المنزل ليس عقابًا.. اشحن أوقاتك في العزل بالمتعة والإيجابية

أماني ربيع

أماني ربيع

يبدو أن أزمة كورونا لن تنتهي قريبًا، حيث لجأت العديد من الدول إلى تمديد فترة العزل المنزلي لمواطنيها، وفرض الحظر للحد من تفشي الفيروس التاجي، وهو ما يعني أن البقاء في المنزل لم يعد مجرد أمر مؤقت، ويعني أيضا أن علينا أن نتعامل مع هذا الظرف بذكاء، وأن نحوله من محنة إلى منحة.

أولا علينا جميعا أن نتخلى عن الأفكار السلبية وإحصاء الإصابات والوفيات، فهذا أولا لن يحل الأزمة، كما قد يؤثر على المناعة، فالحالة النفسية والتوتر والقلق يؤثرون على قوة مناعة الجسم، لذا لا بد من التعامل بهدوء واستغلال الفرصة للخروج بأكبر قدر من المكاسب.

وسنحاول معًا أن نفكر في ملء أوقات العزل المنزلي بأفكار مفيدة:

إعادة تشغيل

فلنفكر في حياتنا وكأنها جهاز كمبيوتر بحاجة من وقت لآخر إلى إعادة تشغيل، وكثيرا ما منعتنا ضغوط العمل أو الدراسة عن اتخاذ تلك الخطوة وتأجيل محاولات التقاط الأنفاس، باعتبار أن أي لحظة توقف قد تؤثر على موقعنا في سباق الحياة، لكن الفرصة جاءت من القدر الذي منح الكوكب بأكمله فترة راحة إجبارية، استرخاء وإعادة تفكير بشكل هادئ في طريقة حياتنا.

ديتوكس

بعد إعادة التشغيل فلنحاول أن نتبع أسلوبا جديدا في حياتنا، لنقتبس من عالم التغذية والحميات مصطلح “ديتوكس”، الديتوكس هو  نظام غذائي قائم على تنقية الجسد من السموم عبر تناول السوائل، حسنا سنطبق هذا الديتوكس على كل شيء في حياتنا.

لو كنتِ فتاة فلتمنحي بشرتك فرصة لتتنفس، امتنعي عن تطبيق الماكياج ووضع مستحضرات التجميل المليئة بالكيماويات، ستتفاجئين بالنتيجة وكيف ستشكرك بشرتك على ذلك بأن تصبح أكثر نضارة.

 ديتوكس النفس، هو التخلص من السرعة في إنجاز الأشياء تذكر الآن أن السباق متوقف بشكل إجباري، لا يوجد من يجري وراءك، حاول بدء يومك بإيقاع أهدأ، تخلص من الأفكار السلبية، تخلص من سموم السرعة والضغوط، استرخِ قليلا.

تأمل

تأمل النعم التي تعيش فيها الآن، والنعم التي كنت تعيش معها وزالت بفعل فيروس صغير جدا، وكيف كنت لا تراها أو لا تقدرها، هذا التأمل سيجعلك تفكر في حياتك بشكل إيجابي أكثر وهو أمر مطلوب الآن.

المنزل ليس عقابا

تشارك مع أسرتك مشاهدة أفلام ممتعة، لا تشاهد أفلاما عن الأوبئة، بل أفلاما كوميدية أو رومانسية، مثلا “ابن حميدو”، “إشاعة حب”، أفلام محمد هنيدي، كذلك أفلام الكارتون مثل “شركة المرعبين المحدودة” و”قصة لعبة” وغيرها، اصنع بعض الفيشار والمقرمشات، اضحكوا سويا، واقضوا وقتا ممتعا.

واستغل فرصة أن الكثير من منصات البث المدفوع تقدم حاليا الكثير من العروض وفرص المشاهدة المجانية لتشجيع الناس على البقاء في منازلهم.

هواية جديدة

هناك اتجاه الآن لدى الكثيرين للصناعات اليدوية الصغيرة، وشغل “الهاند ميد” غزل مفارش أو كوفيات من التريكو الكروشيه، صنعة الدمى الصغيرة، والحقائبة والإكسسوارات، بدلا من شرائها حاول تعلم صناعتها منزليا، بعد انتهائك من قطعة صنعتها بيديك ستشعر بدفء كبير في كل التفاصيل.

