المسلمون في الهند.. استهداف لا ينتهي

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد 

شهد عام  2018 مشكلات حقيقية للمسلمين في الهند خصوصًا من جانب حزب بهارتيا جناتا القومي الهندوسي، فهذا الحزب مستمر في إثارة المشكلات بين القوميات في الهند.

وتعج وسائل التواصل الإجتماعي بعشرات المقاطع المرئية لعمليات اسشتهداف واضطهاد للمسلمين في الهند، بشكل خطير يحمل في طياته مؤشرات خطيرة على مستقبل العلاقات بين القوميات في الهند.

فمثلا يظهر مقطع مرئي مجموعات من الهندوس المتطرفين المنتمين لـ”هندوتفا” يرددون شعارات كراهية ضد الإسلام أثناء صلاة مجموعة من المسلمين في محطة للقطار ويرددون: “إذا كنت (مسلم) تريد أن تعيش في الهند فعليك أن تهتف لراما (إله الفضيلة الهندوسي)” !!.

اضطهاد ممنهج

أربعة ملايين مسلم مهددون بالتجريد من الجنسية في ولاية آسام الهندية، ونشر مكتب السجل الوطني للمواطنين (أن أر سي) قائمة بأسماء الاشخاص المطالبين بإثبات أنهم جاءوا إلى الولاية قبل 24 مارس/آذار 1971 ، التاريخ الذي أسست فيه دولة بنغلاديش.

وتقول الهند إن العملية تهدف إلى اجتثاث جحافل من المهاجرين البنغلاديشيين من الولاية، واستنادا إلى اتفاق آسام، الذي وقعه رئيس الوزراء، راجيف غاندي، عام 1985، ستحذف أسماء كل الأشخاص الذين لا يستطيعون إثبات أنهم جاءوا إلى الولاية قبل 24 مارس/آذار من السجل الانتخابي، وسيبعدون.

بيد أن ناشطين يقولون إن مكتب السجل الوطني يستخدم ذلك ذريعة لهجوم مزدوج (من القوميين الهنود والمتشددين الآساميين) على إعطاء الولاية وضعا شرعيا للجالية البنغالية فيها، ومعظمها من المسلمين.

ويعيش البنغلاديشيون في الأراضي المنخفضة الرطبة الخضراء المنتشرة على امتداد نهر براهمابوترا، ويتحركون منها عندما ترتفع مناسيب المياه.

بيد أن الناشط البنغالي نازرول علي احمد، يقول إنها “ليست سوى مؤامرة لارتكاب فظائع “.

وأضاف أحمد “أنهم يهددون علنا بالتخلص من المسلمين، وما حدث لمسلمي الروهينجا في ميانمار، قد يحدث لنا هنا”.

وفي القوت عينه ينظر حزب بهاراتا جاناتا، الذي يرأسه مودي، في تقديم مشروع قانون لضمان حقوق المهاجرين البنغلاديشيين الهندوس.

 

تغيير أسماء المدن

حزب بهاراتا جاناتا المتطرف الحاكم في ولاية أوتار براديش شمالي الهند أقدم كذلك على تغيير تسمية مدينة “الله آباد” التي عمرها 4 قرون بالهند، وقالت السلطات إن تغيير اسم المدينة جاء بدافع استعادة الهوية القديمة لها كمقصد يحج إليه الهندوس من كل مكان.

من المقرر أن يتم تغيير اسم إسلامي لمدينة هندية شمالية إلى اسم مرتبط بالهندوسية بعد مطالبات من القوميين الهندوس “هيندوفتا”.

ويأتي هذا التغيير لمحو التلميحات إلى حكم المدينة التاريخي في عهد المغول المسلمين، بالإضافة إلى المنطقة المسماة “الله آباد” من قبل الإمبراطور المسلم أكبر عام 1583.

وقد وافق مجلس وزراء أوتار براديش -الذي يتزعمه الواعظ القومي الهندوسي المتعصب يوغي أديتياناث- على الاقتراح رغم الاحتجاجات من الأحزاب المعارضة.

من جانب آخر وفي نقاش حاد بين مفكر هندي مسلم وسامبيت باترا المتحدث بإسم حزب بهاراتيا جاناتا حول التغييرالممنهج للأسماء الإسلامية في الهند كمدينة”الله أباد”

باتر هدد المفكر المسلم وقال له للمسلم:”اجلس بهدوء،سأعيد تسمية مسجد بإسم فيشنو(إله الحقيقة العليا في الهندوسية الفيشنوية، وعندها ستتحرك بغضب)”

منع الصلاة في تاج محل

من جانبها، أعلنت المنظمة الهندية للأبحاث الأثرية، حظر إقامة الصلوات الخمس في مسجد تاج محل بمدينة أغرا شمال الهند.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إنديا”،إن المسؤولين قطعوا المياه عن الخزانات التي تغذي صنابير المواضئ.

وقال رئيس لجنة تاج محل سيد حسين، إن المسلمين يقيمون الصلوات منذ سنوات طويلة في تاج محل، ولا يوجد سبب لمنعهم.
وأضاف أن العقليات المعادية للمسلمين في كل من الحكومة المركزية والحكومة المحلية، تقف وراء القرار .

تهديد بتدمير مسجد دلهي

النائب في البرلمان والزعيم المتطرف ساكشي مهراج المنتمي لحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي هدد من جانبه المسلمين بهدم المسجد الجامع الضخم في مدينة دلهي القديمة، وهو مسجد أمر ببنائه الإمبراطور المغولي شاه جهان، باني تاج محل، واكتمل البناء في سنة 1658.

زعماء المسلمين

القيادي الهندي “أسد الدين أويس” رئيس مجلس اتحاد المسلمين في الهند: إنها حقيقة أن السم ازداد وأصبح من الصعب في أيامنا هذه التفرقة بين حزب”بهاراتيا جاناتا”وحزب “المؤتمر الوطني”،كما أن قائد المؤتمر يحاول إظهار أنه أكثر طائفية من ناريندرا مودي.

وتابع رئيس مجلس اتحاد المسلمين في الهند: “هناك تمييز ضد المسلمين في العثور على الوظائف وكذلك في التعامل مع الشرطة، وهذا بلدنا كما هو بلدكم. لسنا مستأجرين، إننا مالكون أيضاً لهذه الأرض. يجب أن نأخذ حقوقنا”.

أما أكبر الدين أويس فقال: أنا فخور بكوني مسلما وفخور بنبي الإسلام وفخور بأمتي،وبكوني هنديا، معركتي وخلافاتنا ليست ضد الهندوس أو أي شخص، أحترم الهندوس، ولكن هذا لن يمنعني من طلب حقوقنا كمسلمين وهذا”حق دستوري”.

ربما يعجبك أيضا