المقدسات الإسلامية بفلسطين قاب قوسين أو أدنى من «التهويد»

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – ليس جديدًا من الأمر في الأيام الأخيرة، انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة بشكل عام، والمسجد الأقصى المبارك، والحرم الإبراهيمي الشريف بشكل خاص، أو النداءات الفلسطينية للعرب والمسلمين وللمجتمع الدولي بحمايتها، إلا أن ما استجد مؤخرا هو الهدف من وراء الانتهاكات.

مع اقتراب الذكرى الـ52 لإحراق الأقصى المُبارك هل يقام “الهيكل” المزعوم على رماده؟!

كشفت مصادر رفيعة جدًا في كيان الاحتلال عن أنّ عدد اليهود الذين اقتحموا الأقصى في الشهر الأخير وصل إلى القمّة، إذْ أفادت المُعطيات التي أوردتها صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة أنّ عدد اليهود وصل إلى 4239 خلال الشهر العبريّ الأخير، مُضيفةً اعتمادًا على مركز صهيونيٍّ يعنى بتشجيع اقتحام اليهود إلى الهيكل الثالث المزعوم، فإنّه في كلّ يومٍ يصل عدد المقتحمين إلى 235 في اليوم الواحد، وهذا يُعتبر ارتفاعًا حادًّا مُقارنةً مع الشهر نفسه من العام الماضي.

يأتي ذلك في وقت أصدر فيه رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، تعليماته بضرورة مواصلة اقتحام المستوطنين للأقصى بشكل منظم وآمن.

فيما أكد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن الاحتلال يحاول السيطرة الكاملة على الأقصى، محذرا في الوقت ذاته من خطورة ومآلات اقتحام وفد من المخابرات الأمريكية يوم أمس الأربعاء للأقصى، معتبرا أن ذلك مؤشر على تصعيد خطير بحق الأقصى خاصة أن المسؤولين الأمريكيين يطلقون عليه اسم “الهيكل”، ما يعد دعم لمخططات التهويد.

وأشار إلى أن مسؤولي الاحتلال لم يتوقفوا عن اعتداءاتهم على الأقصى منذ عام 2017، أي عقب انتهاء “هبة البوابات الإلكترونية”، فهم يحاولون رد الاعتبار لهم، لأجل بسط “السيادة الإسرائيلية” على المسجد.

وتأتي هذه التطورّات عشية الذكرى الـ52 لقيام أحد اليهود-الصهاينة، وهو مُستجلب من أستراليا بإضرام النار في المسجد المُبارك، وذلك في الـ21 من شهر آب (أغسطس) عام 1969.

الفلسطينيون يخشون “الفوت” فيما يتعلق بالحرم الإبراهيمي

لم تكتفِ إسرائيل بتخصيص 63 بالمئة من مساحة المسجد الإبراهيمي في الخليل للمستوطنين اليهود، لكنها بدأت، الثلاثاء، 10 أغسطس (آب) الحالي، مشروعاً لإقامة مصعد أفقي لتسهيل وصولهم إلى داخل الحرم الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) على قائمة التراث العالمي باعتباره “موقعاً تراثياً عالمياً فلسطينياً معرضاً للخطر”.

ومنذ عام 1944 حول الجيش الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي إلى ثكنة عسكرية شبه مغلقة أمام الفلسطينيين إثر قتل مستوطن يهودي 30 مصلياً فلسطينياً خلال أدائهم صلاة الفجر.

وقسمت الحكومة الإسرائيلية المسجد إثر المجزرة إلى قسمين، بحيث خصصت لليهود أغلبية المواقع في المسجد الإبراهيمي، كالحضرة الإبراهيمية، واليعقوبية، واليوسفية والعنبر، والصحن.

ويأتي بدء إقامة إسرائيل المصعد في ظل رفض فلسطيني باعتبار ذلك “استكمالاً لتهويد المسجد الذي دعت (اليونسكو) إلى وقف أعمال الحفريات والبناء فيه، باعتبارها غير قانونية، بحسب القانون الدولي، وتضر بأصالة وسلامة المكان”.

بدورها، اعتبرت الخارجية الفلسطينية أنه يجب انقاذ الحرم الابراهيمي الشريف قبل فوات الأوان، وأن إجراءات الاحتلال تشكل “اعتداء صارخاً ومباشراً على “اليونسكو” وقراراتها واستفزازاً للشعب الفلسطيني وللمسلمين كافة”. وطالبت الخارجية، المنظمة الأممية “بالدفاع عن قراراتها، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية لحماية المسجد”.

وكانت إسرائيل قد هاجمت قرار “اليونسكو” اعتبار “المسجد الإبراهيمي موقعاً تراثياً فلسطينياً”. وقالت إنه “يتجاهل الروابط التاريخية لليهود بالمدينة”، مضيفةً أن “الروابط اليهودية بالخليل التي تعود إلى آلاف السنين أقوى من تصويت (اليونسكو) المخزي”، بحسب وزير التربية والتعليم الإسرائيلي حينها نفتالي.

واندلعت مواجهات، الأربعاء، 11 أغسطس (آب)، بين فلسطينيين محتجين على المشروع والجيش الإسرائيلي قرب المسجد الإبراهيمي، اعتقل خلالها ثلاثة فلسطينيين.

كما أطلق نشطاء دعوات لأهالي محافظة الخليل للمشاركة في صلاة جمعة بالمسجد الإبراهيمي “تأكيداً على الحق الكامل للمسلمين فيه، ورفضاً لكل خطط التهويد التي يتعرض لها”.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أمس الأربعاء، إن إسرائيل تستهدف الحرم الإبراهيمي لتغيير معالمه، عبر إقامة مصعد خارجي يستهلك مساحات جديدة من أرض الوقف الإسلامي”.

وقد رصدت الحكومة الإسرائيلية مبلغ مليوني شيكل حتى الآن لتمويل المشروع. ويقوم بتنفيذه قسم الهندسة والإنشاءات بوزارة الأمن الإسرائيلية، تحت إشراف «الإدارة المدنية» التابعة للجيش، ومن المتوقع أن يستمر العمل فيه نحو 6 أشهر. وكان الفلسطينيون قد توجهوا إلى محكمة إسرائيلية لوقف المشروع وإلغائه، لكن المحكمة رفضت طلبهم في أبريل الماضي.

وفي 3 مايو 2020، صادق وزير الحرب الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، على وضع اليد على مناطق ملاصقة للمسجد لإنشاء المصعد الذي أقره مجلس التنظيم الأعلى، أحد أذرع الإدارة المدنية الإسرائيلية بالضفة المحتلة.

ربما يعجبك أيضا