وتعلم تلك الأمور متاح أيضا الآن عبر الإنترنت، كذلك فن الديكوباج ويعني تحويل الأشياء القديمة إلى أخرى جديدة كليا عبر لمسات بسيطة إبداعية، وهذا الفن من الفنون الأكثر إقبالا حاليا، فهو يعني النظر للأشياء برؤية مختلفة، مثلا تحويل لوح التقطيع الخشبي إلى لوحة تعلقين عليها مفاتيحك عبر الرسم عليها يدويا وإضافة بعض اللمسات هنا وهناك، سيشعرك الأمر بالسعادة والإنجاز.

القراءة

كثيرا ما منعتنا ظروف حياتنا عن ممارسة القراءة، وإن كنت لم تجرب القراءة بعد، ابدأ، وإن كنت لم تقرأ من مدة طويلة، حاول مجددا، اختاروا رواية لكاتبكم المفضل، أو كتابا ممتعا يمنحكم طاقة إيجابية، استغلوا الفرصة لشحن عقولكم بالمعرفة، وملء أوقاتكم بالمتعة.

كن إيجابيًا

والآن بعد أن شحنت أوقاتك بالكثير من الأمور حاول أن تشحن الأجواء حولك بالإيجابية، ابدأ بما تنشره على صفحاتك عبر مواقع التواصل، وبدلا من نشر سلبيات أنشر قصصا إخبارية عن مبادرات طيبة للحد من نشر الفيروس، عن دور الأطباء والممرضين، عن الأعمال الخيرية لمساعدة المتضررين، حاول أن تخفف الشعور بالذعر والخوف عن من حولك، ولا تكون من مروجي الشائعات، تحرى الدقة في كل ما تنشره.

كثيرون يصورون الطهي باعتباره نشاطا استعباديا أو مخيفا، لكن يمكن النظر إليه الآن بصورة جديدة على أنه متعة، نعم متعة أن تخلق من مكونات مختلفة طبقا شهيا متجانسا، هناك الكثير من الطهاة الذين يمنحون خبراتهم عبر فيديوهات يوتيوب، وصفحاتهم على مواقع التواصل، ابدأ بوصفة سهلة، وفاجئ أسرتك بطبق من صنع يديك، ربما لن تنجح من أول مرة، لكن الجميع سيكون سعيدا بما فيهم أنت.

ممارسة الألعاب

هناك الكثير من الألعاب التي يمكنك ممارستها مع أسرتك، ابتكر مسابقات مليئة بالمرح في أسئلة عامة، أو لعب بنك الحظ أو مونوبولي، أو الكوتشينة والأحكام، ستكون فقرة كوميدية ممتعة.

مشاهدة الأفلام

كثيرون ينظرون للبقاء في منازلهم باعتباره عقابا، لكنها فرصة حقيقية للتواصل الإنساني مع المقربين إليك، بعد أن حرمك إيقاع الحياة المحموم من التواجد معهم، البيت عند الكثيرين هو معادل الدفء والأمان، حاول أن تشعر بهذا الدفء في صحبة والديك وإخوتك، حفز حواسك لشم رائحة طهي والدتك، وضحكة أبيك، والمزاح مع أشقائك واللعب معهم، انظر لجدران هذا البيت باعتبارها مساحة للسعادة.

ومن نقطة البقاء في المنزل يمكننا أن ننطلق لنقطة أخرى هي ماذا نفعل في المنزل؟

تعلم لغة جديدة

الوقت لا يفوت أبدا لتعلم أمر جديد، ربما كان في خطتك دوما أن تتعلم لغة جديدة، لكن لم يكن لديك الوقت، حسنا لديك الآن الكثير من الوقت، فلماذا لا تستغله، يمكنك تعلم الإنجليزية مثلا لو لم تكن تجيدها وهي لغة هامة قد تفيدك في دراستك أو عملك، وإن كنت تجيدها تعلم لغة إضافية كالإسبانية أو الفرنسية.

الأمر أصبح أسهل الآن لأن بإمكانك تعلم أي لغة “أونلاين” هناك فيديوهات يوتيوب، أو حتى الاشتراك في جروب لتعلم اللغة عن بعد عبر تطبيقات مكالمات الفيديو والذي بإمكانك دفع رسومها عبر خدمات الدفع الإلكتروني.

الطهي

ربما يعجبك أيضا