيتال لالتقاط صور العروسين من الفرح، وأيضًا جهاز صغير لالتقاط البصمات، وبعد أن ينهي الإجراءات يرسل الوثيقة للنيابة العامة.

وتابع: “موظف النيابة يستقبل البيانات الخاصة بالوثيقة للموافقة عليها، ومن ثم يتيح للزوجين استخراج وثيقة الزواج من أي جهة، وغير ملتزم بإخراجها من دائرة المحكمة الخاضع لها، ويستطيع أيضًا أقارب العروسين من الدرجة الأولى فقط استخراج الوثيقة”.

المأذون الأول يتحدث عن التجربة

قال الدكتور محمد أنور مهنا، مأذون أول عقد قران إلكتروني في بورسعيد، إن النظام أو”سيستم” الزواج الإلكتروني يعمل بالتنسيق بين وزارتي العدل والداخلية، حيث يرتبط ببطاقة الرقم القومي للأشخاص من خلال قاعدة بيانات ويتيح استخراج عقد الزواج خلال يوم واحد فقط عكس المواثيق الورقية التي تستغرق وقتًا طويلا لاستخراجها.

وأضاف مهنا -وفقًا لصحيفة “الوطن” المصرية- أن نظام توثيق عقود الزواج إلكترونيًا يساعد في القضاء على زواج القاصرات لأن النظام يرفض إدخال بيانات الأشخاص دون سن الـ18 بشكل إلكتروني، فضلًا عن تقليل الأخطاء في الحروف أو الأرقام عند كتابة عقود الزواج يدويًا.

وعن اختيار العروسين “منة” و”محمد” اللذين عقد زفافهما بالنظام الإلكتروني الجديد على وجه التحديد، قال مهنا: “مع أول أيام الشهر الجاري أخبروني في المحكمة بدء العمل بالنظام الإلكتروني الجديد في تسجيل عقود الزواج وتصادف أنهما كانا أول حالة زواج أقوم بتزويجهما في نفس اليوم”.

“مهنا” المأذون الأشهر بين أهالي بورفؤاد، أكد أن الفارق بين عقود الزواج الإلكترونية واليدوية يتمثل في أن الأول يعمل على توفير الوقت والجهد بشكل كبير -بحسب قوله- “قد يستغرق كتابة عقد الزواج الواحد ساعة كاملة وحاليًا يتم إدخال بيانات العروسين عبر السيستم خلال دقائق قليلة”.

مزايا عديدة

كشفت مبادرة أو نظام “الزواج الإلكتروني”، عن مزايا كثيرة، عددها القائمون على المشروع، وبعض المأذونين الشرعيين.

فأكد المهندس “رامز فهيم”، مدير مشروع المأذون الإلكتروني، أن التجربة الجديدة، نسبة الخطأ فيها تكاد تكون منعدمة، فهي أقل من 1%، ويعمل المشروع على مكافحة زواج القاصرات، فالنظام يرفض زواج الفتاة الأقل من 18 عامًا، ويتضح ذلك من خلال إدخال الرقم القومي للعروس، حيث تعد محافظة الشرقية من أولى المحافظات في زواج القاصرات.

كما أن النظام الجديد يلزم المأذون بالمنطقة الخاضع لها فقط، وهو ما عرض المشروع لهجوم شديد من جانب بعض المأذونين، ويكشف عن عدد زيجات العريس في حالة كذبه على العروس، فجميع البيانات ستكون موجودة في الأحوال المدنية بوزارة الداخلية.

من جانبه، قال “إبراهيم علي” -رئيس صندوق المأذونين الشرعيين- إن توثيق عقود الزواج إلكترونيا خطوة إيجابية تتماشى مع الاتجاه إلى التحول الرقمي في الحكومة وتساعد في حماية وثائق الزواج وتقليل حالات زواج القاصرات.

وأضاف “علي”: إن “المأذون الإلكتروني” يقلل أيضا من أخطاء وثائق الزواج نتيجة التدوين اليدوي ما يقلل الجهد والوقت المبذول لتصحيح هذه الأخطاء التي قد تتمثل في خطأ كتابي في الاسم أو التاريخ أو أي شيء في بيانات العروسين، إلى جانب مساهمته في إخطار المعاشات في حال زواج سيدة أرملة ينقطع معاش زوجها المتوفي بمجرد زواجها من شخص آخر.

ويتميز المأذون الإلكتروني أيضا، وفقا لقول إبراهيم علي رئيس صندوق المأذونين الشرعيين، بسرعة توثيق عقود الزواج عن المعاملات اليدوية، إلى جانب أنه يمنع سماسرة المأذونين ومنتحلي صفة المأذون.

ساويروس أول المهنئين

يعد رجل الأعمال المصري الشهير، أبرز المهنئين بنجاح تجربة “الزواج الإلكتروني”.

فعبر حسابه على “تويتر”، غرد ساويرس قائلا: “‏صباح الخير.. مبروك توثيق الزواج بالمأذون الإلكترونى أصبح متاحا”.

وأضاف: “بس الحقيقة أنا مسألتش لسه عن الطلاق الإلكتروني”.

ولقيت التغريدة ردودا واسعة من متابعيه عبر “تويتر”.

ربما يعجبك أيضا